عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الخروج عن المألوف

الخروج عن المألوف

بقلم : جميل كراس

التربية أم التعليم.. وأيامنا الحلوة



"لسانك حصانك إن صنته صانك"، هكذا يعبر المثل ليؤكد أن لغة الكلام أو الحديث قد تكون من ذهب أو أي شيء آخر.. فقد يختلف الأمر من شخص إلى آخر، خاصة في لغة الحوار المتداولة أو التي تكون على المستوى الصحيح وعكسه.

ولأن لغة الحوار غير المرغوب فيها كثرت مفرداتها وبما لا يتفق مع مبادئنا أو أخلاقياتنا، لكنها لغة تصل بنا إلى الدرك الأسفل لكونها بعيدة عن مجتمعنا الشرقي الأصيل وقيمه المعروفة.

فما يحدث أمر لا يعكس حقيقة المبادئ التي تربينا عليها كنشأة أو تربية، وقد تكون تلك مجرد فترة وتزول أو نتخلص من أمرها أو آثارها.. ولكن وبكل أسف باتت هي لغة الحوار، أو التعامل الذي يخرج عن حدود الأدب أو اللامعقول، وكذلك لا يقرها عقل أو دين وأي شيء قد يهون علينا، إلا فيما يتعلق بالأدب ولغة الحوار أو السلوكيات، أو كذلك الأخلاق، ولأن ذلك بمثابة الخطر الأعظم الذي ينتظرنا بل هو "خط أحمر"، لا يمكن أن نتجاوزه، خاصة بعد أن اختلطت الأمور وتداخل بعضها بعضًا، كي تبقى أو تكون شيئًا واحدًا، وهو الخروج عن المألوف أو حدود الأدب أو اللياقة، وهذا ما لا نرغبه أو نتمناه داخل مجتمعنا الذي لا يتسم بالكثير جدًا من القيم والمبادئ، التي تربينا عليها منذ الأزل.. فأي حوار خارج حدود الأدب مرفوض تمامًا، ويجب أن يُحاسب صاحبه عليه، فلا يمكن أن نصمت أو نهمل ذلك لكونه شيء دخيل، بل هو بغيض على مجتمعنا الشرقي الأصيل بتقاليده الراسخة، التي ورثناها جيلًا بعد آخر.

وإذا بحثت عن السبب.. بطل العجب، لهذا نتساءل دومًا لماذا وصل بنا الحال هكذا أو لتلك الدرجة من التدني في الكلام.

ونحن نعرف بأن كل الصروح العملاقة، وكذلك الدول الراقية تحرص على القيم أو المبادئ التي تتسم بالأخلاقيات ومعها السلوكيات أيضًا، وإن كان ذلك يذكرنا بأمير الشعراء أحمد شوقي وبيته الرائع "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، فهكذا نشأنا وتربينا وتعلمنا سواء كان ذلك داخل بيوتنا مع الوالدين أو في المدارس مع المعلم.

لكن ما نسمعه وما يردده البعض يضر كثيرًا بآذاننا، سواء من ألفاظ جارحة وسوقية يجعلنا نصطدم بالواقع المر الذي نعيشه هذه الأيام، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتحدث أحد سواء كان ذلك زميلًا أو صديقًا له بأبشع الكلام الذي يخرج عن إطار الأدب أو الاحترام، فماذا تقول عن ذلك، أو من خلال كلمات تصل بنا إلى الحضيض، ويعف اللسان عن ذكرها أو كتابتها.. فكيف إذن نحافظ على قيمنا النبيلة، التي تربينا عليها، وكيف نبعد الحرج عن الآخرين ومتى يحترم الصغير من هو أكبر منه سنًا؟!

وهنا أسوق لكم البعض من فوبيا هذا الكلام الخارج عن حدود الأدب ولغة الكلام، والبعيد عن الرقي، وبعد أن رأيت هذا المشهد يتكرر بين شخص وآخر، سواء في الشوارع أو حتى وسائل النقل العامة.. "يا عم كبر دماغك دا أنت أبوك كذا!!"، وآخر "يا ابن كذا"، وثالث "أمك مش عارف إيه".. وهذا الحوار المتدني، لا بد من مواجهته والتصدي له، وبأي وسيلة، ولأن فوبيا الكلام الخارج عن حدود الأدب قد لا يزول أو ينتهي بين يوم أو ليلة، إذا لم ننتبه له جيدًا ونعمل على مقاومته بكل الطرق، لردعه أو محوه من قاموس حياتنا اليومية.

هذا كله يجعلني معترفًا أو كذلك شاكرًا على أيام الزمن الجميل، الذي كنا نعيشه من قبل.

ولكن يبقى السؤال الأهم.. أين دور الأسرة أو الأبوين في التربية أو النشأة، وما الدور الذي يمكن أن تقوم به المدرسة من تربية أو تعليم، فمازالت المدارس بمختلف نوعياتها أو درجاتها تخضع تحت مسمى التربية قبل التعليم، ولأن كل شيء قابل للتصحيح أو التقويم حتى نعود إلى سابق عهدنا أو أيام الزمن الجميل.   

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز