عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المحافظة المظلومة!
بقلم
محمد نجم

المحافظة المظلومة!

بقلم : محمد نجم

قد لا يعلم البعض أن محافظة البحر الأحمر تنتج 75% من البترول المصرى، كما أنها تضم المنجم الوحيد الذى يستخرج منه الذهب حاليًا، بخلاف 120 موقع مغلق على الرغم من وجود الذهب بكميات اقتصادية بها، وقد لا يعلم البعض أيضا أن تلك المحافظة تمتد على ساحل البحر الأحمر من خليج السويس شمالا وحتى حدود السودان جنوبا وبمسافة 1100 كيلوجرام.



وأنها تضم عددًا من المدن؛ كل منها علامة مضيئة فى المجال الذى حباها الله بها، ففى الشمال رأس غارب حيث البترول وبكثافة، ثم الغردقة (العاصمة) وشهرتها السياحية المعروفة، والقصير.. الميناء البحرى الشهير، وسفاجا المدينة الصناعية وميناء تصدير الفوسفات الناتج من أبو طرطور فى الوادى الجديد، ثم المدينة الأشهر مرسى علم حيث مناجم الذهب (وخاصة السكرى) والمنتجع السياحى فى برنيس ومقام أبو الحسن الشاذلى، ثم حلايب وشلاتين،

ومع كل هذا الكم من «المواقع البكر»، فالمحافظة لا تشتهر سوى بأنها المكان المفضل لسياحة الغوص ومشاهدة الشُعَب المرجانية، والسياحة العلاجية فى سفاجة والتى تفتقد حملات الترويج السياحى، وبعض أنشطة صيد السمك ولكن من الهواه (أصحاب اليخوت)، حيث يحتوى البحر الأحمر على 1225 فصيلة أسماك مسجلة عالميا، وهى ضعف ما يمكن أن يتواجد فى أى بحر آخر فى العالم.

وقد أتيحت لى الفرصة أن أشاهد مدن المحافظة من الشمال إلى الجنوب، وطوال الطريق من الغردقة حتى مرسى علم والذى يستغرق 4 ساعات بالسيارة، تحتل سلسلة الجبال المتصلة يمين الطريق، بينما على شماله المنتجعات السياحية، هذه السلسلة الممتدة من الجبال تحتوى على الذهب والزمرد والفضة والكروم والمنجنيز، وقد نجح أجدادنا الفراعنة فى استكشاف الذهب من قبل وكذلك بعض العناصر الأخرى، ومن بعدها لم يحاول البعض الاقتراب منها على الرغم من أن بعض رجال الأعمال المصريين ذهب إلى إفريقيا لاستخراج الذهب على الرغم من صعوبة الأحوال هناك!

وبصراحة شديدة، لم يكتشف مرسى علم ويضعها على الخريطة فى العصر الحديث سوى المستثمر الكويتى الخرافى عليه رحمه الله، حيث أقام بها مطار - سوف يسلم للحكومة عام 2030 - ومنتجع سياحى، فهذا المستثمر المغامر عرف قيمة مرسى علم مبكرا، وكان أول من دخل للاستثمار فيها بنظام B.O.T، ومنحته الحكومة وقتها الأرض بحق الانتفاع لثلاثين عاما، فكان بمثابة القاطرة التى سحبت خلفها بقية المستثمرين والذين تركز نشاطهم - حتى الآن - فى النشاط السياحى من خلال إقامة منتجعات وقرى سياحية مميزة تمكنت قبل أحداث يناير من جذب السياحة الثرية من أصحاب الأموال بالخارج.. حيث نشاط السياحى والغوص ومشاهدة الشُعب المرجانية.

وتضم المحافظة البحر الأحمر الآن أكثر من 52 منشأة سياحية ما بين فندق ومنتجع، يعمل منها حوالى 40 منشأة والباقى متوقف عن النشاط بسبب أحداث يناير 2011، والطريف أن الدولة أقامت 4 مناطق صناعية بالمحافظة عام 2008، أحدهما باسم العلائق 1 على مساحة 60 فدان والثانية العلائق2، على مساحة 360 فدان، والثالثة برنيس 1 على مساحة 120 فدان، وبرنيس 2 على مساحة 90 فدان، فضلا عن التخطيط لإنشاء مطار جديد فى برنيس.

ولكن للأسف الشديد كل هذه المناطق معدل التنفيذ فيها لم يزيد عن صفر، أى لا مياه ولا كهرباء ولا مرافق ومازالت تنتظر المستثمرين المصريين والعرب والأجانب!

وختاما وبعد أن تجولت فى مدن تلك المحافظة المظلومة أقول للمستثمرين المصريين: إن البحر الأحمر هى محافظة المستقبل، حيث تحتوى على أماكن بكر لم تستغل بعد سواء فى النشاط السياحى، أو التعدينى، فتلك المحافظة تتميز بانخفاض عدد سكانها (لا يتجاوز عدهم 350 ألف)، ومناخها معتدل طوال العام، فضلا عن توافر موانى التصدير لكافة المنتجات المصنعة أو المستخرجة، واستقبال الأفواج السياحية من جميع أنحاء العالم.

فيا أيها المصريون البحر الأحمر أولى من بعض المدن الأفريقية، فولوا وجوهكم وأموالكم نحوها جزاكم الله خيرا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز