الوعي الجمعي كان حاضرا

بقلم : صبحى شبانة

الشعوب الحية هي التي تصنع التاريخ، وتعيد مسار الزمن إلى وجهته، لقد برهن الشعب المصري الأسبوع الماضي أنه رغم الأزمات خط مسار المستقبل، وخلع حذاء الإخوان، وتجاوز لعب الصبيان، وطوى صفحة 25 يناير إلى الأبد، ورفض بشكل قاطع عودة الإسلام السياسي تحت أي لافتة في ظل دولة مدنية حديثة ناهضة تقوم على المواطنة ومبدأ تكافؤ الفرص.

بعد أن تصدى المصريون لمحاولات بث الفوضى، وأثبتوا أن الوعي الجمعي كان حاضرا، وأنهم برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع عريض لا يستهان به لم يستجيبوا للدعوات الهدامة العابرة للحدود، الهادفة لإسقاط الدولة والزج بها في دوامة من الاضطراب والفوضى.

أسبوعان من الإشاعات والأكاذيب عاشها المصريون على أطراف أصابعهم يتلمسون خلالها طريقهم صوب الاستقرار، رفضوا كل الادعاءات المغرضة، أبهروا العالم كعادتهم وأثبتوا أنهم أمة حية قادرة على الفرز، منيعة حصينة وعصية غير قابلة للانكسار والخداع.

حسنا فعل الرئيس الذي أدار الأزمة باقتدار واستجاب للوعي الشعبي بتوجيه الحكومة إلى البدء في إجراء إصلاحات اقتصادية، وإنعاش الحياة السياسية، وتوسيع قاعدة المشاركة كل هذا من شأنه بلا شك أن يحسن من جودة الحياة وأن يرفع الأعباء عن كاهل الطبقات الفقيرة التي رفضت الاستجابة لدعوات التظاهر (رغم محاولات شحنهم وتضليلهم واستغلالهم)، وأن يشرع الأبواب مجددا أمام الحرية المنضبطة للإعلام الوطني، ومعالجة انسداد الأفق السياسي لدى الطبقات السياسية والمثقفة التي آن لها أن تنزل من برجها العاجي وتخلع رداء الأيديولوجيا المتعالية.

إن يوم السابع والعشرين من سبتمبر سوف يضاف إلى أيام الوطنية المصرية، فيه انحازت جموع الشعب إلى الدولة ومؤسساتها وحفرت طاقة نور وسط ظلام يلف معظم دول المنطقة، وأثبتت أن الوتد المصري غير قابل للانكسار وقادر على حمل رايات أمته مجددا.