عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عصافير "شوقي" وحجر "مجاهد"

عصافير "شوقي" وحجر "مجاهد"

بقلم : محمد الشرقاوي

لا شك أن طارق شوقي وزير التربية والتعليم من الشخصيات التي نالت اهتماما غير مسبوق بعد أن أدت سياسته إلى [سيادة] التابلت على الكتاب المدرسي، و[تفكك] النظام التعليمي القديم، و[سقوط] حائط التقييم المبني على الحفظ والتلقين،و[إنهاء] عصر الامتحانات الورقية التي تستند على الورقة والقلم لتحل محلها الامتحانات الإلكترونية، غير أنه مازال هناك بواكي للطلاب وأولياء أمورهم من خشونة التحويل من التقليدي إلى الحديث والمعاصر.



وأعتبر أنه من حق الوزير ونائبه للتعليم الفني الدكتور" محمد مجاهد" هذه المساحة بعد أن بَخِلَ البعض باستعراض محاسن مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وضَنَّ حتى بذكر رقيق عن مجهودات الرجلين في تطوير التعليم الفني.

فمجهودات تطوير التعليم الفني نحن –أي المجتمع- عنه غافلون، فخلال سنوات حُكم "شوقي" على ديوان الوزارة، تم التوجه نحو إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التي ربطت المنظومة التعليمية مع الصناعة والتنمية-وهو ما كنا عنه ساهون- فضرب هو ونائبه ثلاث عَصَافِيرُ بحجر واحد "التعليم والتدريب والتعيين".

قصة "شوقي" و"مجاهد" في تطوير التعليم الفني تحتاج إلى إعلام واعي، فهؤلاء قللوا الفجوة بين مهارات الخريجين الفعلية والمهارات المطلوبة بسوق العمل، وجعلوا من المؤسسات الصناعية شريكا مع وزارة التعليم مسؤولين عن التدريب والتوظيف مثل: شركات طلعت مصطفى، والعربي، وحاليا السويدي، وأضافوا شريكا أجنبيا يعتمد وسائل تقييم الطلاب وتقديم الشهادات، فيحصل الطالب بعد ثلاث سنوات من الدراسة، على شهادة مصرية وأخرى أجنبية من الجهة المشرفة على المدرسة.

مردود ما فعلوه من شأنه الحد من طابور بطالة طلاب التعليم الفني، وتوفير فنيين وتقنيين في مجالات يحتاجها سوق العمل، بعدما كان في السابق التعليم الفني لا يواكب السوق، كما يمنع أن يكون خريج التعليم الفني منبوذا داخل المجتمع، حيث يقترن التعليم الفني بالفشل الدراسي، أو يُعتبر حلا مؤخرا لمن يتعثر دراسيا، كما جعلوا من التعليم الفني حجر أساس للاقتصاد المصري وزيادة الناتج المحلي.

سرادق العزاء الذي كنا نقيمه سنويا من أجل تلقي واجب العزاء في المرحوم "التعليم الفني" الذي شيعناه في موكب مهيب، حَوّله "شوقي" ورفيقه "مجاهد" إلى كوشة زفاف للمدارس الفنية بحضور عرسان متخصصين في" الكهرباء.. والميكاترونك.. والميكانيكا.. والإلكترونيات.. وتبريد وتكيف الهواء.. و برمجة نظم التحكم الآلي.. وتكنولوجيا صناعة الحلي والمجوهرات"

إن التوسع في النظام التعليمي الفني سيجعل من المقولة الشهيرة الملتصقة بخريجي التعليم الفني "سبعة صنايع والبخت ضايع" مسخا، وسنحد من استيراد العمال والفنيين، وسنخلق قوة عاملة ماهرة وقطاع صناعي قوى قادر على المنافسة دوليًا.

لكن يبقي إنشاء هيئة قومية لضمان جودة التعليم الفني، يشارك في تدشينها اتحاد الصناعات، وكذلك دراسة تجارب الدول المتميزة في هذا المجال، مثل سويسرا وفنلندا وسنغافورة وألمانيا، وإشراك كافة الأطراف المعنية، ضرورة ملحة لاستكمال الإنجاز، حتى يكون الحل هذه المرة متكاملا ويحقق الهدف منه.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز