عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لبنان.. وأحداث أخري!

لبنان.. وأحداث أخري!

بقلم : هاني عبدالله

60 دقيقة



فى لقاءٍ امتدَّ لنحو الساعة، استقبل السيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، أمس الأول (الخميس)، رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى بلبنان «وليد جنبلاط».. اللقاء حضره من الجانب المصرى الوزيران: «سامح شكرى» (وزير الخارجية)، و«عباس كامل» (مدير المخابرات العامة).. ومن الجانب اللبنانى: رئيس اللقاء الديمقراطى «تيمور جنبلاط»، والنائب «بلال عبد الله»، والوزير السابق «غازى العريضى».
أجندة اللقاء كانت حاشدة: (الشأن العام فى لبنان/ التحديات الاقتصادية التى تواجهها بيروت/ الدعم المصرى للبنان/ تجنيب لبنان مخاطر الصراعات فى المنطقة/ القضية الفلسطينية فى ضوء الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية/ الوضع فى سوريا).
يقينًا.. توقيت اللقاء ومحاوره، حملت أكثر من رسالة.. وفى أكثر من اتجاه، أيضًا.

لقاء الأربعاء

قبل لقاء «قصر الاتحادية» بيوم واحد فقط، كان «جنبلاط» فى ضيافة وزارة الخارجية المصرية.. وفى أعقاب لقاء الأربعاء، أعرب «رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى» للصحافة اللبنانية عن تقديره للجهود المصرية الرائدة على صعيد (التصدى لأى تصعيد)، و(نزع فتيل الأزمات الإقليمية)، و(استعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط).. وهو ما أعاد التأكيد عليه فى أعقاب لقائه والسيد الرئيس.
تمثل المحاور الثلاثة السابقة: (التصدى لأى تصعيد/ نزع فتيل الأزمات الإقليمية/ استعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط)، ثوابت رئيسية للسياسة المصرية داخل الإقليم.. كما أنّ توازن الأوضاع فى بيروت (بطبيعتها وتركيبتها السياسية) عنصر مُهم فى تهدئة عديد من الأزمات المرشحة للتصاعد (إذا ما تصادمت أجندات المحاور).

تنبيه مبكر

خلال انعقاد المؤتمر الوطنى الأخير للشباب (قبل أكثر من شهر).. نبهت «مصر» مُبكرًا إلى مغبة تصاعد الأوضاع إقليميًّا، ومدى تضرر المنطقة من هذا التصعيد.. وشدد «الرئيس السيسى» حينها، على أهمية الحفاظ على الاستقرار داخل المنطقة، وإيجاد الحلول المناسبة، والابتعاد عن آليات «تأجيج الصراع».. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تُعانى الاضطراب منذ أكثر من 9 سنوات.. وأنه لو حدث «صراع» بالمنطقة، فإن هذا الأمر سيكون له تداعيات كبيرة من الناحية الإقليمية.. إذ لو استخدمت (على سبيل المثال) الميليشيات الموجودة لدى «حزب الله» فى لبنان إمكانياتها فى مواجهة إسرائيل، فإنَّ إسرائيل سترد، هى الأخرى، بشكل عنيف وضخم.
.. ونبه الرئيس على أن مصر (الدولة) تسعى – بشكل دائم – نحو إيجاد حلول لأزمات المنطقة بعيدًا عن العمل العسكري.. إلى جانب الحفاظ على ثوابت «الأمن القومى والعربى».

الأمن القومي العربي

منذ 9 سنوات (وربما قبل هذا التوقيت أيضًا)، أسهمت الأزمات والاضطرابات التى تشهدها المنطقة العربية فى تمدد عديد من «الأجندات الإقليمية» (غير العربية) على حساب ثوابت «الأمن القومى العربى» ذاته.. تفاقمت – جزمًا – حدة تلك الأوضاع فى أعقاب ما اصطلح على تسميته بثورات الربيع العربي.. لكن.. جذورها نمت – قطعًا - قبل هذا التاريخ بسنوات.. وبدلاً من توحيد «الرؤية العربية» حول مصادر الخطر، بدت التصورات العربية وكأنها فى حالات شتى من «العزف المنفرد».
.. إصلاح تلك الأوضاع [المعكوسة]، هو ما تسعى «القاهرة» لتحقيقه الآن.

تل أبيب

تستفيد «تل أبيب» (ككيان استيطاني) من الحالات الصراعية.. الواقع والوقائع يقولان هذا.. الاستباق الدعائى (الإسرائيلي) لهذا الأمر، يعتمد على تصدير صور متعددة عن تهديدات [مُحتملة] يقودها أصحاب الأجندات الإقليمية.. أى الأجندات التى تمددت فى ظل اضطراب النظام الإقليمى العربي.. قبل سنوات، روجت «تل أبيب» لمفهوم «الحرب الوقائية» (تحت هذه المظلة).. وأخيرًا وصف «جيش الاحتلال الإسرائيلى» تطويره لمفهوم الحرب الوقائية بـ«الحملة بين الحروب».. إذ يقوم الأمر على اتخاذ إجراءات هجومية (استباقية) تستند إلى ما يوصف بأنه «معلومات استخبارية» (سرية).. والهدف:
(1)- ترسيخ شرعية «تل أبيب» فى ممارسة القوة.
(2)- تأمين الظروف المثلى لـ«الجيش الإسرائيلى» إذا نشبت الحرب فى النهاية.
قطعًا.. دراسة تطورات مفاهيم «السياسات العسكرية» لتل أبيب، إلى جانب تهديدات «الأجندات الإقليمية»، هو أحد الارتكازات المهمة لـ«عودة الحق العربى»، ودعم «الاستقرار الإقليمى».
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز