عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السيسي.. رجل القرار الجريء في ضيافة حكيم العرب

السيسي.. رجل القرار الجريء في ضيافة حكيم العرب

بقلم : أحمد الجارالله

حلَّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضيفاً عزيزاً على حكيم العرب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولا شك أنه شهد ذلك الاستقبال الحافل والترحيب المميز به في الكويت لأن الجميع يدرك مدى رسوخ العلاقات الكويتية- المصرية، ومكانة مصر في قلوب الكويتيين والخليجيين، كونها العمق الستراتيجي لنا، وحجر الزاوية في القضايا كافة، وبالتالي فإن عافية مصر من عافية الخليج.



استناداً إلى هذه الحقيقة، كان الفرح عارماً خليجياً في نزول السيسي عند رغبة شعبه بتولي زمام الحكم، وإخراج بلاده من نفق حكم” مكتب الأوغاد” الذي استباح مصر وجعل زمرة من المنتفعين الانتهازيين تهيمن عليها مستترة بعباءة الدين، حتى جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013، لتصحح المسار، وتحمي مصر من الانهيار الكبير.

أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ اللحظة الأولى لتوليه هذه المهمة الكبيرة والشاقة أن قيام مصر لا يكون إلا بإجراءات تعالج أسباب المرض، وتستأصله من جذوره، لذا جاءت القرارات الكبيرة لتخليص أرض الكنانة من عوامل تاريخية عدة ساعدت على تردي وضعها الاقتصادي، تسببت بها خطط جمال عبدالناصر الذي اتخذ من الشعارات هوية لحكمه، فيما أغرق البلاد بمغامرات سياسية واقتصادية وحروب فاشلة، ليدفع المصريين إلى مزيد من الفقر، وتراجع حركة النهوض.

لا شك أن ما ورثه أنور السادات كان تركة ثقيلة، ورغم أنه استطاع إعادة مصر إلى دورها الريادي بعد حرب عام 1973، لكنه لم يستطع تصفية تلك التركة، إذ شهدت سنوات حكمه أزمات داخلية عدة افتعلتها مراكز القوى التي نشأت في عهد عبدالناصر، فكانت ما أسماها “ثورة الحرامية” في عام 1977، لتعيد خلط الأوراق، وتجهض الانفتاح الذي سار عليه الرجل بالتوازي مع حركته الجريئة في السلام، فتنامت الحركات التكفيرية وتآمرت عليه واغتالته في ذكرى حرب أكتوبر، لتقدم هدية لأعداء مصر عنوانها لقد اغتلنا صانع الانتصار في حرب رمضان.

مرحلة الرئيس حسني مبارك كانت مفصلية من حيث إعادة ترتيب البيت الداخلي، واستكمال عملية التخلص من الارث السيئ الذي تركته المرحلة الناصرية، ورغم لمساته الواضحة في ذلك الشأن، إلا أنه قوبل أيضاً بما تبقى من مراكز القوى، فكان عليه أن يعمل على العلاج بنفس طويل نجح في جوانب عدة، وربما كان بعضها ناقصاً الجرأة في ذلك الوقت، إلا أن الخطأ الستراتيجي كان بإعادة “الإخوان” إلى الساحة السياسية، فهؤلاء رأوا في ذلك فرصة لهم للانقضاض على الحكم من خلال تثوير الشعب، حتى جاء 25 يناير عام 2011، حين بدأت حمى ما يسمى”الربيع العربي” بتوجيه من جماعتهم في عدد من الدول العربية.

شهد المصريون بأم العين ماذا فعل “مكتب الأوغاد” وكيف بدأ بمصادرة واستباحة الشركات والمشاريع الكبرى في البلاد، والاستحواذ عليها كي يمسك بمفاصل الدولة الاقتصادية، ويجعلها مجموعة مزارع لأعضائه، غير أن المصريين انتفضوا عليهم، وانحاز الجيش لهم، مسترداً البلاد من براثن ذلك الوحش.

حين تسلم السيسي الحكم كانت هبة النيل على شفير الإفلاس، تعاني من أزمة في العملات الصعبة، وتردي الإنتاج، وتراجع المشاريع، وانفضاض المستثمرين الأجانب عنها، إضافة إلى بنية تحتية شبه متهالكة، فاتخذ القرارات المؤلمة بداية لتكون العلاج الصحيح لاحقاً، وكان فاتحة ذلك مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في عام 2015، الذي منه انطلقت حركة عودة الثقة إلى الاقتصاد، وإقبال الشركات العالمية، متسلحة بقانون استثمار حديث أقرته القيادة المصرية الجديدة، الذي رغم حاجته لبعض التطوير، إلا انه شكل منعطفاً كبيراً، ليلتفت بعدها السيسي إلى المشاريع الكبرى، ومنها العاصمة الادارية الجديدة، والطرق والجسور، والزراعة والصناعة، وتوسيع قناة السويس التي فيها واحدة من أكبر المناطق الصناعية في الشرق الأوسط، إضافة إلى مدينة العلمين وغيرها من المدن الجديدة.

في السنوات الخمس الماضية استطاع السيسي نقل بلاده إلى مستوى أفضل مما كانت عليه في العقود الماضية، وعقد شراكات عدة، وليست الشراكة الناشئة مع الصين إلا البداية، إضافة إلى الإشادات الدولية بخططه الاقتصادية الجريئة.

السيسي يعمل وفق رؤية وطنية لا مجال فيها للمنافع الشخصية، فهو يؤمن أن كل ما ينفع مصر يعود بالفائدة على الجميع، وأن الأمم لا تنهض إلا بقرار جريء، ويد غير مرتعشة في العمل، لهذا كله حين يكون الترحيب الكبير بالرئيس السيسي في الكويت، فهو ترحيب بهذه الإنجازات التي تعود على مصر والعرب بالخير.

 

نقلا عن جريدة السياسة الكويتية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز