عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر تتحدث عن نفسها

مصر تتحدث عن نفسها

بقلم : جميل كراس

حققت مصر إنجازًا كبيرًا في تاريخ الدورات الرياضية الإفريقية، هذا الإنجاز الذي صعد بنا إلى مصاف المقدمة على مستوى كل الألعاب الرياضية، عدا كرة القدم التي أصابها العقم في كل شيء.



وبالجهد والعرق والدموع أيضا تحيا الرياضة المصرية في أزهى عصورها، بعد أن توالت الانتصارات وكثرت الإنجازات وكثرت الذهبيات واستحوذنا على أكبر عدد من الميداليات التاريخية غير المسبوقة، ما بين الذهب أو الفضة وحتى البرونز.

وسوف يسطر التاريخ الرياضي أسماء أبطال مصر بحروف من ذهب، وهم داخل الوجدان أو في عمق أفئدة القلوب بما فعلوه بقوة وإرادة فولاذية وعزيمة لا تلين، من أجل اسم مصر الغالية.

وليس أدل على ذلك مما أنجزوه من خلال دورة الألعاب الإفريقية الثانية عشرة، التي أقيمت بالمغرب.

وقبل أي شيء، علينا أن نعترف بأن شباب مصر بخير وعلى ما يرام، ولمن يفهم أكثر فإن ما يطلقون عليهم نجوم كرة القدم ليسوا إلا وهما كبيرا، بعد أن أطاحوا بأحلامنا جميعا، ولا يمكن أن نقارن فيما بينهم أو بما حققه شباب وأبطال مصر في دورة الألعاب الإفريقية، كما أن لغة الملايين التي يتحدثون بها لا تقارن بالملاليم التي يحصل عليها أبطال مصر الحقيقيون، لكن نعمل إيه صحيح دنيا بخت وحظوظ!

والذين تصدروا الألعاب الإفريقية، مؤخرا عن جدارة، وحصدوا الميداليات بالزوفة وجب علينا أن نقدم لهم تعظيم سلام، خاصة أنهم ضربوا الكثير من الأرقام المحققة من قبل، كما أن رصيد مصر من الميداليات فاق كل التوقعات، بعد أن حصلنا على نصيب الأسد من الميداليات الذهبية بـ 102 ميدالية، وهو رقم قياسي جديد من الذهب في تاريخ دورات الألعاب الإفريقية، وفي المقابل احتلت جنوب إفريقيا المركز الثاني بعد مصر برصيد 47 ميدالية ذهبية فقط، أو ما يعني حصولهم على أقل من نصف ما حققه أبطال مصر من الذهب الخالص.

وهذه الأرقام الجديدة غير المسبوقة إنما تدلل عن الروح والعزيمة وقوة الانتماء والتحلي بعزيمة الفراعنة، وفي الوقت التي تبرهن فيه النتائج المحققة أو هذا التتويج بالجملة أو الحصد الجماعي للبطولات بأن مصر بخير وفرحانة بولادها، الذين تفوقوا على أنفسهم وحطموا القيود واعتلوا عرش الصدارة الإفريقية، وعلى كل دول القارة السمراء من شمالها إلى جنوبها.

وكذلك لم يكن الإنجاز الكبير مجرد ضربة حظ أو وليد المصادفة، إنما نتيجة جهد متواصل واستعداد جيد وسط أجواء هادئة، تبعدنا عن صخب كرة القدم وضجيجها وملايينها المهدرة في كل وقت ونجوم الكرة الوهميين.

ولا أحد يمكنه أن يغفل الدور الذي لعبته الدولة من الجانب الآخر، سواء من الصرف على الفرق والاتحادات الرياضية وخلافه.. وقد حان الوقت لقطف الثمار الآن.

كما أن هذه الانتصارات تعكس دور مصر الرياضي على المستوى الإفريقي، وكذلك الدور الذي قامت به اللجنة الأوليمبية المصرية في إعداد المنتخبات، ومعهم أيضًا الجهة الإدارية، ممثلة في وزارة الشباب والرياضة ووزيرها الدكتور أشرف صبحي ويبقى الأهم وهو ألا نفرط في هؤلاء الأبطال أصحاب الفرح والميداليات الذهبية أو غيرها، بل علينا أن نهتم بهم أكثر ونتابعهم ونرعاهم لما هو قادم من بطولات دولية أوليمبية، لا سيما أن هناك من تأهل لدورة الألعاب الأوليمبية، والتي تستحق منا المجهود الأكبر لكون التنافس يكون على أشده بين دول العالم وليس القارة الإفريقية.

وبقى أن تعرف أن الدولة لم تبخل بالصرف على أبطال مصر من الرجال والنساء في المنافسات الأخيرة، وفي كل الألعاب حتى وصل معدل الصرف إلى ما يقرب من 64 مليون جنيه، مقسمة بين الألعاب الفردية أو الجماعية، من حيث وضع الخطط والإعداد الجيد والسليم، والتنفيذ والبرامج التدريبية وتوفير الملاعب لتأهيل شباب مصر من أجل المشاركة في البطولات.

أخيرًا.. الأرقام وحدها تعبر عن نفسها، وقد كان خير ختام لأكبر حدث رياضي قاري، وتقدمت فيه مصر على الجميع، من حيث الأداء والنتائج والحصول على الميداليات والتربع وحدها على عرض الألعاب الفردية.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز