عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صناعة التميز

صناعة التميز

بقلم : خالد عبد الخالق

في دبي الأفكار تترجم إلى مشروعات، والمشروعات ينتج عنها استثمارات وأموال، والأموال يتم إنفاقها على التنمية، لذلك نجد دبي في طليعة الأعمال العالمية ونموذج مميز، فريد من نوعه، مختلف عما حولها في التجارة والسياحة والتنمية.



لقد استطاعت دبي جعل هواية الفروسية وتربية الخيول صناعة وتجارة تحقق من ورائها مكتسبات اقتصادية؛ وذلك من خلال احتضانها لكأس دبي العالمي لسباق الخيل، إذ أقيم أول سباق لكأس دبي العالمي للخيول عام 1996 في ميدان "ند الشبا" لسباقات الخيول وكان الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة، قد أمر بإنشائه. تبلغ مجموع جوائز فعاليات السباق 35 مليون دولار، وتصل قيمة الجائزة الكبرى للسباق إلى 12 مليون دولار. وتبلغ مسافة السباق 2 كم ويُقام السباق على مضمار رملي. حيث تدور فعاليات اللقاء تقليديا في يوم السبت الأخير من شهر مارس. ولا يقتصر السباق على أنه أغنى سباق في العالم على الإطلاق بل يقدم أيضا برنامجا رائعا ومتكاملا من 9 سباقات تتميز بمشاركة أكبر الأسماء في عالم السباقات وألمع نجوم هذه الرياضة. خلال فعاليات كأس دبي العالمي لسباق الخيل يزور الإمارات أكثر من 80 ألف زائر ويجذب جمهورا من مختلف أنحاء العالم، كما يعتبر واحدا من أبرز الأحداث الرياضية في المنطقة والأغلى في العالم.

كما أسس الشيخ محمد بن راشد إسطبلات جودلفين، وهي إسطبلات سباق وتربية الخيول الأكبر في العالم، وتمت تسمية الفريق على شرف الجواد العربي الأصيل "جودلفين أرابيان". يقع المقر الرئيس لجودلفين في دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تنتشر إسطبلات السباق ومزارع تربية الخيول في كل من أستراليا، فرنسا، إيرلندا، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ولعل الفكرة بدأت عندما كان الشيخ محمد بن راشد مبتعثًا للدراسة في كامبريدج، إنجلترا، إذ حضر سباقات الخيل لأول مرة في نيو ماركت حيث شهد فوز المهر "رويال بالاس" بسباق 2.000 غينيس، في مايو عام 1967. وبعد عشر سنوات استهل مسيرته الخاصة في سباقات الخيل العالمية عن طريق المهرة "حتا" التي أهدته انتصاره الأول بالسباقات في مضمار برايتون بإنجلترا، يوم 20 يونيو، 1977 ثم مضت للفوز بسباق الفئة الثالثة مولكومب ستيكس بمضمار جوود وود في الشهر التالي.

شغف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالخيول نما وتطور إلى استثمارات ضخمة في تربية الخيول وأسفر عن تأسيسه لأعظم فريق في سباقات الخيل العالمية، ألا وهو فريق جودلفين، واحتضان دبي لكاس العالم لسباق الخيول، فضلا على إسطبلات رائدة في رعاية الفحول هي إسطبلات دارلي.

وانطلاقا من الدور الرائد الذي تقوده الإمارات في تلك الرياضة العريقة، فإنها تقوم أيضا بدعمها في عدد من الدول العربية ومن بينها مصر، إذ تقوم الإمارات بدعم سباق الخيول بمصر باستمرار تقديم دعم جوائز السباق سنويا. واهمها مهرجان كأس "الشيخ زايد آل نهيان"، للخيول العربية المصرية الأصيلة، بمقر الجمعية الرياضية لسباق الخيل ومالكي الجياد بمصر الجديدة، كل عام.

ورياضة سباقات الخيل ليس جديدة على مصر، فتعد مصر من أقدم وأوائل الدول العربية في تلك الرياضة بل ودول المنطقة. الجدير بالذكر أن مصر عرفت أول سبق للخيل كان في عهد الخديو إسماعيل 1863، وكانت الحفلات في هذا الوقت تقام بالإسكندرية في حي القباري، وبعد سنوات أنشأ إسحق حسين باشا، مضمارا لسباق الخيول الدولي في نادي الخديوي الرياضي من عام 1915 حتى عام 1951 ؛ الذي تحول اسمه الآن إلى نادي الجزيرة بالقاهرة، وعند مشاهدة الأفلام المصرية القديمة- الأبيض والأسود- كانت تلك الرياضة تستهوي مختلف فئات وطبقات المجتمع المصري وكانت تجارة وصناعة مربحة في ذلك الوقت، الآن انتقلت تلك الصناعة والتجارة إلى دول عربية اخرى وخاصة الإمارات (إمارة دبي) بالتحديد، آن الأوان أن تعيد مصر أمجادها وتميزها في مختلف المجالات وتكون موطن صناعة التميز.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز