عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسائل الندوة التثقيفية الـ «31»

رسائل الندوة التثقيفية الـ «31»

بقلم : أيمن عبد المجيد

غوصًا في الماضي بخيراته، لمواجهة الحاضر بتحدياته، واستشرافًا للمستقبل بتوقعاته، بعثت الندوة التثقيفية الحادية والثلاثون، التي نظمتها القوات المسلحة بإبداع، اليوم، رسائل لا تخطئها عين خبير، وكان لي شرف حضورها.
١- مصر قادرة بتلاحم شعبها وجيشها، خلف قيادتها السياسية، أن تصنع المعجزات.



هذا ليس خيالًا، بل نتيجة واقعية، عاشها المصريون، في أعقاب نكسة ١٩٦٧، التي تنحى الرئيس جمال عبدالناصر على أثرها، بيد أن الشعب الذي التف حول قائده، رفض انسحابه من الحياة السياسية، وبإرادة قوية دفعه لاستكمال المسيرة، التي بدأت بحرب الاستنزاف، وإعادة بناء الجيش، ليُكمل الرئيس السادات الإنجاز، وتتحقق المعجزة بنصر أكتوبر العظيم.

٢- إن مصر استطاعت بالإرادة والتحدي، وتلاحم شعبها وجيشها وقيادتها، أن تنتصر في معركة التحرير، وهي الآن بالمقومات ذاتها قادرة على الانتصار في معركة البناء والتعمير، بالتزامن مع معركة حماية الدولة من الهجمات، التي تحاول التخريب والتدمير.

انتصر الشعب المصري، في أكتوبر ١٩٧٣، عندما تمسك بقائده في أحلك الظروف، دعم قائده في لحظة الانكسار، فكيف له اليوم أن ينجرف خلف دعوات هدامة تسعى للنيل من جيشه وقائده، وهما في قمة الانتصار في معركة الإرهاب والتنمية؟! سؤال استنكاري طرحه الرئيس على عجل لكنه عميق المعاني.

٣- العالم لا يحترم إلا الأقوياء، ظهر ذلك في الخطاب الذي بعث به كسينجر إلى الرئيس السادات، عقب مفاوضات جمعته باللواء حافظ إسماعيل، مستشار السادات للأمن القومي، قال فيها "إن المهزوم لا يمكنه أن يُملي شروطه، ولن يحدث تغير في الموقف إلا بتغير على الأرض".

فكان رد الرئيس السادات، أن إحداث تغير على الأرض، بمعجزة عسكرية، دفع العدو وكل من يقف خلفه للانصياع للإرادة المصرية.

ذلك الجيش العظيم، الذي سعى الرئيس السيسي لإمداده بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، ليظل درعًا واقية للوطن وثرواته وأمنه القومي، وسيفًا بتارًا لكل يد تسعى للمساس بمقدرات هذا الشعب.

٤- أسلحة مصر الناعمة، من ثقافة وفنون، يجب إشهارها لبناء حصون الوعي، في مرحلة يدق فيها العدو عقول أبنائنا، عبر منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت.

فيلم "الممر"، ونجاحه البارع، في إذكاء الروح الوطنية، وتنشيط الذاكرة البطولية، ينبغي أن يتكرر، وينبه صناع السينما والدراما، إن الذوق العام يُرحب بالهادف من الأعمال، وهي التجربة التي دعا الرئيس لتكرارها.

٥- في جيبك جاسوس، هو هاتفك المحمول، فمن خلاله، تقيس شركات الإنترنت، ومن يقف خلفها، توجهاتك، واهتماماتك، وحتى خط سيرك، وإن أغلقت خاصية تحديد موقعك، ومن خلال تلك البيانات تقسم أجهزة المخابرات الجماهير، لفئات، وتبدأ اللعب على نقاط الضعف وإشعال الأزمات، حتى تهدم الدول من الداخل بأيادي أبنائها.

معلومات موثقة، قدمها الدكتور محمد الجندي، أستاذ بحوث القانون والتكنولوجيا بالجامعة البريطانية، مذكرًا بمقولة لفيلسوف صيني: «إن أعظم الانتصارات تلك التي تحققها دون حرب».

وهنا كان الرئيس السيسي، حريصًا على أن يتناول الدكتور الجندي، بتروٍ وتعمق تلك القضية، لافتًا إلى أن تدخل تركيا في شمال سوريا، اليوم، وغيرها من القوى، ما كان له أن يحدث، لولا أن تم استغلال حراك شعبها، الذي بدأ بمظاهرات محدودة استغلتها القوى المعادية، لدفع الإرهابيين وتدمير الدولة.

٦- فور إنهاء الرئيس كلمته، فتح الباب ليطرح من يشاء أسئلته، وهذا في حد ذاته رسالة مفادها، أن الدولة تُدعم الحرية، وليس لديها ما تعجز عن الرد عليه، فجاءت أسئلة الزملاء الذين سمح الوقت لهم، ولغيرهم من الحضور، عن سد النهضة، وسيناء، والإعلام، والمؤامرات التي تُحاك ضد مصر والمنطقة.

٧- عن سد النهضة، قال الرئيس "إن نهجنا، الحكمة والهدوء في التعاطي مع القضايا المصيرية، دون أي تفريط في حقوقنا، مؤكدًا أن لقاءً مرتقبًا سيجمعه مع رئيس وزراء إثيوبيا في موسكو قريبًا، وإن تهنئته بجائزة "نوبل"، كانت واجبة، فمصر دولة شقيقة لإثيوبيا، فضلاً على رئاستها الاتحاد الإفريقي.

٨- عن سيناء، شدد الرئيس على أن الدولة عازمة على استعادة أمنها، وتُقدر تضحيات ومتاعب أبنائها، وكل إجراء اتخذ لنقل مواطن، لصالح الأمن القومي، عوّض عنه- في حينه- ماليًا، واعدًا ببحث إمكانية منح الضحايا المدنيين "معاش شهيد".

٩- عن الإعلام، وجه الرئيس رسالة مفادها أن على الإعلامي أن يكون ملمًا بتفاصيل القضية، التي يتناولها، حتى يتسنى له طرح المقترحات على القيادة السياسية، قابلة للتنفيذ، حتى لا تكون النقاشات مضيعة لوقت الطرفين.

١٠- وفي البداية والنهاية، كانت رسائل العميد ياسر وهبة، صاحب جنرال الفصاحة والبلاغة صاحب الحنجرة الذهبية، الذي استهل تقديم الحفل بتلاوة قوله تعالى: «واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون».. واختتم تقديمه الحفل، بالتذكير بأن ما حققته مصر من إنجازات بفضل الله، وتضحيات شعب مصر، وحكمة وعزيمة قائدها.

١١- لكنها كانت الرسالة الدائمة، إن بطولات الأجداد يواصلها الأحفاد، فقد كرّم الرئيس الفريق عبد رب النبي حافظ، قائد الفرقة ١٦ مشاة في حرب أكتوبر، والمجند البطل، أحمد فوزي، الذي فقد قدميه في سيناء ٢٠١٣ في الحرب ضد الإرهاب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز