عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر الحلوة
بقلم
---------------

مصر الحلوة

بقلم : د. ايمان الجمال

 بلاد الذهب وحكاية معبد كوم امبو  



 

في الطريق من أسوان إلى مدينة كوم أمبو نتجه نحو الشمال.. تحركت فى الصباح المبكر تخوفا من حرارة الشمس .. الطريق من اسوان مروراً بقرية أبو الريش لم أتخيل مدى الجمال الكائن بالمكان.. المنازل تتحدث مع الجبل فى حوار لا يمكن أن تتخيله أفكار أى شاعر.. وعلى الجانب الآخر النخيل ومن وراءه يحدثك النيل بسحره وغربة الذى يمتلك الكثير والكثير من الكنوز.

 الطريق أشبه بلوحه فنية منازل مبنية بفكر يعتقده البعض أنه بسيط إلا أنه أعمق ما يكون فى الفكر البيوت تتعاقب فوق بعضها سامحة للمارة بالعبور بسهوله الفكر فى احتضان الجبل وبساطة الأطفال وضحكتهم باللعب .. أسوان ... بلاد الذهب.. هكذا دونتها الفنانة تحية حليم فى لوحاتها.. وخلدها الأخوان سيف وأدهم وانلى .. وتنغم بها رمسيس يونان من وحى الجبل فأبدع فنانو مصر لوحات تتحدث بنبض الروح والأصالة.

 كعادتى مسرعة فى السؤال إحنا فين اسم البلد أيه.. ممرت بالجعافرة واعلم تمام العلم ما لهم من اصالة وقوة ... وكنت مستمتعة بمجرد المرور بالمكان ثم بلدة تدعى دراو واعلم أن أهل اسوان يعلمونها جيداً ولكن أهل نحن سكان بحرى  الكثير منا لا يعلم شئ عن أسماء بلدان عظيمة خلدها التاريخ ... قربت على بلدة الشطب .. هنا وصلت إلى الطريق المؤدى للمعبد ... حرصت على تسجيل الأحداث بالصور والكتابة ولكن انبهارى بالمكان جعلنى أغرق فى التأمل.. أسوار عالية جداً .. أعمدة تحدثك فيها كيلوباترا وحتشبسوت ... جدارية تمثل الأدوات الجراحية ... طيور مجنحة وأقراص الشمس تملأ المكان ... الأصل حاتحور وحورس وسوبك .. هنا تقدم القرابين بالتساوى بين حورس الطيب وسوبك الشرير... نرجع لفكرة الأصل فى أوزوريس الطيب وأخوه ست الشرير ... مصر منبع الفكر دخلت إلى المعبد حظيت بابتسامة الجنوب وسعادة بمرورى بمكان قدسه القدماء.. غرباً أرى النيل فى منظر أن استوعبه سيزان ومونية لوقفا  أمام الجمال وابداعا أجمل اللوحات العالمية. دعونى احدثكم عن بلدة كوم أمبو والمعبد... 

 تميز سهل كوم أمبو القديم بصناعة الادوات والشظايا وسميت بالسبيله نسبة إلى قرية سبيل واستمر اهل كوم أمبو بهذه الصناعة .

 يرجع أسم كوم أمبو ألى كلمة الذهبية فكانت-  نبو0 نبية - انبو – أمبو، يقع المعبد على الضفة الشرقية للنيل ، ولموقع كوم أمبو مميزات استراتيجية نتيجة الانحناءات التى صنعها النيل، ووجود مساحات زراعية كبيرة تؤدى الى طريق الصحراء الشرقية منجم ذهب بالعصر القديم يسمى نبى ويعنى الذهب.

 بلغ المعبد ذروته فى عصر البطالمة بالرغم من ما كان له فى عهد الاسرة الثامنة عشرة فترة حكم حتشبسوت وتحتمس الثالث واضاف رمسيس الثانى بعض الإضافات بالمعبد. 

كانت امبوص عاصمة للإقليم فكلمة كوم أمبو هى اسم محلى وتم البدء فى بناء المعبد الضخم المزدوج وأوجد البطالمة الحاميات العسكرية المستديمة فى البلدة  .

يرجع للبناء المذدوج للمعبد اسطورة ما بين حورس وسوبك حيث تزعم سوبك النزعة الشريرة ، وتحكى القصة طرد سوبك لحورس الطيب  من البلدة الى المنفى وتبعه الأهالى ولما وجد سوبك نفسه وحيداً ، أستدعى الأموات ليساعدوه فى الزراعة فبذروا الأموال بدلاَ من الحبوب ، حتى أصبحت الأرض صحراء ، تخوف الأهالى قديماً فى منطقة كو أمبو من التمساح فقاموا بتكريمه فى المعبد والجدير بالذكر ان اسم المعبد قديما فى الأسرة الثامنة عشر كان بر سوبك أى منزل سوبك ورافق سوبك فى المعبد كل من حاتحور وخنسو بينما رافق حورس الأخت الطيبة تاسنت نفرت وهى صيغة ل حاتحور.

والزائر للمعبد يلاحظ أنه مقسم إلى نصفين بالتساوى من فناء وبهو أعمدة خارجى وداخلى وثلاث دهاليز  .

على الزاوية الجنوبية الشرقية للمعبد يوجد السلم الذى يؤدى الى السد النهرى والذى يوصل الى  برج بطليموس نيوس ديو نيزوس.

والفناء الخاص بالمعبد يتميز بالطابع الرومانى وبهو الاعمدة الخارجى يتميز بجماله حتى الان وينفصل عن الفناء بستائر حائطية متوجه بصف من الحيات تحمل قرص الشمس ويتميز المعبد بنقوش الحوائط ذات الرسوم البارزة بينما النقوش فى الاعمدة غائرة.

ولكن المعبد ظل باقى بمعماره الرائع على مر الزمان، ولكن موقع المعبد فى ظل مواجهة الرمال وخطر جرف النيل، ولكن مصلحة الآثار قامت بعمل سد حجرى ليحد من جرف النيل ، على الرغم من توقع مارييت من ابتلاع  نهر النيل للمعبد على مر الزمان إلى انه شامخ ومستمر مع الزمن. 

 يستكمل مع حكاية نقش من معبد كوم أمبو .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز