عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أهمية أن نتعلم يامصريين

أهمية أن نتعلم يامصريين

بقلم : صبحى شبانة

التعليم عنوان التقدم ، به تنهض الامم، وبدونه تسحق الشعوب، قدسية التعليم في ظني تعادل قدسية الدين، فالاديان إنما جاءت لإعلاء قيم التعليم،  وتحسين حياة الناس، وهذه هي وظيفة التعليم، فبالتعليم الجاد تتحول حياة الناس وتتبدل، للتعليم لدى المصريين أهمية وقيمة كبرى لكنها وبكل أسف مبددة، فمعظم خريجينا على مختلف المستويات يعانون من جهالة وأمية لاتحتاج الى تبرير ، فمعظمهم لايجد له مكانا  مناسبا أو لائقا في أسواق العمل سواء في الداخل او في الخارج، على المصريين ان يقفوا خلف خطط الدولة لتطوير التعليم اذا كانت لديهم الرغبة الجادة في تحصين أجيالهم ضد كل من الشائعات والتطرف والجهالة، إذا كانت لديهم الرغبة الجادة في العبور إلى المستقبل.    



إن الجهل بمفهومه الحديث يتجاوز بكثير مفهوم  الامية التي كنا عليها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، فبرغم تزايد اعداد الخريحين من  المدارس والجامعات إلا أن نسب الامية لاتزال مرتفعة فوفقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء للعام 2018، بلغ عدد الأميين( الذين لايجيدون القراءة والكتابة ) فى مصر أكثر من 20 مليون نسمة، وهي نسبة كبيرة ومعوقة لخطط التنمية المستدامة، وبيئة خصبة لنمو الشائعات، ومعاول هدم تستخدمها الجماعات الارهابية التي تجد فيهم ارضا خصبة لبث وتغذية أفكارها  الهدامة.

المنطق يقول بأن اعداد الجهلة يفوق بكثير اعداد الامية بسبب تردي مستويات العملية التعليمية خلال العقود الماضية التي خضعت لتجارب في أغلبها فاشلة ولاتتسق مع النماذج التعليمية  العالمية الناجحة،  الا ربما من حيث الشكل لا المضمون، لذا لاغرابة في أن نرى خريجي جامعات وربما  أعدادا منهم  ليست بقليلة ممن حصلوا على درجات أعلى من ذلك على مستويات مزرية تدعو للشفقة والترحم على مدارسنا  وجامعاتنا في ذاك الزمن الذي كان  فيه للتعليم قدسيته وللمدرس  هيبته واحترامه.

لذا فإن تطوير هياكل العملية التعليمية التي يقودها  وزير التعليم الحالي الدكتور طارق شوقي  وتقف خلفها الدولة بكل إمكانياتها وقدراتها ضرورة  حتمية  إذا أردنا ان نلحق بعصر تجاوزنا،  وتخلفنا عنه بسنوات ضوئية ، لايجب الالتفات الى المعوقات من النمطيين الذين يتمترسون عادة في مواجهة التغيير والتحديث والتجديد، فأهمية التعليم تفوق ماسواه إذا اردنا تنشئة أجيال قادرة على معايشة  المستقبل، ومواجهة التحديات المقبلة وهي لو تعلمون كبيرة، إن المشاكل التي تواجهها مصر حاليا ناتجة عن سوء وتردي  العملية التعليمية، وتراخي الدولة في مواجهة اباطرة التعليم من المدرسين والمنتفعين من تردي التعليم في جميع مراحله.

لاشك أن تردي مستوى التعليم هو السبب المباشر في فوضى الشائعات التي تملأ  ساحات التواصل الاجتماعي، إن تردي مستوى التعليم هو السبب المباشر في فوضى الألقاب التي يسبغها غير المؤهلين لها على أنفسهم، مما يقلل حتما من مستوى عدد من المهن التي حافظت على اهميتها وكينونتها، وهو مايحدث خلطا وتشويها لقيمة التعليم الجاد .

آن للدولة بكافة هياكلها وأجهزتها أن تعيد للتعليم قدسيته ولمخرجاتها مكانتها ورونقها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز