عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ماذا يجري في الخليج؟

ماذا يجري في الخليج؟

بقلم : صبحى شبانة

الكرة تتدحرج في الخليج بسرعة إلى مسارات متعددة،  التباين  بين إعلان الحرب، وإعلاء السلم يطل برأسه ويفضح مواقف دولية تغيب و تهرب في لحظات الحسم ،  ألأيام  أو ربما الساعات المقبلة حتما سوف تنبئ بتطورات ليس بمقدور أحد إذا إندلعت وقفها، ترامب الذي صدعنا كثيرا بحماية أمن المملكة و الخليج يرفع رايات التعقل في مواجهة ايران التي أعلنت الحرب على السعودية والاقتصاد العالمي، حالة من الادراك لاريب فيها، أنه لا حرب في الخليج بدون أمريكا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ،،،  ماذا تفعل السعودية ومعها دول الخليج إذا تمادت إيران في عدوانها السافر غير المبرر على السعودية والامن القومي العربي والسلم العالمي؟



الترقب هو سيد الموقف في الخليج، الجميع في انتظار ماستقرره الولايات المتحدة الامريكية بعد عودة  وزير خارجيتها  مايك بومبيو من جولته في المنطقة  التي بدأها  الاربعاء بلقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في جدة   لمواجهة  التغول والتمادي الايراني الذي تشجع بفضل التراخي الامريكي،  والذي بلغ حدا لايمكن لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية التي تضرر إقتصادها السكوت عليه،  والتغاضي عنه،  وهو ما يفرض على المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه  مع الرياض في التصدي للعدوان الايراني ومواجهته.

الاشارات التي تصدر بين وقت واخر  من البيت الابيض،  آخرها تصريحات الرئيس الامريكي دونالد  ترامب أمس  في لوس انجيلوس الذي قال فيها  تفكيره بشأن إيران لم يتغير، وإنه سيترك الأمر ليرى ماذا تريد السعودية،  تؤكد أن مسلسل التراخي الامريكي في مواجهة ايران مستمر، ( ولن أتجاوز إذا وصفت التراخي الامريكي بالتواطؤ)، إن تذرع أمريكا  باللجوء الى مجلس الامن من وجهة نظر الكثير من المراقبين هو إنسحاب  من تحمل مسئوليتها التاريخية في الحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج التي تمتلك أكثر من 40% من نفط العالم،  هذا النفط الذي ساهم في ان تتسيد أمريكا العالم وتمتلك أعظم قوة في التاريخ.

وسط الاجواء الملبدة بالغيوم، والتفاعلات التي تدور في اروقة الحكم في دول الخليج والدعم الرسمي و الشعبي العربي والدولي الواسع مع المملكة التي لاتزال قيادتها تتسم بالحكمة والتروي والتعقل في مواجهة أكبر عدوان تتعرض له في تاريخها، يبدو أن الادارة الامريكية الحالية( تظل رغم تصريحات ترامب التي إعتاد أن يطلقها في الهواء الطلق والتي تشبه مسدسات الصوت) غير جادة في الدخول في مواجهة حقيقية مع ايران أو أذرعها التي طالت وتغولت في المنطقة وأحكمت قبضتها على دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وأرغمت الادارة الامريكية على التحسب في مواجهتها،  أو حتى مجرد إستثارتها لأسباب لوجيستية وإستراتيجية وجيوسياسية عديدة لاتخفى على اي مراقب أو محلل أو حتى على رجل الشارع العادي.

قرار مواجهة إيران لايزال في مرحلة المخاض والتخمينات والاحتمالات، لكن المؤكد أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب  المقبل على إنتخابات رئاسية العام المقبل لن يقدم على حرب مع ايران، ولن يتورط في مواجهة قد تؤثر على حظوظه في الفوز بفترة رئاسية ثانية، الارجح أن الادارة الامريكية ستلوح بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على ايران التي إعتادت على التعامل معها والتحايل عليها و لاتتأثر كثيرا بها  بفضل المدد والدعم الصيني والروسي والتركي والاسواق المفتوحة أمامها  في تركيا وقطر وافغانستان والعراق ولبنان واليمن وروسيا وعدد آخر لايستهان به  من الدول في امريكا اللاتينية.

ليس من قبيل المصادفة أن يتواكب العدوان الايراني العنيف عل أرامكو السعودية( أكبر شركة نفط في العالم) مع الهجمة الشرسة  التي تتعرض لها مصر التي تعتبر الخليج  أمنا قوميا لها  ، فإيران هي  جزء من محور الشر الذي  يضم تركيا وقطر وجماعة الاخوان الارهابية والتنسيق بينهم لايحتاج إلى دليل، والعداء لكل من مصر والسعودية سافر وتجاوز كل الاعراف الانسانية والدولية والاخلاقية، لذا كان من الضروري إنهاك مصر  وشغلها بإدعاءات تطال جيشها الوحيد القادر على مواجهة ايران في المنطقة ولجمها.

تتعرض مصر والسعودية لخطر وجودي مزدوج خارجي وداخلي،  المؤامرة جلية وواضحة،  إن من ينفي نظرية المؤامرة يجهل  أن التاريخ سلسلة من المؤامرات،  لابد من موقف عربي قوي يتسم بالحدة والقوة والصلابة، على مصر والسعودية أن يعودا الى تشكيل القوة العربية المشتركة، فهي القوة القادرة على مواجهة ايران في ظل التراخي الامريكي،  والقادرة على مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية وهي كثيرة ومتزايدة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز