عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
إلى إدارة الشئون المعنوية.. شكرًا

إلى إدارة الشئون المعنوية.. شكرًا

بقلم : محمد جمال الدين

عندما يقول اللواء محيى نوح صاحب واقعة السنترال فى فيلم الممر، وأحد أبطال المجموعة 39 قتال: إنه لم ير حتى الآن فيلمًا يجسد بطولات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة ومن قبلها حرب الاستنزاف، فإن الرجل معه جل الحق، بعد أن ضنت السينما المصرية بمنتجيها وممثليها وكُتَّابها، على بطولات رجال جيشنا فى هذه الحرب (وهى بالمناسبة كثيرة)، التى اعترف بها العدو قبل الصديق، فى تجسيد بطولات أبناء مصر فى هذه الحرب من خلال شاشات السينما، اللهم فيلمان لا ثالث لهما (حسب رأى اللواء محيى) الطريق إلى إيلات ومؤخرًا الممر.



فمؤكد أن هناك سببًا يعرفه أهل السينما، ولحين معرفة هذا السبب لجأت مؤخرا وعن طيب خاطر لمشاهدة الأفلام التى تعدها إدارة الشئون المعنوية فى القوات المسلحة،(وهى بالمناسبة إحدى إدارات وزارة الدفاع المصرية، وتعد مصدر النشرات والمجلات العسكرية التى توزع على العسكريين المصريين، وتعتبر الواجهة الإعلامية للقوات المسلحة والتى يصدر عنها أى خبر رسمى يتعلق بها)، حيث وجدت فيها ضالتى، فمن خلال هذه الأفلام عرفت أبطال ورموز العسكرية المصرية الخالدة الشهداء منهم والأحياء، تاريخ ميلادهم وأماكن ولادتهم وتعليمهم، وكذلك تاريخ استشهادهم، وكم سعدت عندما رأيت صورة لعم زوجتى العقيد (حسين رضوان) قائد اللواء 116 مشاه ميكانيكى، الذى استُشهد يوم 16 أكتوبر، وزادت سعادتى عندما رأيت بناتى وهن يشاهدن صورته ويدعين له، رغم أنهن لم يرينه أو يسمعن عنه وعن بطولاته هو وباقى أبطال حرب 73، مثلهن فى ذلك مثل باقى أبناء جيلهن الذين قصرنا جميعا فى حقهم بعدم إعلامهم ببطولات من سبقوهم من الآباء والأجداد، ولولا هذا الفيلم الذى قدمته للتاريخ إدارة الشئون المعنوية وغيره من الأفلام، ما عرفت شيئًا عن الرجال الذين صنعوا النصر فى حرب أكتوبر، وما عرفنا أسطورة الصاعقة المصرية البطل الشهيد (إبراهيم الرفاعى)، مؤسس المجموعة 39 قتال والتى صارت بعد النكسة هدفًا لأغلب رجال القوات المسلحة، نظرًا لما تقوم به من بطولات خلف قوات العدو ونجاحها فى أسر الملازم (دانى شمعون) بطل الجيش الإسرائيلى فى المصارعة، وارتفع اسمها إلى العنان أثناء عملياتها فى حرب أكتوبر، حيث تخصصت مجموعته فى العمل خلف خطوط العدو مكبدة إياه خسائر فادحة، ما أذهل المخابرات الإسرائيلية من دقة وقوة الضربات وسرعتها، كما شاركت مجموعة الرفاعى فى تحويل الثغرة إلى جحيم، ما جعل شارون يدعى الإصابة هاربًا تاركًا قواته خلفه، خاصة بعد أن دمرت المجموعة المعبر الذى زحفت منه القوات الإسرائيلية، حتى استُشهد البطل الرفاعى فى يوم 19 أكتوبر، وما عرفت شيئا عن بطولة المقدم إبراهيم عبدالتواب وباقى أفراد قوته فى (ملحمة كبريت) سوى من خلال الفيلم الوثائقى الذى يخلد اسمه وبطولته وبطولة رجاله الذى تم حصارهم لأكثر من 134 يومًا، بخلاف منع الإمدادات عنهم، ومع هذا تغلبوا على جل المعوقات التى كانت تقابلهم، حتى نقص مياه الشرب تغلبوا عليه بتحلية مياه البحيرات المرة، ولكنهم لم يستسلموا رغم الهجمات المستمرة عليهم ليل نهار، ولم تلن عزيمة الرجال حين استُشهد البطل إبراهيم عبدالتواب، آخر شهيد مصرى فى حرب أكتوبر (14 يناير1974)، وظلوا يقاومون القصف اليومى المستمر والحصار، حتى تم تسليم الموقع لقوات الجيش الثالث، يرفرف عليه علم مصر خفاقًا تباركه روح الشهيد عبدالتواب وأرواح أكثر من 150 بطلًا مصريًا روت دماؤهم الزكية أرض مصر الطيبة، ملحمة تستحق فيلمًا سينمائيًا طويلًا، يكشف للأجيال الشابة بطولات صنعها رجال لا يهابون الموت، مفضلين نيل الشهادة والتضحية بأنفسهم ليهبوا لنا الحياة..

الدور المهم الذى تقوم به إدارة الشئون المعنوية للتعريف ببطولات أبناء الجيش المصرى لم يتوقف عند حرب أكتوبر فقط، حيث قدمت الإدارة أفلامًا أخرى تذكر فيها أبناء الجيل الحالى من رجال القوات المسلحة، وبطولاتهم فى أرض سيناء الغالية فى حربهم ضد قوى الإرهاب الأسود الذى ابتليت به مصر، من عينة أفلام (نداء الواجب والوصية وحرب وجود وأفلام سير ذاتية مثل فيلم البطل الشهيد أحمد المنسى وفيلم أسد مداهمات سيناء عن الشهيد محمد سمير إدريس وفيلم البطل الشهيد رامى حسنين، وغيرها من الأفلام التى تجسد التضحية والفداء التى تتوالى على مر العصور والسنوات، وهو الدور الذى نتمنى أن نراه دائما على شاشات الفضائيات وليس فى المناسبات القومية فقط، كى نذكر أنفسنا وأبناء الجيل الحالى والأجيال القادمة بتاريخ أبطالنا العظام، لحين إنتاج أفلام طويلة على شاشات السينما.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز