عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عندما يكون الوطن عدوًا والمعتدون ملاذًا.. الإرادة والوعي «٣-٣»

عندما يكون الوطن عدوًا والمعتدون ملاذًا.. الإرادة والوعي «٣-٣»

بقلم : أيمن عبد المجيد

على مدار اليومين الماضيين، سبحنا في تاريخنا الحديث، بعمق ٤٦ عامًا، نتلمس الدروس والعبر، نحلل كيف كانت قذائف الحرب النفسية، تنهال على الجبهة الداخلية، قاصدةً تحطيم المعنويات وهدم جدار الثقة بين الشعب وجيشه، متخذة من الدعاية السوداء والشائعات ذخيرتها تارة، ومن السخرية والنكات تارة أخرى مدادها.



الحرب التي استهدفت مصر في سنوات النكسة، نالت من الزعيم السادات، اتهمته بالتقاعس، حتى خرجت المظاهرات في الميادين ضد الرئيس، الذي اتهم بالأباطيل حينها، بينما كان هو يستعد للحرب في صمت، ويخطط بهدوء، وينفذ خطط الخداع الاستراتيجي، حتى فاجأ الجميع بالنصر.

ولم ينتبه الجميع حينها، لعلم التوقيت، في اتخاذ القرارات المصيرية، في توقيتاتها المناسبة، ولحظتها الملائمة، فالتقدم عنها مغامرة، والتأخر عنها تلكؤ يدفع الوطن أثمانه.

وما إن اتخذ الزعيم الشهيد أنور السادات، قرار معاهدة السلام، ليستعيد بها كامل سيناء والأرض العربية، حتى تحوّلت آلة الحرب النفسية، ضد مصر، مستهدفة ليست الجبهة الداخلية، بل الجبهة العربية، لتحطيم أهم مقومات قوة العرب، وهي وحدتهم، في محاولة لعزل الدولة المصرية عن محيطها.

لكن السادات كان ماهرًا في اتخاذ القرار المناسب في اللحظة التاريخية المثالية، وحقق أهدافه، التي كانت تستكمل بتعمير سيناء، وها نحن والعالم رأى مصير مَن تاجر وزايد عليه، كيف بقيت هضبة الجولان محتلة، وكيف أقحم صدام العراق في حروب بلا نهاية، انتهت برحيله وتدمير الدولة بنيران المحتل، وعشوائية قراراته التي كان آخرها احتلال العراق للكويت.

ولكن السؤال الآن: 

هل تعي الأجيال الشابة دروس التاريخ، وهل انتهت تلك الحرب، النفسية وأجيالها الحديثة، التي تستهدف الجيوش العربية، وتحطيم حصون المعنويات؟

ويبقى السؤال الأهم: هل الحرب ضد مصر انتهت أم ما زالت مستمرة؟

لعلنا نجد الإجابة عند قائد مصر في معركة التعمير، الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطابه أجاب عن هذا السؤال، في خطابه أمس الأول، بمناسبة الذكرى ٤٦ لانتصار أكتوبر قائلًا:

«إن قدر هذا الوطن.. أن يتعرض لأمواجٍ عاتية.. يأتي أغلبها من الخارج.. ولكنها تتحطم دومًا.. أمام صلابة وتماسك الشعب المصري.. الذي يربطه بأرضه رباطٌ وثيق.. ويربطه بجيشه الوطني ميثاقٌ وعهد.. بالحفاظ على الأرض.. وحماية الشعب.. وصون الكرامة الوطنية».

لكن ما أشكال الحرب الدائرة رحاها الآن.. وموجتها الجديدة التي تستهدف مصر؟

أجاب الرئيس السيسي في خطابه:

«خلال العقود الأخيرة.. تغيرت أشكال الحرب وأساليبها.. وصولًا إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب.. لتصل إلى المواطن داخل بيته.. من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة».

وعن أهداف تلك الحرب قال الرئيس: «تستهدف إثارة الشك والحيرة.. وبث الخوف والإرهاب.. تستهدف تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية.. بتصوير الدولة كأنها هي العدو.. وتصبح الجهات الخارجية التي تشن الحرب.. كأنها هي الحصن والملاذ».

لكن ما ذخيرة تلك الحروب.. وكيف يكون النصر؟ 

يجيب الرئيس:

«تلك الحرب.. التي تعتمد على الخداع والأكاذيب والشائعات.. يكون النصر فيها معقودًا على وعي كل مواطن.. وعلى مفاهيمه وأفكاره ومعتقداته.

ولذلك.. فإنني على ثقة كاملة من النصر في تلك الحرب.. ليقيني التام بأن الشعب المصري بأغلبيته الكاسحة.. يُدرك بقلبه السليم الصدق من الافتراء.. وأن هذا الشعب الأصيل سئم من الخداع والمخادعين.. ومن كثرة الافتراء على وطنه بالباطل».

ويبقى السؤال الموجه للقراء:

ما دور كل منا، وهل سيأتي يوم نحكي فيه للأجيال القادمة ماذا فعل كلٌ منا في موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة، ليحملوا مشاعل النور، وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء؟

لقد فعلها مَن قبلنا، وسلمونا راية مصر خفاقة، ونحن اليوم نروي بطولاتهم.

حفظ الله مصر للأجيال القادمة إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز