عاجل
الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
العلم.. مغرس كل فخر

العلم.. مغرس كل فخر

بقلم : محسن عبدالستار

"لكل داء دواء".. والأمية في مجتمعاتنا داء، ودواؤها الأخذ بالعلم والمعرفة والثقافة.



والأمية أنواع، تهدد العالم كله، فهناك أمية القراءة والكتابة، وهناك الأمية الدينية؛ حيث يسود- الآن- العالم الغلو والتطرف والإرهاب الأسود، الذي لا دين ولا وطن له، وهناك الأمية الثقافية؛ حيث تغلب الأنانية على المثقفين دون العمل لمجتمعاتهم، فيعمل البعض منهم لتحقيق أهدافهم الخاصة، دون النظر إلى ما يخدم ويفيد الناس، وهناك الأمية المدنية؛ حيث يعم الجهل بالحقوق والواجبات التي يجب أن تؤدى، وهناك الأمية الاقتصادية؛ حيث ينتشر الفقر والتخلف والجهل، وهناك الأمية الحضارية؛ وما لها من سلبيات عديدة، والحل الأمثل للقضاء على تلك الأمية هو العلم والمعرفة، فبهما يتجاوز الإنسان كل المعوقات والتحديات، فيسخّر بإذن الله عز وجل ما في الذهن وما في اليد لتذليل كل الصعوبات التي تعترض طريقه من أجل بناء حياة أفضل في محيط أجمل، لخلق مجتمع متحضر يقوم على الرقي والتقدم والازدهار.

إن العلم ضرورة من ضرورات الحياة، وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي، وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور إلى مستقبل زاهر ومشرق ومتقدم.. فهو يعمل على بناء المجتمعات ويجعلها قوية متماسكة مكتفية ذاتيًا، معتمدة على نفسها في تعليم أبنائها للحصول على جيل متعلم واعٍ مثقف يستطيع التقدم بالمجتمع اقتصاديًا وصناعيًا وسياسيًا وحضاريًا.. لأن العلم جزء من حضارة المجتمعات، ووسيلة للتغلب على المشكلات التي تواجه أي مجتمع سواء اجتماعيًا أو بيئيًا.

بزيادة عدد المتعلمين والمثقفين في المجتمع تقل الجريمة، وتحل المشكلات الناتجة عن قلة التعليم، كالتسول، وعمالة الأطفال، والكثير من الظواهر السلبية في أي مجتمع.

العلم، إدراك الشيء بحقيقته، ويدل على اليقين، والمعرفة، فهو النور الذي يقذفه الله في قلب من يحب.. هو "التاج"، الذي يوضع فوق رؤوس أصحابه ليكسبهم الهيبة والعزة والكرامة، فلولا العلم ما تطورت الحياة، ولا تحققت الإنجازات، فهو صاحب الفضل الكبير في كل ما وصل إليه العالم من تقدم في جميع المجالات.

الله عز وجل أمر عباده بالتعلم وطلب العلم، ووعد من يسلك دربًا من دروب العلم، بالأجر العظيم، وقد جعل- سبحانه وتعالى- مكانة العلماء كبيرة، كما قال الرسول الكريم عنهم بأنهم ورثة الأنبياء، وحث الناس على الاجتهاد في طلب العلم وتخطي جميع العقبات في سبيله، ولو كان هذا في آخر الدنيا، فالارتحال من أجل طلبه جهاد في سبيل الله.

إذًا طلب العلم شرف عظيم، لذا حث النبي، صلى الله عليه وسلم، عليه، لما فيه من إقامة الدين والدنيا معًا.

وفي حديث أبو سعيد الخدري، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم، فقولوا لهم: مرحبًا مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: نزلتم مكانًا رحبًا واسعًا، فاستأنسوا ولا تستوحشوا، والمراد هنا، أكرموا من أوصى بهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وأحسنوا نزلهم بحسن استقبالهم.

"وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا".. ما أجمل هذه الآية الكريمة وما أروع معناها، فهي دعاء وطلب من الله أن يزيد المرء علمًا، لا مالًا ولا ميراثًا ولا جاهًا، إنما "العلم"، لأن العلم هو النبراس الذي تُضاء به الظلمات، وهو الراية العالية التي ترشد إلى ما فيه الخير للإنسان في الدنيا والآخرة.. وهو النور الذي يخرج الناس من ظلمات الجهل، وهو الوسيلة الناجحة للبناء والارتقاء.. ويزيد الإنسان مكانة مرموقة في المجتمع.

وختامًا.. فقد قال الشافعي:

العلم مغرس كل فخر فافتخر.. واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس

فلعل يومًا إن حضرت بمجلس.. كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز