محسن عبدالستار
الدولة والمرجفون
بقلم : محسن عبدالستار
فكم من مكاسب نمر بها، اليوم، من أمن وأمان، وانتصارات وتقدم في مجالات عدة، ولكن يوجد من بيننا من يشكك في كل إنجاز يحدث على أرض هذا الوطن، ولا يريد له أن ينهض ويتقدم بسواعد أبنائه الشرفاء، الذين يبذلون جهدًا كبيرًا لتحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم والأجيال القادمة.
وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات والمشروعات، التي لم يكن لها أن ترى النور، لولا جهد المخلصين القائمين على أمر هذا الوطن، نجد بعض المرجفين، الكاذبين الذين يولدون الأخبار الكاذبة، الذين يعيثون في الأرض فسادًا، وكذبًا عن طريق إطلاق الشائعات، التي تهدم الأوطان وتقضي على الشعوب.
لا يهنؤون ولا يهدأ لهم بال، بكل ما أوتوا من مال وقوة، لتسخير آلتهم الإعلامية، لنشر الشائعات وتلفيق الأكاذيب، للتقليل من قدر هذه الإنجازات، بما يقومون به من سب وشتم وتشكيك في الذمم والنوايا، والتوجهات، لإثارة الشعوب، والقضاء على الأخضر واليابس، وهو هدف الأعداء، للقضاء على الأوطان، لتحقيق مرادهم الذين يسعون إليه، إما لنهب ثروات هذه الدول، وإما طمعًا في بناء مجد شخصي لا يستحقونه.
لقد قال الله سبحانه وتعالى، ناصحًا عباده المخلصين المؤمنين ومحذرهم في آن: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
وإذا كان هذا هو الواجب في خبر المؤمن الفاسق، فكيف بخبر المنافق الحاقد، المرجف، أو الخبر الذي لا يُعلم مصدره، ولا عدالة قائله أو ناشره، كالأخبار والشائعات التي تُنشر في القنوات الفضائية، التابعة لأعداء الوطن أو في بعض المواقع، المدعمة ماديًا من جماعات إرهابية، والتي تبث من الخارج لتأليب الشعوب على حكامهم وبالتالي القضاء على الأوطان.
ومن الشائعات الخطيرة، التي تكثر أوقات الأزمات والفتن، شائعات التخويف، التي يراد بها إضعاف الشعوب، وبث الرعب في نفوسهم، وإضعاف قوتهم، والتشكيك في قدرتهم على المواجهة والمصابرة، وتعظيم قوة الأعداء في أعينهم، وتفخيم شأنهم، وتهويل قدراتهم، وأنه لا قبل لهم بهم، والسكوت عن ظلمهم وابتزازهم، لتحقيق مآربهم.
فعلينا وأد الشائعات في مهدها قبل انتشارها، والتأكد من صحة ما يُنشر من أخبار، وضرورة وجود جهة تعمل على صد تلك الشائعات، والتدريب على كيفية التعامل مع الأخبار الكاذبة، وتتبع مصادرها الحقيقية؛ حتى لا نكون اليد التي تهدم الدولة، بدلًا من العمل على بنائها وتقدمها، من خلال تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة، فيجب علينا جميعًا الاهتمام بنشر الإيجابيات، والبعد عن السلبيات، التي تؤثر على بيئة العمل.. والدعوة للتفاؤل لتحقيق غدٍ مشرق.
اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها من كل سوء.