عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"العربية" تندب حظها

"العربية" تندب حظها

بقلم : محمد هاشم

الممسك بزمامها فارس لا ينازله أحد في الميدان، بحورها واسعة ليس لها حدود، غنية بألفاظها ومعانيها وقوافيها، ولم تكن أبدا فقيرة أو عقيمة، هي لغة السلاطين والملوك، وهي لغة أهل الجنة ولغة القرآن الكريم. ليت شعري كيف أننا عرب ولا نجيد العربية؟



في الحقيقة ضعف تعلمنا للغة العربية واتجهنا إلى تعلم اللغات الغربية والمباهاة باللغات الأخرى، ولا عيب في ذلك، لكن العيب كل العيب أن نهجر لغتنا الأم التي تعبر عن هويتنا وثقافتنا ونتجه إلى اللهجات العامية والتي تقتل بسمها البطيء لغتنا العربية وتضعف ثقافتنا وطريقة التواصل بيننا كعرب.

فعند مشاهدتي الأفلام والمسلسلات العربية لأشقائنا العرب لا أفهم الكثير من الجمل والكلمات والتعبيرات واللهجات، فإما أن أضغط على نفسي لأحاول أن ألتقط بعض الكلمات، وأفهم السياق بشق الأنفس، أو أن أريح نفسي وأنتقل إلى محطة أخرى.

والعامية عاجزة عن التواصل بيننا كعرب، فعامية الشوام تختلف عن عامية اليمنيين، وعامية صعيد مصر تختلف عن عامية الليبيين والسعوديين، فمثلا عندما ينادون على شخص في صعيد مصر يقولون "عيط عليه"، وفي ليبيا يقولون "ازهم عليه" وفي السعودية يقولون "ضبح عليه".

فأطر التواصل أعتقد أنها ستضعف مع الوقت، إضافة إلى عدم القدرة على التعبير عن الموروث الثقافي.

ولو نظرنا إلى الأعمال السينمائية التي تجسد ثورة الجزائر فلم يخرج إلى النور عمل سينمائي قوي، بحسب النقاد، بسبب اللهجات التي لم يفهما كثير من الجمهور العربي والغربي فالأعمال لا هي غربية ولا شرقية، أي ليست باللغة العربية وليست باللغة الفرنسية.

ولم أكن مخطئا حين أقول إن كثيرًا ممن نسميهم مثقفينا للأسف الشديد لا يستطيعون التفرقة بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة واعذروني في قولي "أمية المتعلمين أصبحت ظاهرة لا بد من تناولها" وشاهدت بأم عيني خريجي لغة عربية ودار علوم لا يجيدون النحو والصرف.

لو تركنا اللغة العربية يا أصدقائي ستموت وبالفعل حانت وفاتها، فلا تتركوها ليقتلها الزمن، ولا تسخروا من ناطقيها فتضيع هويتكم، ولقد نادتنا العربية تستنجد بأبنائها وقالت:

فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني  ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي

فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني  أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي

رحم الله حافظ إبراهيم ورحم الله اللغة العربية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز