عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صاحب الخلق العظيم

صاحب الخلق العظيم

بقلم : محسن عبدالستار

اختار الله عز وجل نبينا محمدًا، صلى الله عليه وسلم، لحمل رسالته الأخيرة إلى بني البشر.. وفي سيرته عليه السلام مواقف لا تعد ولا تحصى من الخير، فقد كان جوادًا وكريمًا ومعطاءً، وهو خير من حمل الرسالة وبلغ الأمانة، يتصف بأحسن الأخلاق وأعظمها شأنًا، وكان يعطف على الصغار ويصل الأرحام ولم يكذب في حياته قط.. يعطف على اليتيم ويعطيه حقه، ويحترم الجار، ويرد الحقوق إلى أصحابها، ولا تأخذه في الحق لومة لائم.



إنه النبي، الأمي، الكريم، والرحمة المهداة، الذي أرسله الله- سبحانه وتعالى- رحمة للعالمين، كان نعمة عظيمة من الله عز وجل، أخرج الناس من الظلمات إلى النور، أرسل بحقيقة غير قابلة للتأويل، كان رجلًا يعامل الناس كلها بلطف وكرم ومحبة، لا يتكبر ولا يعتدي على أحد، لم يرفع يده يومًا ليضرب بها أبدًا، عبدًا، زوجة، طفلًا صغيرًا، مهما تجاوز أحد في حقه، تجده رحيمًا، يعفو عمن ظلمه، ويعامله بلين ولطف.. إنه النبي.

كان رحمة للناس كافة، وأفضل قدوة لأتباعه، كان خاتم الأنبياء.. أرسل للبشرية والجن جميعًا، استطاع التغلب على جميع الأنظمة، وكان ذا خلق عظيم.. (كان خلقه القرآن).

نشأ بين أقوام يشربون الخمر، ويلعبون الميسر، ويسيئون معاملة العبيد والخدم.. لكنه لم يفعل مثل أقرانه، لم يسجد يومًا لصنم، أو يشرب الخمر.. ولم يقترب من الزنى.. فلم ينظر في حياته لأي امرأة نظرة شهوانية.. إنها أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.. سماحته، رحمته، صبره، استقامته، كان يطعم الفقير، ويعود المريض.

كان يرسل جيشه، للفتوحات الإسلامية، ويتصرف كرجل سياسة من طراز رفيع، يتصف بالحكمة، وكان يخيط ملابسه، وينظف بيته بنفسه.. يتسوق لشراء الطعام، كان يفعل كل الأشياء اليومية، التي نفعلها جميعًا، ثم في الليل يقف بين يدي ربه يصلي، يدعو، يناجي، يتوسل، يطلب من الله أن يعفو عن أمته، وأن يهدي الناس جميعًا للإيمان.. وفي النهار، يقاتل في المعارك، ويرسل الجيوش، يعطي الأحكام الشرعية، ويفسر القرآن، ويقوّم سلوك الإنسان.

كيف لرجل مثل النبي، يفعل كل ذلك، ثم يقف في الصلاة كل ليلة بين يدي الرحيم الغفور، يسأله العفو والمغفرة، حتى تتورم قدماه؟!

إنه النبي.. صاحب الرسالة، الذي كان يعيش في هذه الدنيا، ولكنه يفكر في الآخرة.. والسؤال الآن هل عرفتم أو سمعتم أو قرأتم عن رجل مثله؟!

إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين.

ويقول لنا الله في كتابه الكريم: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".

إنه النبي.. الذي اعترف بعظمته وحكمته القاصي والداني، حتى من لم يؤمن بنبوته اعترف بفضله وأمانته وكرمه، فكانوا لعظم أمانته وصدقه يلقبونه بالصادق الأمين.

إنه القدوة والنموذج الذي لا يمكن أن يتغير أو يتبدل؛ لأنه المعصوم عن الخطأ والمنزه من العيوب.. سبحان من جعل الصلاة على نبيه بابًا من أبواب الخير وسببًا في نيل الشفاعة، وورود حوضه ارتواء من الظمأ، فكرامات حب الرسول العظيم ليس لها حد، والصلاة عليه غنيمة لا يدركها إلا من كان ذا حظ عظيم، والسير على نهجه مفتاح دخول الجنة.. سلام عليه في يوم مولده.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز