عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وجوه لعملة قذرة

وجوه لعملة قذرة

بقلم : صبحى شبانة

دراسة التاريخ ضرورة لإدارة الحاضر وصناعة المستقبل، استحضار الماضي دون الاستغراق فيه يعصمنا من الكوارث، ويحصننا ضد المؤامرات، فالمستقبل ما هو إلا تكرار لحقب زمنية مختلفة ومتباعدة مرت بشخوص مختلفة وظروف مغايرة تلقي علينا كل حين بتجاربها وعظاتها كي نستلهم منها العبرة والحكمة والحل.



لم ينس بعد المصريون الفوضى التي حكمت الشارع باندلاع ما سمي حينها ثورة 25 يناير، فلا تزال ذاكرة الشعب المصري حية، صور الرعب ماثلة في الأذهان لم تمح، لن تفلح محاولات إنتاج الفوضى ولو تكررت الأسماء، أو تبدلت الوجوه، فكلها وجوه لعملة قذرة، فهذا رأس الثورة (الفوضى) المدعو وائل غنيم الذي ظهر مؤخرا بعد هروب طويل كمومياء عفنة، يستجدي أضواء تلاشت، ويتقيأ بمفردات متخمة بالقبح، غير عابئ بقيم وتقاليد المصريين، لن تنطلي الحيل هذه المرة على الشعب الذي وعى المؤامرات، واستوعب الدروس، واستلهم عبر التاريخ.

الانحياز للدولة واجب وفريضة، والوعي بما يحاك لها من مؤامرات ضرورة حتمية على الدولة أن تبصر بها مواطنيها، فليس من قبيل المصادفة ظهور الناشط وائل غنيم، والمقاول الهارب محمد علي، والإعلان المتزامن لتأسيس مملكة الجبل الأصفر المتاخمة لجنوب مصر في وقت واحد، فيما يبدو أنه مدروس وممنهج يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها، ويشير إلى أن الفوضى تريد أن تطل برأسها على مصر من جديد، وأن الاستقرار الذي تعيشه مصر أوغر صدور دول، وغل قلوب جماعات حاقدة على مصر والمصريين.

المؤامرة واضحة لا غموض فيها وما ظهر منها حتى الآن فيما يبدو تهيئة لما هو قادم، والقادم أخطر، فهؤلاء وغيرهم مجرد أدوات أشبه بعرائس الماريونيت أو الدمى المتحركة، لا يعنيهم إلا حصد الشهرة حتى لو كانت بالرقص فوق جثث الشعب المصري، وأتوقع كما غيرى أن تزداد وتنشط الحملة الموجهة على الشعب المصري في الفترة القادمة خصوصا مع تشابك وتعقيدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، واستحقاقات صفقة القرن خصوصا مع الموقف المصري الممانع لها والذي يتسم بالصلابة والصلادة، وكذلك اقتراب الانتخابات الأمريكية، عناصر عديدة تجمعت تريد لفت الأنظار إلى فرض واقع جديد يتسم بالفوضى لتمرير المشروعات الأمريكية والإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط التي يريد الغرب الانتهاء منها قبل 2020م. 

لن يشعر بأهمية الأمن والاستقرار إلا من عاش الخوف والفوضى، شاءت لي الأقدار أن أتعامل حول العالم مع جنسيات كثيرة مختلفة ضاعت دولهم، تحول معظمهم إلى لاجئين يستدرون إقامة، أو هوية، أو جنسية، أو تأشيرة في بلاد أو جزر معظمها لا تعدو أكثر من دكاكين ورقية لم تجد لها مكانا بعد على الخارطة الدولية، يتمنى معظمهم ولو قبضة طين من بلادهم التي تحولت إلى ساحات للاقتتال والمعارك، العودة إلى ديارهم باتت حلما محالا.

حفظ الله مصر وشعبها

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز