عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شعور يستحق الاحترام

شعور يستحق الاحترام

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

كثيرون يكرهون مشاعر الشفقة؛ لإحساسهم أنها تنال من كرامتهم، وتُقلل من شأنهم، وتضعهم في مركز مُتدنٍ، ويتناسون أن الشفقة شُعور إنساني، يتعرض له كل إنسان في حياته، فالطبيب يُشفق على المريض، فيسعى بكل ما أُوتي من قوة، لكي يُعالجه ويُداويه، والقاضي يُشفق على المجني عليه، فيُحاول بكل السبل انصافه، والصديق يُشفق على صديقه في محنته، فيجتهد لكي يُخرجه منها، والحبيب يُشفق على حبيبه، فيسعى لإسعاده، وبث الأمل في قلبه، وتعويضه عن كل ما حُرِمَ منه.



فالشفقة، مشاعر نبيلة، تدل على الرحمة والإنسانية، ومُحاولة وضع النفس مكان الآخر؛ لكي يستطيع مُساعدته وإسعاده.

والإنسان الذي يرفض شفقة الآخرين، هو في الواقع يرفض إحساسهم به، ومُحاولتهم مُساعدته، فالشفقة لا تعني أننا ننظر للآخر بنظرة دُونية، فهذا الشعور لا ينال من الكرامة، بل على العكس، فمن يتجاهل مشاعرنا، ويُهمل أحاسيسنا، هو الذي ينال من كرامتنا.

وفي رأيي، أن من يُفكر بهذا الأسلوب، هو في الواقع من تأخذه العزة بالإثم، ويظن أنه باستنكاره لمشاعر الآخرين حياله، يُحافظ على كبريائه، ويصُون كرامته.

والحقيقة، أن السبب في هذا الفكر الذي يُسيطر على غالبية البشر، هو عدم تفهمنا لمعنى كلمة "الشفقة"، واعتقادنا أنها نوع من أنواع تسول الإحساس، وهذا على نقيض معناها الحقيقي، الذي يعني الإنسانية، والشعور بالآخر، وهذا إحساس لا غُبار عليه، ولا ينال من الإنسان، أو يُقلل من شأنه، بل إنه يدعم الحب والتراحم بين الناس، والإحساس المتبادل بينهما.

وعليه، فالشفقة شُعور يستحق الاحترام.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز