عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مرسى علم.. مدينة المستقبل
بقلم
محمد نجم

مرسى علم.. مدينة المستقبل

بقلم : محمد نجم

لا أعلم من صاحب تعبير «المدن.. كالنساء»، فمنهن من تقع في هواها من أول نظرة، ومنهن من تدير لها ظهرك بعد السلام! وهو ما حدث لي مع مرسى علم، بعد زيارة سريعة لم تستغرق سوى 48 ساعة، وكانت بمناسبة مهمة صحفية لتفقد منجم الذهب بجبل السكري، الذي يبعد عن تلك المدينة الساحرة بـ30 كيلومترا فقط.



لقد وقعت في «هوى» تلك المدينة الهادئة والواعدة سياحيًا، الغنية بالمقومات العديدة.. السكنية والسياحية والاستثمارية.. وهي مدينة بكر أشبه بالقرية، يسكنها عدد قليل من أفراد قبائل العبابدة والبشارية وبعض القناوية العاملين في الفنادق والمنتجعات السياحية بالمدينة.

وأهم ما في تلك المدينة هو طيبة أهلها وجمال الطبيعة المحيطة واعتدال طقسها طوال العام، فضلًا على الرمال البيضاء على شواطئها ومياه البحر الكريستالية المتلألئة، وهي تشبه مدينة مرسى مطروح في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يداهمها العمران الحديث.. ويغزوها طوفان المصطافين من كل حدب وصوب!

أغلب بيوتها على الطراز الريفي، حيث المساحات الواسعة والارتفاعات المنخفضة، باستثناء الشارع التجاري الوحيد في المدينة والذي لا يتجاوز طوله حوالي كيلومترًا ونصف الكيلو فقط! وللأسباب السابقة وغيرها يجمع العاملون في القطاع السياحي أن مرسى علم.. هي مدينة المستقبل السياحي لمصر، بعد أن «تشبع» الناس من شرم الشيخ، وبعد أن «مل» رواد وملاك الساحل الشمالي منه بسبب الزحام وخناقات الشباب وكثرة حوادث السيارات على الطريق إليه ومنه.

فالباحث عن الهدوء.. سوف يجده في مرسى علم، حيث «الخلا واسع» كما يقول أهلنا في الريف، لا زحام ولا سيارات والبحر أمامك والشاطئ تحت أقدامك، فضلًا على انتهاء حركة البشر وغيرهم في تمام الثامنة مساء. وإذا كنت «غاوي سفاري» فحدث ولا حرج.. حياة برية متنوعة، وأودية جبلية ممتعة تصلح للتخييم فيها لعدة أيام، ثم المحميات الطبيعية في وادي الجمال واللولي، ومعبد سرابيس مع إمكانية زيارة تجمعات العبابدة والبشارية وتناول مشروبهم المفضل «الجبنة»، أما إذا كنت من هواة السباحة والغطس فلا يوجد مكان في العالم يحتوي على شعب مرجانية مبهرة مثل شواطئ تلك المدينة، خاصة شاطئ اللولي الذي أطلق عليه البعض «جنة الغواصين»، أو خليج أبو دياب وصمداي حيث يمكنك مشاهدة أكثر من خمسة آلاف دولفين.

وهناك أيضا قرية برنيس الساحرة التي يجرى فيها حاليًا تجديد وتطوير المطار القديم، لتسهيل ووصول السياحة إلى المدينة خاصة الطيران الشارتر، بجانب المطار الأصلي الذي أقامه ناصر الخرافي والذي يعمل منذ عام 2001.

ويمكنك أيضا الذهاب إلى قرية أبو غصون.. لتشاهد السفينة التي قسمتها الشعب المرجانية إلى نصفين.. وأصبحت مكانًا ومستقرًا لفصائل كثيرة من الأسماك والشعب المرجانية.

وإذا كنت تتمتع بقدر من التصوف- مثلي- فلديك قرية ومقام القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي، الذي توفي بجبل حميترة أثناء مروره بتلك المنطقة في رحلة الحج وقام تلميذه المرسي أبو العباس بدفنه فيها، وبنى له الأهالي مقامًا وينظمون له احتفالًا سنويًا يقصده الآلاف من مريديه وأعضاء الطريقة الشاذلية من جميع أنحاء مصر والعالم العربي.

وبالطبع لا يفوتك زيارة منطقة «بير الكنائس» وبها المعبد الفرعوني القديم والمحفور في الجبل، والذي يردد أهل المنطقة أنه كان يستحوذ على ذهب مناجم البحر الأحمر وترسل إلى الفرعون لتصنيعها في صورة «مصوغات ذهبية» ويستشهدون بما وجد في مقبرة فرعون مصر الشهير «توت عنخ آمون».

وأخيرًا.. إذا كنت مستثمرًا.. خاصة في النشاط السياحي والفندقي، فقد مهد لك «الرواد الأوائل» في المدينة هذا الطريق وخاصة ناصر الخرافي وكامل أبو علي وحامد الشيتي، حيث أقاموا العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية بدرجاتها المختلفة وتكفي الإشارة هنا إلى قيام أحد العاملين في صناعة السيراميك بحجز مساحة ضخمة من الأرض وسورها بمجموعة من النخيل.. استعدادًا لنهضة المدينة سياحيًا خلال السنوات القليلة القادمة.

وإذا كنت راغبًا في المغامرة ولديك بعض الخبرة في نشاط التعدين، فالمنطقة بها أكثر من 200 موقع أثبتت الاكتشافات الحديثة احتواءها على الذهب بكميات معقولة، فضلًا على المناطق الأخرى والتي تحتوي على معادن الفضة والنحاس والزبرجد والزمرد.

فيا أيها المصطافون والسائحون والمستثمرون.. ولّوا وجوهكم نحو مرسى علم، حيث المستقبل الواعد لمختلف الأنشطة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز