عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
«قرى» و«ثمار»

«قرى» و«ثمار»

بقلم : محمد الشرقاوي

لا نحتاج إلى جهد كبير لنكشف آثار وثمار المؤتمرات الوطنية للشباب، والتي ودعنا نسختها السابعة منذ أمس، وكانت  العاصمة الإدارية الجديدة مقرا للاستضافة.



 

ففي اختيار "العاصمة" دلالة فحواها أن الأيدي المصرية والشركات الوطنية أنجزت "الحجر" سواء مباني ومساجد وكنائس وشوارع، وقد حان وقت بناء "البشر" بتواجد 1500 شاب من مختلف الفئات والتوجهات الحزبية، متسلحين بالمعرفة والإدراك الحقيقي لقضايا الدولة المصرية الداخلية والخارجية، وقد ظهر هذا جليا في محاكاة الحكومة المصرية 1و2.

 

وما بين وزراء المحاكاة وتنسيقية الأحزاب ووزراء حكومة مدبولي تكتشف حالة السعي حول مشاكل الدولة، والطواف الدؤوب لحلها، سواء ما يتعلق ب الإجراءات الاقتصادية أو موازنة الحكومة، أو التحول الرقمي أو التسويق الحكومي.

 

مؤتمرات الشباب أصبحت تقليدا مختوما بأكلاشيه "مصري- سيساوي" فيتميز عامًا عن عام ومؤتمرًا بعد مؤتمر!

 

ترى الرئيس السيسي يجلس بالست ساعات، يدقق في التفاصيل، عالما ببواطن المشكلات، عقله آلة حسابية تختزن الأرقام والموازنات والمصروفات والايرادات، يناقش الوزراء كما لو كان هو من يدير الملف، تراه جالسا حاملا الورقة والقلم، يدون ملاحظاته التي ستصبح تكليف حكومي فيما بعد.

 

وقد كان للرئيس وتكليفاته للحكومة علاجا جذريا للعديد من الملفات التي طفت على السطح بفضل مؤتمرات الشباب، منها ما استعرض عن قسوة الحياة في قرية سنهور القبلية التابعة لمحافظة الفيوم، ومصنع كيما بأسوان الذي يلقي مخلفاته في النيل، واقتراح عمل لجنة للعفو عن المساجين والغارمات.

 

 ملفات كانت خارج صندوق التفكير الحكومي، قدم لها الرئيس كل الدعم المادي والسياسي عقب سماعها من الشباب، وتابعها بنفسه حتى انتهت الحكومة منها، وكان الفضل فيها لمؤتمرات الشاب التي تمتد فيها عملية البناء والتواصل ما بين القيادة السياسية والحكومة والشباب من أجل حياة مواطني "أحلي اسم في الوجود".

 

ومن أجل حياة أفضل كانت مبادرة "حياة كريمة" والتي انطلقت في اليوم الثاني للمؤتمر، وذلك للقرى الأكثر فقرا، لتكون المبادرة هي العموم الفقري لانتشال 3 ملايين مواطن في القري التي تزيد نسبة الفقر فيها عن 70%.

 

المبادرة ستكلف الدولة 13 مليار جنيه، لتعيد الحياة لقري ونجوع -عانت الفقر والإهمال والتجويع-بمساكن أدمية وبنية تحتية تعمل بكفاءة، وتوفير فرص عمل لشبابها العاطل، ومراعاتهم تعليميا وصحيا واجتماعيا.  

 

مثل هذه القرى قد سقطت من ذاكرة الحكومات، فنهش الفقر في عقولهم قبل جسدهم فخرج من بينهم متطرف وإرهابي ربما لا يقتل أو يفجر نفسه أو يجري عملية انتحارية إلى الآن، ولكن مُؤكدا سيقتل حياته وحياة من حوله بالجهل والعشوائية، وباحتياجه للقمة العيش، يستطيع أعداء الوطن تجنيده، ليتحول إلى شظايا في لحظة، نظير فتات من المال لكي يحيا أولاده وأقرابه.

 

"حياة كريمة" أجهزت على أزمة القرى الأكثر فقرا وتوابعها، قبل أن تكبر وتسخن وتتصاعد أدخنة هوائها الملوث بالجهل تارة وبالتجهيز للتطرف تارة أخرى.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز