عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الجيل الخامس!

الجيل الخامس!

بقلم : د. إيريني ثابت

فى حديث مع الأصدقاء تطرقنا لكلمة (جيل) وهل تعنى ثلث قرن كما جاء فى معاجم اللغة العربية أم تعنى عشرين عاما.. أم أن الأجيال بمعنى تجانس أبناء الجيل الواحد صارت لا تتعدى 10 سنوات!!



أثارت المناقشة اهتمامنا وذهبت أبحث مع ابنتى الشابة عن تقسيم وتصنيف الأجيال وهالنى ما وجدناه.. اتضح أن الأمريكيين يهتمون اهتماما غير عادى بتصنيف الأجيال.. صحيح أن دوافعهم لذلك هى دوافع اقتصادية مالية تسويقية بحتة، ولكن النتائج التى يصلون لها تصلح للاستخدام فى مجالات اجتماعية ونفسية متعددة يحتاج لها العالم بشدة..

قسم الأمريكيون الأجيال التى تعيش حاليا إلى خمسة أجيال..

• جيل التقليديين أو ما يدعونه جيل الصامتين وهم من ولدوا قبل عام 1945

• وجيل الأطفال العاملون وهم الذين ولدوا فى الأعوام من 1946 إلى 1964

• وجيل يدعونه جيل (X) وهم الذين ولدوا فى الأعوام بين 1965 إلى 1976

• ثم جيل الألفيين – نسبة إلى نهاية وبداية ألفية جديدة – ويدعونه أيضا جيل (Y) وهم مواليد 1977 إلى 1995

• ثم أحدث جيل وهو جيل المئوية أو جيل (Z) أو جيل (iGen) وهم مواليد 1996 إلى الآن.

ويقول موقع (مركز علم حركة الأجيال) أن تصنيف الأجيال يكون تبعا لثلاثة قياسات مهمة: الآباء وطريقة تربيتهم للجيل، والتكنولوجيا المعاصرة للجيل، والاقتصاديات التى تحيط به.. وتكمن أهمية التصنيف فى معرفة السمات المشتركة بين أبناء الجيل الواحد فيما يخص التواصل، والتبضع، ومحفزات الحياة، والاتجاهات التى تحكم الذوق وغيرها من المشتركات البيئية التى تشكل معتقدات وأفكار وقيم وتوقعات ذلك الجيل.. وعند دراسة هذه السمات المشتركة يسهل على السوق مخاطبة الجيل الذى يستهدفه لشراء منتجاته.. وقد يهتم السياسيون بتلك النتائج أيضا لتصور العلاقات الدولية حين يصير أبناء الآى جيل على رأس الدول والمنظمات – وهو أمر ليس ببعيد على الإطلاق.. ولكن الحقيقة أن ما يهمنى شخصيا، هو كيفية تحويل نتائج تلك الدراسات إلى استخدامها فى مجالات التعليم والإعلام والتواصل الإنسانى الشخصى والعام..

من النتائج المهمة جدا للدراسة أن اختلاف جيل الآباء جعل الأبناء مختلفين بدرجة كبيرة.. فجيل الألفيين تربى بآباء ينتمون لجيل الأطفال العاملين.. هذا الجيل من الآباء كان كل همه أن يربى أبناءه بطريقة تختلف عن الطريقة التقليدية الحازمة التى تربى هو بها.. لذا سخروا كل الإمكانيات المتاحة لديهم لتعزيز أبنائهم من جيل الألفيين بكل شيء.. وعلى جميع المستويات نشأ هذا الجيل متخما بالإمكانيات وغير محمل بالمسئوليات وعنده ثقة كبيرة فى إمكانياته بسبب تدليل الآباء له نفسيا وماديا.. وهو جيل متطلب ومعتد بذاته..

أما الجيل الأحدث، أو جيل الآى فون والأى باد والآى جينيريشن – لاحظ آى التى هى أنا بالإنجليزية - فقد تربى بآباء غالبا من جيل إكس.. ولأن جيل إكس قرأ كثيرا عن التربية المدللة من الجيل الذى سبقه لأبنائهم، فقد تعلم أن يضع المسئوليات أمام أبنائه من الجيل الحالى.. وتقول الدراسة أن أبناء جيل زِد أو (iGen) أكثر اعتمادا على أنفسهم وأكثر تحملا للمسئولية وأقدر على التعامل بحكمة مع الأمور المالية..

الجيل إذا ليس عشرين ولا ثلاثين سنة.. فحسب ما يقول المركز الأمريكى المعنى هناك أجيال قدرها 18 عاما، وجيل آخر 11 عاما فقط.. والمسألة ليست مجرد اختلافات فى الزمن، بل هى أيضا اختلافات فى المكان لأن الظروف المكانية تخلق أجيالا مختلفة التصنيف عن تلك التى تنتج فى مكان آخر من العالم بظروف مختلفة..

ونظرت إلى بلادى.. وأبناء بلادى.. ووجدت أننا مقصرون.. ولا نقوم بدراسة أجيالنا وأجيال أبنائنا.. ثم نريد أن نربيهم ونعلمهم ونتواصل معهم ونلومهم ونتهمهم ونجعلهم يتهموننا ويلومون فكرنا ومواقفنا وحالنا.. ونحن وهم لا نفهم شيئا.. ولا ندرس شيئا.. كتبت مرارا وتكرارا أن الجيل الذى يعادل جيل زِد عندنا هو الجيل الذى رأى فى طفولته توابع الانفلات الأمنى والطوارئ والسرقات والبلطجية حملة السيوف فى الشوارع.... إلخ إلخ إلخ.. ونحن نتعامل معهم من واقع ذكرياتنا نحن الأجيال الأقدم عن مصر بلد الأمن والأمان.. هم جيل رأى أن الأبطال عبده موته وآباؤهم كان أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار هم أبطالهم، أو على الأكثر محمود ياسين وعادل إمام..

ولأختم مقالى بما هو إيجابى أقول أن جيل الآى هو جيل عالمى أو لنقل عولمى.. لذا يمكننا الاستفادة مما يقومون به من دراسات على هذا الجيل مع تمصيره على واقعنا وأبنائنا.. ربما نلحق بالركب ونفهم هذا الجيل الخامس قبل فوات الأوان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز