عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هو ده طارق علام

هو ده طارق علام

بقلم : طارق مرسي

(ليس كل ما يلمع ذهبًا).. لكنه منذ البداية ومن أول طلة أثبت أنه الفتى الذهبى اللامع الذى كان ينتظره عشاق الشاشة الصغيرة بكلام من ذهب وبحضور متوهج ولم يخذل دراويشه أو أولتراس محبيه ولمواسم متتالية، وكان فى مقدوره أن يستمر لأعوام تفوق  السنوات العشر متربعًا على عرش البرامج الهادفة، ولكنه لأنه كائن مبدع اعتنق عقيدة التغيير حتى لا يمله الجمهور الذى كان يرحب بأى ثوب يرتديه.



أتحدث عن الإعلامى الكبير «طارق علام» الذى يذود عن حبه للإعلام واحترام عقول المشاهدين من خلال دور مذيع التوك شو المستنير الذى يكشف دون أن يفضح ويساند دون أن يظهر متقمصًا دور الفتى النبيل الذى يصارع طواحين الهواء بحب وعشق.

«طارق» كائن اليونسكو الذى يمشى على الأرض مقاومًا ببرامجه «الفقر والجهل والمرض» خرج الأسبوع الماضى عن نصه الإعلامى فى برنامجه «هو ده» الذى يشارك فيه هموم الناس وآلامهم على هامش التلويح بملف «الفقر المائى» وباعتبار أن قضية المياه قضيه حياة على الأرض التى تبذل فيها الدولة معركة مصير مع الطرف الإثيوبى واستقوائه بأذرع ليست خفية هدفها الشوشرة على خارطة البناء والتنمية فى مصر وخلق مناخ غير آمن حول حدودها الآمنة بفضل رجال عاهدوا الله على التصدى بشجاعة لكل عدو أثيم.

من فيض السيول الأسبوع الماضى وجد «طارق» مدخلاً لاقتحام ملف سياسى يخص أمن مصر القومى رغم أن طبيعة برنامجه لا تقترب من هذا الخط .. واعتبر السيول هدية إلهية تمنح الأمل للمصريين أن هذا الوطن لن يركع أبدًا أمام تقنيات الخبث الحديثة التى تستخدمها الإدارة الحبشية بالتهديد والوعيد والتلويح بأجراس الحروب، بينما تمارس مصر وقيادتها دورها التاريخى والجغرافى فى قلب القارة السمراء للوصول إلى حلول سلمية تستند فى الأساس على مكانتها واحترام الشرعية والمواثيق الدولية.

فى حلقة تاريخية الأسبوع الماضى من برنامجه «هو ده» الذى يُبث للعام الثالث بثبات على قناة المحور، يقدم درسًا جديدًا فى الإعلام المهنى البنَّاء.. وبأن الأمطار والسيول رسالة إلهية مؤمنًا بفريضة مصر كانت ومازالت هى هبة النيل.. بدأ طارق الحلقة برائعة الشيخ القدير سيد النقشبندى (يارب كرمك علينا.. يارب نصرك معانا) وبأن السيول هدية سماوية طارئة أدت إلى ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة السد لأول مرة منذ خمسين عامًا..وقال «طارق»: فى ليلة دافئة ويوم غير عادى فى بعض الطرق ولكنه هو الخير والكرم من ربنا لمصر فى هذا التوقيت الذى نحتاج فيه كرم الله على المصريين الذين هم «إيد واحدة» وفى نفس توقيت رد وزارة الخارجية المصرية على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى التى بها إشارات وصفتها بأنها غير مقبولة ومقلقة لمصير مفاوضات سد النهضة التى تقودها مصر وتستخدم فيها سياسة النفس السلمى الطويل.. «علام» ناشد المصريين بالتكاتف خلف قياداتها والثقة فيها فى هذا الملف المهم وأن الله سيكون نصيرًا للمصريين بعد الرسالة السماوية بتحول السيول من إثيوبيا والسودان إلى مصر ليصل منسوب السد العالى إلى منسوبه الطبيعى لأول مرة منذ سنوات، مع الدعاء للوطن بالخير الوفير ولو كره المغرضون الذين يخططون لهدم استقراره لأغراض صهيونية رخيصة.

طارق قال أيضًا إن برنامجه اجتماعى، ولكنه خرج عن النص باعتبار القضية وطنية وأن حق المصريين لن يضيع.

بخلاف رسالة «طارق» فى ملف سد النهضة فإنه واصل تصدير طاقات إيجابية فى الحلقة وتقديم صور حية من المشروعات القومية وشبكات الطرق الجديدة التى تمثل نقلة كبيرة ورفع القيود على مصر من بريطانيا وإعادة الرحلات الجوية التى من شأنها حدوث انتعاشة سياحية لمصرنا الحبيبة.. وكلها تصب فى اتجاه تطمين الشعب بأن القادم أفضل بفضل الجهود المخلصة التى تبذلها الدولة لتحقيق الرخاء والرفع عن كاهل المواطن، وكلها رسائل ترسخ دور الإعلام الحقيقى فى تنبيه وتوجيه الرأى العام بهدوء وحب دون صراخ ومزايدة فى هذه الفترة الحساسة ولترويض المغرضين الذين يكيدون كيدًا وغلاً لحساب أعداء الوطن .

«طارق علام» هو أحد الأيقونات البارزة فى الإعلام المصرى ورمز للإعلام التنموى وطوال رحلته الإعلامية التى اقتربت من الـ 30 عاما يظل سفيرًا على الشاشة لأعمال الخير والنوايا الحسنة والأعمال الخيرية ولايزال يواصل العطاء و«العهد» لمشروعه الإعلامى مع سبق الإصرار والترصد، وفى الوقت نفسه لم يتخل عن حلمه السينمائى الذى يسير فى نفس الاتجاه بتحضير عمل سينمائى عالمى غير مسبوق يضرب فى عمق التاريخ العسكرى المصرى الخالد للأجيال القادمة وعلى خطوط الطول والعرض وحتى خطوط الاستواء التى رسمها لنفسه وعلى خلفية عقيدته الإعلامية ومرجعيات «طارق علام» ابن النيل العظيم لترسيخ قيم الحق والخير والجمال.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز