عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
من يستحق أن نخشاه

من يستحق أن نخشاه

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

بعض الناس تخشى من الإنسان الذي يلغي عقله، والبعض الآخر يخاف ممن يعيش بلا قلب، وكل منهما له مُبرراته، فالبعض الأول يرى أن من يلغي عقله، يكون إنسانا أرعن، ومقهورا، ويفتقر إلى الحكمة، فيخشون التعامل معه؛ حتى لا يُصيبهم أي أذى من جراء معاملته، خاصة وأنهم مُؤمنون بأن العقل هو ميزان الإنسان.



في حين أن البعض الآخر يرى أن القلب هو أداة الرحمة، والإحساس، والمسئولية، وبدونه تكون الحياة كالغابة، والقسوة تكون هي الدستور، فيبتعدون عن الإنسان الذي يلغي قلبه؛ خشية الوقوع في براثن قسوته.

والواقع، أن العقل والقلب، كلاهما يُكمل الآخر، والإنسان الذي يعيش بدون أي منهما، يكون شخصًا عاجزًا وضعيفًا ومُنساقًا.

فالعقل يجعل للإنسان جاذبية من نوع خاص؛ لأنه يضع جميع تصرفاته في ميزان حساس، فيكون مثار احترام وتقدير، ويكون رأيه محل ثقة، أما القلب فهو نبض الإنسانية والشفافية والمصداقية؛ لأنه يجعل صاحبه يعرف معنى الرحمة والتسامح والحب، فمن يستعمل قلبه باستمرار، يكون محبوبًا من الآخرين، وله طلة عند أقرانه، ويكون كذلك مكمن الأمان لكل من يعرفه، لذا، فلا غنى عن أيٍ منهما.

والواقع أن الإنسان العاقل هو فقط من يحترم عقله وقلبه، ويُؤمن بأن إنسانيته لن تكتمل إلا بهما، فلو كان الإنسان يستطيع أن يعيش بأي منهما فقط، ما كان المولى عز وجل خلقهما سويًا.

وإذا أردت أن تخشى من إنسان، فاخش ممن يتجاهل أي عضو، أو جهاز خلقه الله له؛ لأنه في هذه الحالة يتنصل من كيان مُتكامل بداخله، لذا ستكون قراراته مُنتقصة وأحاسيه مُتقلبة، وأفكاره مُشتتة، أي أنه سيكون مُفتقرًا إلى الاتزان النفسي.

وهكذا، فمن يتجاهل أيًا من القلب أو العقل، هو الذي يستحق أن نخشاه.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز