عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حرائر « البنّا» وتجنيد الممثل « حسين صدقى» (4)

حرائر « البنّا» وتجنيد الممثل « حسين صدقى» (4)

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

يخترق الإخوان كل المجالات بطرق شتى ولا يتركون فرصة واحدة تمر دون الانتفاع لصالح أفكارهم التى يغلفونها بكل ماهو مقبول وبراق ولكن الداخل عبوة ألغام تنفجر فى وجه المجتمع تحت زعم مكارم الأخلاق والحرام والحلال، هكذا منحت الجماعة الأموال للممثل (حسين صدقى)  من خلال شركة كان قد أسسها عام ٤٢ وأطلق عليها (شركة مصر الحديثة للإنتاج) لينتج مجموعة أفلام فى الخمسينيات وحتى بداية الستينيات كلها تنهى عن عمل المرأة وأن البيت وتربية الأولاد مكانها الوحيد والطبيعى، وألا سيكون التشرد من نصيب أسرتها وتخللت هذا آيات قرآنية تُتلى أثناء الفيلم لطاعة المرأة لزوجها ولا تخالفه الرأى مهما كان وعبر ومواعظ لا يختلف عليها اثنان ولكن النتيجة تكون هى فى التراجع للأفكار التقدمية الذى كان ينادى بها عبدالناصر واهتمامه بعمل المرأة وتقلُّدها وظائف عليا حتى الوزيرة وهذا كان لا يتماشى أبدًا مع فكر الإخوان، ويعتبر صدقى أول من أطلق مصطلح السينما النظيفة ويرى أن السينما بدون الدين لا تؤتى ثمارها، وفى فبراير عام ٧٦ وهو على فراش الموت أوصى أولاده بحرق كل  ما يقع تحت أيديهم من أفلامه ماعدا فيلم (سيف الله خالد بن الوليد) ويذكر أن الهيئة العامة للسينما كرمته عام ٧٧ كأحد رواد السينما أى بعد موته بعام وتوصيته بحرق أفلامه؟ 




لكن المفارقة تكون أن تجنيد هذا الممثل كان عن طريق ابنته (سوزي) التى كانت تعمل سكرتيرة لـ(زينب الغزالى) وأيضًا كانت متزوجة من العقيد (على شفيق) مدير مكتب المشير (عبدالحكيم عامر) وقد أنجب شفيق من سوزى معظم أولاده ما عدا ابنه الأصغر (أحمد) الذى أنجبه من الفنانة (مها صبري) بعد زواجه منها فى بداية الستينيات، والحقيقة أن (شفيق) عندما اكتشف ميول زوجته سوزى للإخوان وانخراطها وسطهم طلقها ولكنه لم يوش بها من أجل أولاده، واتجه هو إلى ملذاته فتزوج من الراقصة (نجوى فؤاد) سرًا ثم طلقها من أجل زواجه رسميًا بـ(مها) وقد قتل شفيق فى لندن عام ٧٧ حيث كان يعيش وقتها، ولكن لم يحسم هل قتله الإخوان أم تجارة السلاح الذى كان يعمل بها أم  الاثنين، حيث يرجح أن الإخوان دفعوا بشركائه لقتله تحت زعم الاختلاف فى الأنصبة؟ 


ولتجنيد الممثل صدقى وابنته قصة طويلة بطلتها (زينب الغزالى) الدموية التى انضمت إلى الإخوان وهى الوفدية وأخت الشيوعيين وهى تمثل الجيل النسائى الثانى فى الجماعة،  وأطلقت على نفسها لقب (الداعية) فى حقبة ما بعد ثورة ٥٢ وحتى نهاية الثمانينيات وقامت بدورين، أولهما عندما نصّبت نفسها زعيمة لإحياء دور الجماعة وتقابل فكرها آنذاك مع (سيد قطب) فى استخدام العنف كوسيلة ضرورية حسب فكرهم، لذلك ترأست شباب الجماعة الجدد الذين أحيت بهم مرة أخرى تجديد دماء جماعة الإخوان المنحلة، بعد ذلك تم اعتقالها فى الستينيات ولذلك نضب تمويل إنتاج أفلام (حسين صدقى) فتوقفت، ولكن زينب خرجت فى السبعينيات لتعيد مرة أخرى قسم الأخوات، وقامت بالاتصال ببنات الإخوان لتحضير كوادر نسائية جديدة، مما يجعلنا نطلق عليها «الأم الروحية لقسم الأخوات الجدد).


و«زينب الغزالى الجبيلى» من مواليد ٢ يناير عام ١٩١٧، مسقط رأسها قرية «ميت يعيش» بالدقهلية، وكان إخوتها الذكور شيوعيين ومسيطرين على القرية ولذلك لم يقدر الإخوان على إنشاء (شعبة) لهم هناك، وهى كانت وفدية تنتمى إلى حزب الوفد، كانت لها علاقة بـ« سنية قراعة»  الصحفية فى فترة الأربعينيات وأوائل الخمسينيات ذات العلاقات المتشابكة المشبوهة، كما وطدت زينب علاقتها مع الملك  «سعود» وأنشأت مجلة  (السيدات المسلمات) وكانت تضع عليها صورته لكى يمول لها المجلة وقد حصلت منه فى ذلك الوقت على نصف مليون دولار، ويذكر أن الإخوان عن طريق زينب تضامنوا مع الملك (سعود) ضد (فيصل) ولكن إخوان السعودية رفضوا هذا التضامن من أجل مصالحهم.


كانت الزيجة الأولى لـ«زينب» من الشيخ «محمد حافظ التيجانى» شيخ الطريقة التيجانية فى مصر والسودان، ولكنها انفصلت عنه بسبب رفضه عملها بالسياسة، أما الزوج الثانى فقد كان (محمد سالم) صاحب شركات أتوبيس شرق الدلتا وقد اعتقل كونه زوجها بالسجن الحربى ثلاثة شهور وكان متزوجًا باثنتين غيرها وكان يحضر لها عشرة أيّام ويترك لها عشرين يوما تعمل فيهما بالسياسة، وكانت حاصلة على الابتدائية القديمة ومن أسرة ثرية ليس لديها إخوة بنات وكان والدها يعمل بالفلاحة حيث كان من الأعيان مالكى الأراضى، وقد تبنت زينب فى الثمانينيات ماعرف بـ« توبة الفنانات».   


ويذكر (على عشماوي) فى مذكراته عن (زينب) علمه بأنها موضع ثقة متفردة مع المرشد الثانى (حسن الهضيبي) وأنها وسيلة الاتصال التى يأمن لها،  ويقول (على) حتى هذا الوقت كنت أعلم أن زينب تعمل فى الحقل الإسلامى ولكن عن طريق السيدات المسلمات هى وشريكة لها ولكنهما انفصلتا وأسست كل منهما جمعية نسائية تعمل من خلالها وكنت أعلم أيضًا أنها وفدية مخلصة ولهذا أدهشنى صلتها الجديدة بالإخوان، وكنت قد تحدثت بذلك مع الإخوانى الشيخ (عبدالفتاح) فنقل لها ما  قلته عنها، ورتب لى معها لقاء فى منزلها بمصر الجديدة وجلسنا نتحدث أكثر من ساعتين أخبرتنى فيهما عن رحلتها مع الإخوان وكيف انفصلت عن زميلتها فى الجمعية القديمة وأسست الجمعية الجديدة، وأن سكرتيرتها هى زوجة (على شفيق) وابنة الممثل (حسين صدقى) لتؤكد لى بأنها تعمل على تجنيد زوجات المسئولين الكبار ليكن تعزيزًا للدعوة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز