عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
في حب النساء

في حب النساء

بقلم : رؤوف عبيد

 



منذ نعومة أظافري، وقد أدركت حب النساء في حب أمي، وبعد فترة من الزمان أدركت حب شقيقتي، وبعد حقبة من الزمان أدركت حب فتاتي، إلى أن تزوجت ثم أدركت حب زوجتي، فكله حب، إلا أن لكل حب ذكرياته، ولم لا فإنهن النساء يا سادة، فعلى الرغم من اختلافه، إلا أن لكل حب منه مشاعره، له قصصه وحكاياته، فحينما يقول الإنسان إنه يحب لا بد أن يكون لهذا الحب دلالاته، فنحن نعيش في زمن اختفى فيه الحب، وطغى على العلاقات حتى الأسرية منها المصالح، فهناك من يقول إنه يحب من أجل المصالح المشتركة، إلا أن ذلك وللأسف وصل إلى علاقة الزوجين، التي يقول كلاهما للآخر إني أحبك "إن قالها" من أجل استمرار الحياة، وتربية الأولاد، لكن ما أجمل أن تستمر هذه الحياة مصحوبة بحب الطرفين، وأكتب هنا عن حب النساء لحقهن علينا، ولعل من يسيء إليهن أن يكف أذاه، وأذكر هنا بعض المشاعر التي أحسست بها تجاههن، ومن أصعب الكتابات هي أن تنقل مشاعرك الخاصة على الورق، لكن لعل هذه المشاعر تذكركم بقصصكم ومشاعركم تجاههن، فتحسنوا معاملتهن، فما أجملهن وألطفهن، وحتى لا تموت مشاعرنا بسبب مشاغل الحياة، بعد طغيان المادة على جميع نواحي الحياة.

فلا أذكر يومًا عشت من غيرها، ومازلت أعيش في رحابها أو على ذكراها، تربطني بها قصص عديدة هي الحياة كلها، إنها المرأة فقد شغفت بحبها، أذكر حينما كانت أمي، ولو كتبت ما كتبت لم أوف حقها، يكفي أنني فتحت عيني فوجدتني في حضنها تحنو عليّ، إنها تعيش في مخيلتىي، مازلت أسمع اسمي بصوتها، مازال حنينها يدفيني، مازالت في قلبي ما حييت، إنها المرأة يا سادة قد شغفني حبها.

ماتت أمي ولم تمت المرأة بداخلي، حينما بحثت عن طعم حنينها وجدته في أختي، فهي الحانية الثانية بعد أمي، وقفت معي في الشدائد، وواستني في أحزاني، ألجأ إليها في شكواي لأجد من يسمعني، ويهتم بأمري ويشاركني همومي، إنها أمينة سري وحبيبة قلبي، إنها المرأة يا سادة قد شغفني حبها.

 أذكرها حينما كانت فتاتي كنت أحلم بها ليلًا ونهارًا، لا أنسى نظرة عينيها، فكنت أحبها حبًا شديدًا، لا أنسى ابتسامتها وضحكتها، لا أنسى مشيتها، لا أنسى فيها شيئًا، إنها كانت تحمل عاطفة جعلتها في قلوب من حولها، فارقت عيني عيناها ورؤياها، لم تترك لي موعدًا حتى أراها، لم أستطع أن أعبر لها عن حب أيقظني الليال، والوقت سرقنا، وذهب كل منا إلى مصيره، وتبقى ذكراها لتدغدغ مشاعري، وتسقط دموعي، وكأني عليل بحبها أبحث عنه في أماكن رأيتها فيه، ولم تبق فتاتي في مكانها دون أن يقطفها أحد، ذهبت إلى حياتها وعجزت عن الدفاع عن حبها، الذي مازلت أشم رائحة نسيمه، ويبقى الشعر للمتنبي فيها.

يا ليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ    وكيف أذكرهُ إذ لستُ أنساهُ

يا مَن توهم أني لستُ أذكره     واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ

 أذكرها حينما كانت ومازالت "زوجتي"، لقد تجسدت فيها كل هؤلاء، فعلى الرغم من أنني قد افتقدت مشاعري تجاه هؤلاء جميعًا، جاءت رحمة ربي بي، وأرسل لي زوجة أقرت عيني، ورضيتها لي وراضتني لها، فحينما أبحث عن أمي أجدها وأختي وصديقًا وفيًا أيضًا أجدها، إنها أم أولادي، فهي تعيش معي راضية مرضية، ويبقى فيها الشعر

سأكتب لك لأنني أحبك.. أجل أحبك أنت يا من تقرأين

كل ما أكتب.. أحبك

وحينما كتبت مقالتي هذه، أردت لمن يقرأ أن أوصيه خيرًا في النساء، فكل منا يعيش بفضل معاونتها، أيًا كانت قرابتها له، فلا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم، فهي مازالت تتعب وتكد في سبيل بناء الأسرة ورعاية البيت، حيث يقع على عاتقها كأم مسؤولية تربية الأجيال، وتتحمل كزوجة أمر إدارة البيت واقتصاده، وذلك ما يجعل المهام التي تمارسها في مجتمعاتنا لا يمكن الاستهانة بها، أو التقليل من شأنها، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحيا ويعيش ويستمر دون أن يكون للمرأة دور فعال في كل نواحي الحياة، فالمرأة هي نصف المجتمع، فإن كان للرجل مهام وأعمال منوط به القيام بها، فالمرأة أيضًا صاحبة أدوار رئيسية وفعالة في الحياة لا غنى عنه، فنوصيكم خيرًا بهن.

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز