عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأمل ... والألم

الأمل ... والألم

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

أول ما استرعى انتباهي في هاتين الكلمتين، ليس التضاد في معانيهما، ولكن أنهما يحملان ذات الحروف، فرغم أن كلتا الكلمتين تحمل ذات الأحرف الهجائية، إلا أنهما تبدوان بعيدتان كل البعد عن بعضهما. 



ولكنني أرى أنهما مترابطتان بشدة، فالأمل يأتي عندما يشتد الألم، والألم سببه دائمًا ضياع الأمل، فهما متلازمتان بصورة غير عادية، فمن منا يستطيع أن يعيش بدون أن يشعر بهذين الشعورين، فالأمل هو سر الحياة، وسبب تجددها، والألم أكبر دليل على الإحساس والإنسانية.

فهما خُلِقَتا لكي تتجددان باستمرار، وكل منهما تُسلم الطريق للأخرى، فلولا الألم ما بحث الإنسان عن الأمل، ولولا ضياع الأمل ما شعر الإنسان بالألم.

فحقًا كل المتناقضات يحدث بينهما تجاذب، فالفرح والعذاب مرتبطان، والفشل والنجاح بينهما سر خفي، لا يكشفه إلا من جربهما.

لذا إذا أردت أن تعيش في أمل مستمر، فتأكد أن الألم هو الذي سيضيع هذا الأمل نُصب عينيك، قد تبدو المُعادلة صعبة بعض الشيء، ولكنها في النهاية مطلوبة لميزان الحياة، فأصعب المواقف هي التي تخلق الأحاسيس المُتجددة، والأمل أهم ما يُميزه هو التجدد، وللأسف، فهو لا يتجدد إلا بسبب رفض الإنسان الاستسلام لآلامه.

إذن، فالألم هو سر وجود الأمل، وربما يكون هو مبعثه، فالدافع غالبًا ما يكون قاسيًا، ولكنه في النهاية هو السبب في وجود أجمل الأشياء والمعاني في حياتنا.

ومن يعرف سر طبيعة الأشياء، لن يترك نفسه فريسة لليأس؛ لأنه سيُدرك أن الأحزان وُجدت لكي تعلمنا كيف نبحث عن الأفراح، وربما يكون هذا التناقض هو سر جمال الحياة، وسبب الشعور بلذتها ومتعتها، وأكبر دليل على ذلك، أن الأمل والألم، رغم التباعد الترادفي بينهما، إلا أنهم حملتا ذات الحروف، وأظن أن هذه ليست مصادفة، ولكنها حكمة في وجود ترابط حقيقي بينهما.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز