حلاوة شمسنا

بقلم : كريمة سويدان

بينما تتعالى التحذيرات الدولية من تزايد نسبة التلوث والتغير المناخي، ودول كبرى تتخلص الآن من إرث الطاقة القديم المعتمد على الوقود التقليدى، قررت مصر أن تلحق بركب الدول المتجه نحو التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، والطاقة الشمسية هي أهم مصدر نظيف للطاقة على الكرة الأرضية - وبحكم موقعها الجغرافى- فإن مصر تُعتبر في قلب الحزام الشمسي العالمى، وبذلك فهي من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية، وهو ما دعا القيادة السياسية الحكيمة إلى تبنى إستراتيجية، تستهدف أن يكون " 20"% من إنتاج الكهرباء من الطاقة النظيفة بحلول عام "2020" لذلك يتم حاليًا إنشاء أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية على أرض قرية "بنبان" بمحافظة أسوان، وهي أكبر محطة بالعالم، بدأ العمل بها عام "2015" بتكلفة استثمارية "3.4" مليار يورو، والتي ستولد ما يعادل "90%" من طاقة السد العالى، لتدعيم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء، بمشاركة"40" شركة مصرية وعربية ودولية، كما وقٌعت مصر "13" اتفاقية مع مؤسسة التمويل الدولي بحوالى " 653" مليون دولار، لتمويل بناء "13" محطة للطاقة الشمسية في " بنبان"، ومن المتوقع أن تقوم الدولة بمفاجأة الشعب المصري بافتتاح هذه المحطة الكهروضوئية مع نهاية هذا العام "2019،" خاصة وأن الدولة تعتبر هذه المحطة العملاقة جزءًا من الإصلاحات الاقتصادية التي تدعم مجموعة البنك الدولي مصر من خلالها، وتوفر حوالى "6000" وظيفة مباشرة وغير مباشرة في مرحلة إنشاء المشروعات بهدف تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، وتقليل الانبعاثات الضارة من خلال تغذية "350000"منزل بالطاقة النظيفة، ليس هذا هو كل شئ في هذا الموضوع، بل هناك - على البحر الأحمر - يتم إنشاء محطة طاقة شمسية أخرى بقدرة "5" ميجاوات، وستغذى الشبكة القومية للكهرباء بطاقة قدرها "10" جيجاوات/ ساعة، وهو ما يكفي لتغطية أكثر من ألفى وحدة سكنية، ويُسهم في تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء، ناهيك عن أننا لدينا فرصة عظيمة لتطبيق مثل هذا المشروع في محافظات أخرى، وبالفعل لدينا مشروعات كثيرة في محافظات القاهرة، والإسكندرية، كما أن الدولة تُشجَع على استخدام الطاقة الشمسية، والتوسع في إنشاء محطات لها، ومن المتوقع أيضا أن تُضاء أوروبا كلها من شمسك يا مصر، ولكن ذلك يتطلب إجراء تغييرات ضرورية في منظومة الطاقة العالمية عبر تطوير التقنيات المتقدمة، وبالتعاون الدولي بين مختلف دول العالم، حينما يتحقق ذلك، يمكن توليد الطاقة المستدامة اللازمة لتزويد الأجيال الحالية والمستقبلية بالطاقة النظيفة، دون الإضرار بالبيئة، ويا حلاوة شمسنا ٠٠ وتحيا مصر ٠٠   

E. Mail // [email protected]