عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رجب أحمق إردوغان!

رجب أحمق إردوغان!

بقلم : هاني عبدالله

هل تلتقط أذان "يكتاتور أنقرة" أجراس النهاية؟!



 

 

السجن و السجان

«قبل عقدين من الزمن.. وقف رجل أمام تجمع كبير فى إسطنبول؛ ليقرأ بضعة أسطر من الشعر. وبعد فترة وجيزة، أُلقى القبض عليه؛ لتحريضه على الكراهية الدينية.. واليوم، يقبع الرجل نفسه على رأس حكومة تسجن الشعراء والكتاب والصحفيين على نطاق واسع».

(كانت تلك هى المُقدمة، التى بدأت بها الكاتبة «جوانا هونج» مقالها بـ«نيوزويك»، قبل عام.. تحت عنوان: «تركيا الإردوغانية».. أكبر سجن فى العالم للصحفيين).. ووقتها.. كانت المعلومات «الموثقة» تقول إن ثلث الصحفيين المسجونين حول العالم، بالسجون التركية (!)

 

الإرهاب ضد الكلمة

بامتداد العام التالى.. تزايدت الانتهاكات الإردوغانية ضد حرية الرأى والتعبير.. وامتلأت سجون «رجب طيب إردوغان» أكثر بسجناء الصحافة.. وهو ما دفع أخيرًا «منظمة العفو الدولية» إلى أن تُعيد- قبل أشهر- استخدام التوصيف ذاته، الذى استخدمته «جوانا هونج» لتوصيف حالة العداء الإردوغانى السافر للصحافة، وأنَّ تركيا أصبحت أكبر سجن فى العالم للصحفيين (Turkey: The world's largest prison for journalists).

 

إردوغان بعين القطريين

فى سياق غير بعيد.. تصدَّر، خلال الأيام الماضية، هاشتاج (#إردوغان_يهين_القطريين) قائمة الأكثر تداولا داخل العاصمة القطرية (الدوحة)؛ فى أعقاب الهجوم الذى شنته صحيفة «ديلى صباح» (الموالية للحكومة التركية) على قناة الجزيرة (الإنجليزية)، بعد أن استخدم بعض صحفييها توصيف «الغزو التركى» (Turkey Invasion) للحديث عن العمليات العسكرية التركية بالشمال السورى.. وهو التوصيف الذى تستخدمه وسائل الإعلام الدولية جميعًا (باستثناء الإعلام القطرى الناطق بالعربية).

لا يعنينا هنا رضوخ قطر (إذ رضخت بالفعل للضغط التركى).. لكن الطريف فى الأمر هو أن الصحيفة التركية (ديلى صباح)، طالبت فى معرض هجومها على القناة الناطقة بالإنجليزية (رُغم الانبطاح القطرى)، بأنه يتعين على «الدوحة»- حتى لا تصبح العلاقات بين الدولتين على المحك- أن تتعامل مع الصحفيين بالطريقة نفسها التى تتعامل بها تركيا مع الصحفيين المنتقدين للنظام (!)؛ إذ يسعى هؤلاء- وفقًا للصحيفة- إلى تسميم التحالف (التركى/ القطرى) بسُحب الصحافة المستقلة (!)

أى أن الأمر ببساطة.. هو أن تركيا (الإردوغانية) تسعى إلى أن تكون نموذجًا فى آليات التعامل (القمعى) مع الصحافة، يُمكن تصديره للآخرين.. أى «دولة رائدة» فى تكميم الأفواه (!)

 

سياسات البلطجة

لم تكن، بدورها، سياسات القمع الإردوغانية، هى النموذج الوحيد للبلطجة التركية (فى ظل حكومتها الحالية).. فعلى المستوى الإقليمى والدولى، كان أن شهدت بلدان عديدة- بامتداد السنوات الماضية- نماذج مشابهة من تلك البلطجة.. ربما كان آخرها ما حدث بشمال الجمهورية العربية السورية.. لكن- يقينًا- لا تزال تلك السياسات ممتدة ولم تنقطع.. حتى مع جيران تركيا نفسها.

 

قرصنة المتوسط

لعل الأوضاع فى شرق المتوسط، هى إحدى النقاط المحورية التى ترسم ملامح البلطجة فى السياسة التركية.. إذ يشير بعض التقديرات الدولية (الأخيرة) إلى تعاظم المواجهة بين تركيا ودولة مُسلِمة مثل «قبرص» (التواجد التركى يحتل نصف الجزيرة الشمالى) بعد اكتشاف رواسب الغاز الطبيعى قبالة شواطئ قبرص.. إذ تعترض تركيا على تراخيص التنقيب التى منحتها السلطات القبرصية (اليونانية) فى نيقوسيا لشركات الطاقة الدولية فى هذه المناطق.. وبدلاً من ذلك (وفقًا للتقديرات الدولية ذاتها) تدعم «حكومة أنقرة» (الإردوغانية) جهود التنقيب، التى قامت بها الجمهورية التركية لشمال قبرص (غير المعترف بها دوليًّا)؛ إذ تعمل الأخيرة مع «أنقرة» للتنقيب فى  المياه الجنوبية (بالمخالفة للقانون الدولى).. ويطمع إردوغان من وراء تلك (اللصوصية) إلى تجاوز فاتورة الاستيراد السنوى التركى للطاقة (نحو 30 مليار دولار)، مما يجعله أكثر تلهفًا؛ للتنقيب عن فرص الغاز فى جميع أنحاء قبرص.

 

نهايات قريبة

باستثناء «الدويلة القطرية» (التابعة للسياسات الإردوغانية)، لم يعد لتركيا حلفاء بمنطقة الشرق الأوسط.. ومن المرجح (وفقًا للمراقبين الدوليين) أن تواصل «أنقرة» تحركاتها المعادية (والمغتصبة للحقوق، أيضًا).. خصوصًا بمنطقة شرق المتوسط؛ إذ ستواصل تكتيكاتها الاستفزازية (تجاه قبرص خاصة).. وهو أمر مرشح- بدوره- للتصاعد فى ظل سياسات النظام التركى الحالى.

.. لكن، بالتوازى مع هذا الأمر.. لا يُمكن أن تستمر تلك السياسات إلى ما لا نهاية.. وجزمًا ستوشك أن تفرض ساعات الحسم (على المستوى الدولى) نفسها على تلك الممارسات (غير المسئولة).. وجزمًا، فإنَّ الأيام تحمل بين طياتها الكثير (!)

 

زيادة على المحك

من المفترض أن هناك زيارة (مُحددة سلفًا) للرئيس التركى «رجب طيب إردوغان» لواشنطن، يوم الأربعاء المُقبل (13 نوفمبر).. اللقاء (إن حدث) سيكون هو الأول بعد أن وصفه الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» بالأحمق فى مخاطبة رسمية (للتذكير).

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز