عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"تحيا مصر" في "سينما مصر"

"تحيا مصر" في "سينما مصر"

بقلم : طارق مرسي

فى كتالوج أنيق لمشروع تخرج الدفعة الثانية تمثيل «سينما مصر» كتب المخرج د.خالد جلال إهداء قال فيه: «إلى من منحونا فنهم.. فمنحناهم قلوبنا».



وعلى ما أقول شهيد بعد أن شاهدت العرض: أكتب إلى من منحونا (بالأمس) فنهم ومن منحونا إبداعهم (اليوم).. شكرا على الباقة الواعدة من الوجوه وامتياز مع مرتبة الشرف والنجومية لـ 67 كوكبا جديدا فى مركز الإبداع والجمهور كان بهم مبهورًا بصدق وروعة الأداء وعمق التقمص لرؤية مسرحية مبدعة رسمت لوحات مسرحية مدهشة من أفلام سينمائية تستعرض تاريخ مصر العظيم والتحولات الكبرى التى مرت بها بكبرياء صامدة شامخة رغم «غباوة» الأطماع الخارجية وقسوة الظروف الداخلية فمصر - كما يقول العرض - تمرض وتتوه هويتها وتفقد ذاكرتها ولكنها لم ولن تموت.

المخرج الكبير خالد جلال فى عرض «سينما مصر» إستلهم تاريخ مصر من خلال شريط سينمائى مزجه فى لوحات مسرحية.. إنه استفتاء جديد لقائمة أفضل 100 فيلم ترك أثرا واضحا فى تاريخ السينما. هذا الاستفتاء ربما يصحح بذكاء تجاهل ما استقر عليه كبار النقاد منذ 19 عاما.

«جلال» بحرفية شديدة وإحساس عال اختار 42 فيلما ليلخص بها أحداث ووقائع تاريخية ويؤكد من خلالها رسالة العرض بوجود خيط أساسى وهو فيلم «الليلة الأخيرة» للعملاقين فاتن حمامة ومحمود مرسى والصراع بين الخير «نادية» والشر «شاكر».. فمصر فى «سينما مصر» هى (نادية) التى تفقد الذاكرة وتقاوم بإيمان وقوة مؤامرات «شاكر» لتكون فاقدة للذاكرة وفى صراع مستمر طوال عصور متتالية.. «نادية» هى الخط الأساسى والأفلام التى وضعها «خالد جلال» تكتب التاريخ من الحروب الصليبية وحتى عبور أكتوبر العظيم والعبور الثانى بعد ثورة 30 يونيو ويقطع ما بين كل فيلم صراع جدلى بين شاكر ونادية وبتنوع مدهش مثل: «تعرفى يا نادية كام واحد حبك واتغير وكبر وبقى مستحيل هزيمته بسببك.. لو فضلتى جميلة وعايشة يبقى لازم أنا أموت.. لازم تموتى عشان أفضل أنا عايش، لازم تبقى من غير ملامح، مجنونة، نايمة، سكرانة، عجوزة شريرة، تافهة».. أنت نفسك طالبة الموت والمرة دى هتكون الأخيرة.. بينما ترد «نادية»: أنا زى الشمس لابموت ولا انطفى،أنا عارفة أنا مين عارفة اسمى وأرضى وولادى وتاريخ ميلادى.. مش هتقدر تنسينى عشان أنا عارفة أنا مين»..

هذا الديالوج بين شاكر الذى يرمز (للصهيونية) و«نادية» (مصر) تتخلله أفلام من: الناصر صلاح الدين والمومياء لقصر الشوق وبداية ونهاية ومن القاهرة 30 وزقاق المدق إلى شىء من الخوف ومن معبودة الجماهير وأرض النفاق وغزل البنات إلى إسكندرية ليه وشفيقة ومتولى وأغنية على الممر والمصير وأيام السادات.. بينما يستهل جلال هذا الشريط المدمج بالأغنية الجماعية «حلاوة شمسنا» التى ترسم خريطة مصر المكان والمكانة.

ورغم كثافة الأفلام التى يستعرضها «جلال» وتلخص الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لمصر لا يسمح لك بأن تشعر بالملل أو تنظر يمينك ويسارك وخلفك لاحتفاظه بإيقاع سريع يتخلله أغنيات بعض الأفلام الشهيرة اختيرت بذكاء شديد.

المخرج خالد جلال صاحب الرؤية لم يكتف بتقديم مواهب تمثيلية هائلة دربها على حسن الأداء والانضباط بل قدم لنا أصواتًا غنائية ستقول كلمتها آجلا أم عاجلا وفى هذا الإطار تبرز موهبة «أحمد الحسينى» الذى قدم شخصية حليم فى معبودة الجماهير وهو عندليب أسمر فعلا، ومعه «منار الشاذلى» التى هى فضلا عن تقمصها الرائع فإنها تمتلك صوتا واعدا وجامحا ومعهما «حبيبة» و«فرح» وأميرة، ولإيمان «جلال» بهذه المواهب ترك لها مساحة أداء الأغنيات الشهيرة بالأسلوب الغنائى (أكابيلا) بدون استخدام آلات موسيقية لتمرح موهبتهم الغنائية على المسرح.

أما مفاجأة العرض فهى «غادة طلعت» وأثبتت أنها صاحبة قدرات تمثيلية هائلة مع براعة فى التنوع والتقمص والصدق.

وعلى غرار «غادة» كشف العرض عن مواهب كبيرة مثل مريم الجندى وبسنت صيام وريهام محيى وأحمد سعد ودلال الخميسى وإيمان الشريف وإيمان غنيم (اذكروا هذه الأسماء) وغيرهم ولهم عندى حق الرد.

«ستوديو جلال الجديد» أو «ستوديو المواهب» لا يوثق فقط تاريخ مصر باقتدار بل يرفع شعار «تحيا مصر» ويطلق جيلا كاملا فى تحفة مسرحية تاريخية ويؤكد أن مستقبل القوى الناعمة ليس فى خطر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز