عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اتجاهات الشباب المصرى.. نحو المؤتمرات الوطنية للشباب (3-3)

اتجاهات الشباب المصرى.. نحو المؤتمرات الوطنية للشباب (3-3)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

نواصل في هذا المقال استعراض الدراسة المهمة التي أجرتها د. مي مصطفى عبد الرازق مدرس الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم عن إتجاهات الشباب المصرى نحو المعالجة الصحفية للمؤتمرات الوطنية للشباب، وذلك من خلال دراسة ميدانية على عينة من الشباب المصرى من سن 18-35 سنة قوامها 448 مبحوثًا يمثلون مستويات التعليم ومستويات الدخل المختلفة.



تمثلت العبارة الأكثر اتفاقًا بين الشباب المصرى عينة الدراسة فى أن الشباب المشارك فى تلك المؤتمرات منهم من يشبه المبحوثين فى آرائهم، طموحاتهم، والعبارة الأقل اتفاقًا فى أن الشباب المصرى معبر عن أطياف وتيارات الشباب المصرى جميعًا أو أغلبها مما يشير إلى أن المبحوثين يرون أن قطاعات من الشباب كانت غائبة عن المشهد، بالرغم من توجيه الدعوة للبعض منهم كبعض أعضاء وحركات المعارضة، إلا أنهم أشاروا إلى غياب شباب الفلاحين، والحرفيين، وأبناء الطبقات الكادحة، ومن يعانون من اليأس والإحباط، وذلك وفقاً لردود المبحوثين، بالإضافة إلى من أقدموا على الهجرة الشرعية وغير الشرعية والعاطلين منهم، وهذا ما أشارت إليه أيضاً بعض المقالات  الصحفية التي أشارت إليها الدراسة.

وقد برز بعد ثورة يونيو 2013 ما يسمى بتقويض التماسك الإجتماعى بسبب عمليات إعادة الإستقطاب فى المجتمع المصرى، وهذا ما فطنت الدولة إلى مدى خطورته، ولهذا جاءت فكرة الحوار للتوافق والتواصل، وبالتالى وجهت رئاسة الجمهورية الدعوة لمختلف ألوان الطيف السياسى والفكرى للمشاركة فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب، ولم تستثنى أحدًا من الذين يؤمنون بالحوار كأداة لحل الخلافات والوصول إلى توافقات من الدعوة وشارك الجميع عدا أحزاب وقوى سياسية صغيرة بعضها له مقاعد فى البرلمان (مثل حزب الكرامة والحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى وبعضها لا مقاعد له (مثل التيار الشعبى فقد رفضوا تلبية دعوة رئاسة الجمهورية، وحرموا شبابهم من المشاركة فى حوار وطنى غير مسبوق تصدره الشباب وشارك فيه رئيس الجمهورية، وقد شارك بعض الشباب ممن قاطعت قياداتهم المؤتمرات، شاركوا فيها وساهموا فى مختلف المناقشات، وذلك يعد إنجازًا لهذه المؤتمرات وهو خروج شباب وطنى واعد من دائرة المقاطعة والخصومة مع النظام إلى دائرة الاشتباك الإيجابى مع الأفكار المطروحة والسجال مع شباب الأحزاب والقوى السياسية الأخرى.

كما أن بعض الأسباب التى تدفع البعض للمشاركة ويعجز كالعادة عن فهمها بعض المعارضين فيحولون غضبهم على المشاركين معتبرين إياهم فئة واحدة دون تمييز، بالإضافة إلى الباحثين عن مكان دائمًا أبدًا تحت الأضواء.

وتمثلت أهم تلك الأسباب فى الرغبة فى إصلاح بعض الأمور فى المجتمع، للخوض فى تلك التجربة الفريدة من نوعها والتعرف عليها، الإيمان بأهمية هذه المؤتمرات فى تحقيق الصالح العام للشباب بنسب(34.6%)، (29%)، (24.8%) على التوالى، ويدل ذلك على شعور الشباب المصرى بالإنتماء للوطن ومحاولة القضاء على السلبيات التى تشوبه، بالإضافة إلى إدراكهم لأهمية هذه المؤتمرات وتميزها .

وأشار(38.6%) من المبحوثين عن عدم مشاركتهم بتلك المؤتمرات وعدم إمتلاكهم الرغبة فى ذلك، وتمثلت أهم أسباب عزوفهم عن المشاركة فى :وجود فجوة بين ما يقال فى تلك المؤتمرات والواقع، الشعور بأن هذه المؤتمرات غير مؤثرة، عدم الثقة فى نتائج تلك المؤتمرات بقولهم بعدم تفعيل جميع توصيات وقرارات تلك المؤتمرات، ثم للإنشغال بمشاكل ومتطلبات الحياة اليومية، وذلك بنسب(28.8%)، (25.4%)، (23%)، (20.8%) على التوالى .

وتمثلت أهم أسباب متابعة المبحوثين لمزيد من المؤتمرات فى: لأكون على دراية بأهم مستجدات الأمور، لمتابعة حلول القضايا والمشاكل التى يتم مناقشتها، للإستفادة من المعلومات والآراء التى يتم طرحها، بينما تمثلت أهم أسباب عدم المتابعة فى :عدم الإهتمام بالشأن السياسي، غير مؤثرة أو مجدية بصورة كافية، متابعتى لن تضيف أو تغير شىء، عدم الثقة فى التغيير.

تمثلت العبارات الأكثر اتفاقًا بين المبحوثين سواء لتصوراتهم الذاتية) الشخص الأول (أو أصدقائهم المقربين) الشخص الثانى(، أو الآخرين من الشباب المصرى) الشخص الثالث (تجاه تلك المؤتمرات الوطنية للشباب فى كونها صورة مشرفة وحضارية لمصر محليًا وعالميًا، وكانت نسبة الاتفاق فى الآراء نحو هاتين العبارتين قوية كما تم الاتفاق أيضًا على رفض عبارة " لم يقع المؤتمر فى خطأ الانتقاء أو الإقصاء لعناصر معينة من الشباب وفقًا للانتماءات السياسية وجاءت فى المرتبة الأخيرة للعبارات محل القياس".

كما جاءت أكثر العبارات اتفاقاً أيضًا لدى تصورات المبحوثين لأنفسهم، وتصوراتهم لأصدقائهم تجاه تلك المؤتمرات _ من بعد العبارات السابق الإشارة إليها _ فى عبارات "كان لابد للقوى السياسية الصغيرة التى قاطعت المؤتمرات من المشاركة والاشتباك الإيجابى وطرح ما لديهم من رؤى وأفكار" وعبارة "البعض تعامل مع المؤتمر باعتباره البوابة التي ستحل كل مشاكل مصر بشكل فورى، والبعض الآخر نظر إليه بإعتباره البوابة التى ستحل كل مشاكل مصر بشكل فورى، والبعض الآخر نظر إليه بإعتباره لم يحقق شيئًا يُذكر" ،مما يدل على حالة التناقض والمبالغة فى تكوين الآراء إما مع أو ضد، سلبى أو إيجابى .

كما تمثلت العبارة الأكثر اتفاقًا فى تصورات المبحوثين لآراء الآخرين حول تلك المؤتمرات فى عبارة "تعرضت المؤتمرات لاتهامات بأنها تكلفت ملايين الجنيهات فى الوقت الذى تعانى فيه الدولة من أزمة اقتصادية.

واتفقت الآراء أيضًا فيما يتعلق بعبارة" أن الإفراج عن الشباب المحبوس يعد إرهاصة مهمة لعودة الثقة بين الشباب والدولة"، حيث احتلت تلك العبارة ترتيبًا متقدمًا بعد العبارات محل الاتفاق التى تمت الإشارة إليها.

وأعطى(52.5%) من المبحوثين) درجه نجاح أعلى من النصف) من 5 إلى10 لتلك المؤتمرات، مقابل (39.1%) أعطوا (درجة نجاح أقل من النصف ( أقل من 3 إلى أقل من 5 لتلك المؤتمرات و(8.5%) لم يستطيعوا التحديد، وتدل النتيجة على نجاح تلك المؤتمرات من جانب، مع وجود بعض السلبيات فيها من الضرورى التغلب عليها، ووجود إيجابيات يجب تعزيزها، وتمثلت أهم أسباب النجاح _ وفقاً لردود المبحوثين _ كونه خطوة فريدة فى التواصل مع الشباب، وبفضل ما أتاحه من مساحة حرة للتعبير عن آرائهم بشكل حضارى، ولأنها تناقش قضايا الشباب بطريقة حيادية وليست بشكل صورى..وغيرها.

أما أهم السلبيات فتمثلت فى: مناقشة بعض القضايا غير المهمة بالنسبة للشباب، عدم تنفيذ بعض التوصيات، كما أن الحلول لبعض المشاكل بعيدة عن الواقع، أن تلك المؤتمرات ليست الأداة التى ستحل مشاكل الشباب وأزماتهم، العمل على إهمال حضور بعض التيارات السياسية المعارضة للنظام، وقطاعات أخرى مختلفة من الشباب .

كما اتضح أن(54.5%) لديهم ثقة فى تنفيذ التوصيات والمبادرات المنبثقة عن تلك المؤتمرات، وذلك بدرجة متوسطة، و(5.8%) بدرجة كبيرة، ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن مجموعة من التوصيات قد تم الاهتمام بها وتنفيذها بالفعل، وتوصيات أصبحت محلاً للدراسة، وتوصيات تم تنفيذها فعليًا ولكن بعد الانتهاء من جمع بيانات الدراسة الميدانية، وأخرى من المنتظر تنفيذها .

وتبين أن(40.8%) من المبحوثين يهتمون بمتابعة تنفيذ تلك التوصيات بدرجة متوسطة، و(32.4%) بدرجة ضعيفة، وتحمل تلك النتيجة تناقضاً بين حكم المبحوثين وفقاً لبيانات الجدول السابق، والخاصة بدرجة الثقة الضعيفة فى تنفيذ تلك التوصيات، ودرجة إهتمامهم بمتابعة تنفيذها، كما تحمل حالة من الإنتقائية لمتابعة المبحوثين لبعض التوصيات دون الآخر، ومن أهم التوصيات أو المبادرات لتلك المؤتمرات وفقاً لردود المبحوثين: إنشاء اللجنة الوطنية للشباب لإجراء فحص ومراجعة شاملة لموقف الشباب المحبوسين، إعلان فرص لدعم تمكين الشباب إقتصادياً خاصة فى الصعيد، مبادرة مصنعك جاهز بتراخيصه، وإعادة الهدوء لملاعب كرة القدم، ومبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للقضاء على البطالة بين الشباب.

وأشارت الدراسة إلى قناعة المبحوثين من الشباب إلى أن هناك بالفعل مــــشروعات ضخمة وجيدة لكن التحدي يكمن في الحاجة إلى سرعة ظهور نتائجها، رغم إدراك الشباب عينة الدراسة بمدى تجذر كثير من المشاكل في المجتمع المصري ومحدودية البدائل, كما أعربت النتائج عن موافقة المبحوثين على أن النظام السياسي الحالي هو أفضل وضعية بالنسبة لاتجاهه نحو الشباب بالمقارنة بباقي الأنظمة السابقة، وتدل تلك النتيجة على الفصل بين النظام السياسي المتمثل في رأس السلطة وبعض المسئولين من جهة, وأفراد الحكومة من جهة اخرى بما يحمل إدراكًا لدى المبحوثين أن النظام السياسي في حد ذاته لديه الرغبة في التغيير والتطوير بصورة كبيرة لا تتفق مع أداء كثير من المسئولين بالحكومة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز