عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أزمة الأخلاق

أزمة الأخلاق

بقلم : محمد هاشم

أعتقد أن الجرح أليم ومدمل، لكن لا مفر من الضغط عليه حتى يخرج ما فيه ويلتئم.



إن المعضلة الحقيقة التي تواجه مجتمعنا هي أزمة أخلاق وللأسف تفاقمت حتى انحدر الذوق العام.

في السبعينيات والثمانينيات كان الفتى عندما يحب فتاة يقدم لها وردة وينظر إليها متبسما في خجل، مشاعر متبادلة بين عاشقين تنتج عن ذوق ومزاج عام عن أشخاص متزنة عقليا ونفسيا.

كان العاشق والمحب يفرغ مشاعره في الاستماع إلى الأغاني ذات الذوق العالي كأم كلثوم وعبد الحليم والأطرش يهيم عشقا بمحبوبته يراها فتاة أحلامه يخشى أن يجرح مشاعرها بكلمة ذوق عالٍ وأناقة في المظهر والملبس والرقي في التعامل واللطف في الكلام والرقة في الأسلوب اختيار دقيق للكلمات بتأنٍ وتريث في التعبيرات حتى في ملامح ولغة وتعابير الوجه.

أما الآن فنجد أغاني حمو بيكا وفرق المدفعجية الأكثر تريند، ولم أكن مخطئا في قولي إذا أحب الشاب فتاة قد يحتجزها أو يتحرش بها أو يغتصبها أو يدبر لها مكيدة شيطانية.. حقيقة انحدر الذوق العام.

تغير مزاج المصريين تألمنا من سلوكيات حديثة علينا لم نألفها من قبل شاهدنا جرائم وفظائع لم نعرفها أعذروني إن قلت انحطت أخلاقنا لم يعد الصغير يحترم الكبير ولم يعد القوى يوقر الضعيف، ضعفت المبادئ.

والمفجع في ذلك أن جرائم مثل القتل تأتي لأتفه الأسباب، تليفون أو حتى عشرة جنيهات أو مشادة كلامية. أسهل طريقة لإنهاء أي خلاف هي القتل.

ولو نظرنا إلى التطرف تجده انبثق من رحم التنشئة والتربية الخاطئة والأخلاق القبيحة. لم يهتم الآباء بالتنشئة السياسية السليمة، تركت الأسرة طفلها ليواجه أمواج التطرف والفكر الهدام، لم تتابعه فيما يقرأ ومن يصاحب وأين يخرج تركت الحبل على الغارب لم تنشئ فيه محبة الوطن فجنت ثمرة التطرف "فلو كان الوالد قدوة للابن ما شطح الفتى إلى قدوة غير أبيه".

الأسرة عليها دور كبير، لا يمكن ترك الابن في الهواء الطلق، وللأمواج العاتية والرقابة ليست الحل بل من خلال التنشئة والحوار والمتابعة والاهتمام وغرس القيم والمبادئ.

وللأزهر والكنيسة والمدرسة دور كبير من خلال التوعية والمتابعة

...وأخيرا وليس آخرا لا تنجبوا الأطفال وتلقوا بهم في الشوارع ليتربوا على أفكار الغير ويتغذوا من موائد فكر الخارج فتصدمون بشباب ليسوا بأبنائكم ولا أبنائهم ترونهم خشبًا مسندةً بعقول متحجرة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز