عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر من «G7» إلى «7 TICAD»

مصر من «G7» إلى «7 TICAD»

بقلم : أيمن عبد المجيد

لا أخفيكم سرًا، أتفاءل برقم "٧"، دلالاته روحانية، ولِمَ لا؟ والسماوات سبع، والطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة سبعة، والرؤية التي شاهدها عزيز مصر في منامه، وفسرها نبي الله يوسف، فأنقذ مصر التاريخية من مجاعة، فيها رقم "7" أيضا.. إذ قال تعالى: «يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إلى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ».



وبعيدًا عن الدلالات العقائدية، فهناك دلالات تخص العلم والبشرية، حقائق علمية، كل إنسان في وجهه سبع فتحات، وأيام الأسبوع سبعة، ودرجات السلم الموسيقي سبع، واكتمال الجنين في بطن أمه في الشهر السابع، وأي خروج قبل ذلك مصحوب بالوفاة، ودرجات الطيف الضوئي سبع، والإلكترونات تدور حول النواة في مدارات سبعة.

غدًا، إن شاء الله، يرأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالشراكة مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية، في إفريقيا «تيكاد 7».

التفاؤل هنا، نابع من حقائق على الأرض، وإدراك لدور مصر الفاعل، ومصداقيتها التي تترسخ يومًا بعد يوم، ويتنامى دورها الإقليمي، والقاري والعالمي، فمصر تفي بوعودها لقارتها الإفريقية، صوت عربي إفريقي مُبين في جميع المحافل الدولية، تحمل الخير لأمتها وقارتها.

في العاشر من فبراير هذا العام، كنت هناك، في قاعة نيلسون مانديلا، بمبنى الاتحاد الإفريقي الفخيم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يومها تسلمت مصر رسميًا رئاسة الاتحاد الإفريقي، وألقى الرئيس السيسي خطابه، بحضور رؤساء دول وحكومات ٥٤ دولة، يمثلون القارة الإفريقية العذراء.

لم يكن خطابًا.. ذلك الذي ألقاه الرئيس السيسي في ٢٤ دقيقة، بإجمالي ١٩٨١ كلمة، بل كان دستور عمل، يُشخص أمراض القارة، وتحدياتها، ويطرح رؤية مصر للحلول، وتعهدات تعد مصر بإنجازها.

يومها وجه رئيس مصر وإفريقيا "١١" رسالة، لم تستثنِ أحدًا، إلى الشعوب الإفريقية عامة، وإلى الحكومات، وإلى الشباب خاصة، منتقلًا لرسائل للقوى العالمية، إلى شركاء إفريقيا، وإلى الدول الصناعية الكُبرى، وإلى الشركات متعددة الجنسيات.

كان الانطلاق، من عبارة ذهبية تلخص الرؤية المصرية «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»، أي أنه لا حلول لمشكلات إفريقيا غير تلك النابعة من داخلها، فأهل إفريقيا أدرى بشعابها، وتلك الحلول تنطلق من التنمية وإحلال السلام والأمن، والنهوض بالعنصر البشري والبنية التحتية والتكنولوجية.

يومها وجه الرئيس رسالة لمؤسسات التمويل القارية والعالمية، نصها: "أذكركم دومًا بأن لكل قارة خصائصها، ولكل دولة خصوصيتها. وقد آن الأوان لكي تُفكر تلك المؤسسات بشكل مُختلف تجاه إفريقيا، وتقدم شروطًا ومعايير مرنة، تُسهم في تحقيق الدول الإفريقية أحلامها باللحاق بركب التقدُم والتحديث والتنمية المُستدامة‪."

‪أمس الأول كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشاركًا في قمة الدول الصناعية الكبرى السبع، "جي 7"، وقد كانت إفريقيا وهمومها حاضرة في كلمته، التي أكد الرئيس فيها ثوابت الرؤية المصرية لمواجهة التحديات الإفريقية، فقال الرئيس: "إن النهوض بالقارة الإفريقية ينبغي أن يتأسس على إرادة جماعية، تستهدف تسوية الأزمات، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، لما له من تأثيرات مدمرة على جميع الأصعدة، لا سيما على جهود التنمية.

‪عصب الرؤية المصرية، يكمن في العمل على إقناع العالم، بأن إفريقيا ليست ساحة لتلقي المعونات، بل يجب النظر إليها كشريك فاعل، يمتلك الكثير من الثروات، يحتاج لدعم لاستثمار قدراته، عبر شراكات حقيقية تنموية تعود بالنفع على الجميع.

‪أذكر أن الرئيس السيسي قال في دستور رئاسة مصر للقمة ٣٢ للاتحاد الإفريقي، عقب تنصيبه بأديس أبابا، في رسالة موجهة لدول العالم شركاء التنمية في إفريقيا: "إن الشراكة مع إفريقيا فُرصة حقيقية لتحقيق المصالح المشتركة، واستثمار رابح اقتصاديًا وتنمويًا".‪

وهي الرسالة التي أكدها الرئيس، في كلمته بقمة الدول الصناعية الكبرى، بأن إفريقيا تمتلك فرصًا واعدة وإمكانيات متنوعة، تؤهلها لأن تكون شريكًا موثوقًا للمجتمع الدولي، بما تملكه من قدرات بشرية وثروات وعناصر الجذب والسوق الكبيرة.

ثوابت الدولة المصرية، تنطلق من رؤيتها العربية والإفريقية، لضرورة التكاتف الدولي الحقيقي، لمحاربة شاملة للإرهاب، وإنهاء الصراعات بالحلول السياسية، ودعم إعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية، للقضاء على الميليشيات التي تفشت في البلدان التي شهدت تصدعات.

التنمية هي الأساس، فما أكد عليه الرئيس داعيًا لاتخاذ إجراءات تنفيذية لتحقيقه، هو المنهج الواضح، لعلنا نذكر القمة العربية- الأوروبية بشرم الشيخ، التي رفعت شعار: «الاستثمار في الاستقرار»، لا استقرار دون تنمية.

مصر بوابة إفريقيا، قدمت النموذج في التنمية وفي محاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، خاضت معركتها بمفردها، وتسعى لتحفيز العالم اليوم، لتحمل مسؤولياته في دعم الدول العربية التي تعرضت لهزات والدول الإفريقية التي أنهكها الاستعمار وما خلفه من بيئة هشة للصراعات، لدعم التنمية في تلك البلدان، التنمية البشرية والاقتصادية والبنية التحتية.

خطاب مصر عقلاني مقنع، ينطلق من المصالح المشتركة، والغرب يهمه المصالح المتحققة، والمخاطر المحتملة، وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة عليه.

غدًا يرأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر وإفريقيا، مؤتمر التيكاد السابع، وهو مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية في إفريقيا، عمره ٢٦ عامًا، حيث أطلقت اليابان نسخته الأولى علم ١٩٩٣، بهدف تعزيز التجارة الآسيوية مع البلدان الإفريقية.

المؤتمر تعوّل عليه مصر كثيرًا، في تعزيز سُبل التعاون بين اليابان والدول الإفريقية، في مجالات التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والتنمية البشرية، فيشارك به مكتب المستشار الخاص بإفريقيا في الأمم المتحدة، ومفوضية الاتحاد الإفريقي برئاسة موسى فقي، وبرنامج دعم التنمية في الأمم المتحدة، والبنك الدولي، بخلاف حكومة اليابان.

وفي كل جهود مصر المبذولة لصالح القارة، ودعمًا للاستقرار بالمحيط الإقليمي متلاطم الأمواج؛ خير للأمة العربية والقارة الإفريقية، بل ولمصر بوصفها بوابة إفريقيا، وصاحبة المقومات الأكبر لجذب الاستثمارات، والفرص التنموية الأهم بما شهدته من إصلاحات اقتصادية وتنموية، ومشروعات عملاقة.

اليابان شريك مهم لمصر، وهذا التقارب يُسهم في مشروعات نقل التكنولوجيا، وجذب الاستثمارات لمصر ودول إفريقيا، فمن بين أهداف المؤتمر الذي ينطلق غدًا ويستمر إلى الجمعة بمدينة يوكوهاما اليابانية، تنمية الموارد البشرية في إفريقيا، عبر برامج ومنح لتدريب المسؤولين الحكوميين، من بينها منحة دراسية لـ١٥٠ طالبًا إفريقيًا للدراسة في الجامعة المصرية- اليابانية.

مصر تحمل الخير لشعبها، ولأمتها العربية وقارتها الإفريقية، فعلى أرضها تُقام وكالة الفضاء الإفريقية، ومركز مكافحة الأوبئة في إفريقيا.

مصر دائمًا حصن عربي- إفريقي، منذ دعم حركات التحرر والاستقلال، وإلى قيادة التنمية والازدهار: اعملوا بإخلاص.. وتفاءلوا.. المستقبل أفضل بإذن الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز