عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أسرار معركة جنيف!

أسرار معركة جنيف!

بقلم : هاني عبدالله

تناقضات "التقارير الدولية" تكشف حقيقة "التوظيف السياسي" لملف حقوق الإنسان



 

1 – تشابكات ممتدة

بامتداد سنوات عديدة.. كانت قائمة شركاء ما يُعرف بـ«مركز القاهرة لحقوق الإنسان»، الذى أسَّسَه «بهى الدين حسن»، متنوعة؛ إذْ ضمت تلك القائمة من بين مَن ضمتهم منظمة «المادة 19» (Article 19).. ومن ضاحية «كليركينول» (Clerkenwell) بوسط العاصمة البريطانية (لندن)، حيث يمارس- أيضًا- بهى الدين حسن نشاطه المُعادى للدولة المصرية (والمؤيد لتنظيم الإخوان الإرهابى)، كانت، ولاتزال، تمارس المنظمة نشاطها.

فى نهاية العام 2004م حتى العام 2013م، تولت «أنييس كالامار» (Agnès Callamard) منصب المدير التنفيذى لمنظمة «المادة 19»، قبل أن تَشغل موقع المُقرِّرة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء (الإعدام التعسفى) بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. وخلال هذه الفترة كان «مركز القاهرة» هو أحد الروافد الأساسية التى تستقى من خلالها «السيدة كالامار» معلوماتها عن حقوق الإنسان فى مصر.. وهى علاقة لا تزال ممتدة، إلى اللحظة.

 

2 – Spacetoon في تقرير أممي

«أنييس كالامار» (فرنسية الأصل/ أمريكية الهوَى)، هى التى زعمت فى تقريرها المُقدَّم للأمم المتحدة أن هناك «أدلة موثوقة» على أن ظروف السجن غير المناسبة التى احتُجز فيها «محمد مرسى» قد أدت لوفاته(!).. وأنَّ «مرسى» احتُجز فى ظروف صعبة.. وأنه (أى مرسى) وُضع فى الحبس الانفرادى (بسجن طرة) لمدة 23 ساعة كل يوم(!).. وبينما كان يقضى عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة الإرهاب والتجسُّس والهروب من السجن، «لم يُسمح له برؤية السجناء الآخرين، حتى خلال الساعة «الواحدة» المسموح بها(!).

وذهب بها خيالها أكثر، فقالت: «لقد أُجبر على النوم على أرضية خرسانية مع غطاء أو بطانية للحماية. ولم يُسمح له بالوصول إلى الكُتب أو المجلات أو الراديو».. وأنه تم «حرمانه من الرعاية المستمرة لمرض السكرى وارتفاع ضغط الدم» أثناء احتجازه(!).. وأنه «فقد تدريجيَا الرؤية بعينه اليسرى»(!).. و«عانى من تسوس الأسنان والتهابات اللثة»(!).

.. وعلى شاكلة الأجزاء الخاصة بـ«مرسى» زعم التقرير  أن ظروفًا مشابهة يتعرض لها عدد من قيادات الجماعة (الإرهابية) الموجودين الآن بتهم جنائية فى سجن المزرعة(!).

لا تحتاج تلك الرواية مزيدًا من الجهد لتفنيدها.. فهى «كارتونية» بامتياز.. إذْ لو صدقنا (جدلًا) صِدق تلك الرواية؛ فإننا يجب أن نصدق - بالتبعية- أن «السيدة كالامار» كانت داخل الزنزانة نفسها التى كان بها مرسى (حتى فى تلك الحالة لن يكون الحبس انفراديًّا، كما زعمت!).

 

3 – CNN لماذا نصدقهم؟!

مزيدٌ من الأدلة، على أن كثيرًا من هذه الاتهامات يتم توجيهه- فى المقام الأول- لأسباب سياسية.. يمكن أن تصادفه عندما تطالع نص الفقرات التالية:

(أ)- خلال الثامن عشر من الشهر الماضى- 18أكتوبر 2019م - ذكر الموقع الإخبارى للأمم المتحدة ما نصه: «أفادت جماعات المجتمع المدنى بأن (أكثر من 2000 شخص) فى مصر تم اعتقالهم خلال سبتمبر»!.

(ب)- مع بداية الأسبوع المنصرم، نقل موقع (CNN) الأمريكى الخبر بطريقة أخرى؛ إذْ قال: حثت منظمة العفو الدولية، المجتمع الدولى على مطالبة مصر بالإفراج الفورى عن المحتجين السلميين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، وذلك فى أعقاب حملة قَمع قاسية شهدت اعتقال (أكثر من 3800 شخص)، خلال الشهر الأخير!.

(ج) الأربعاء الماضى، أضاف «مركز القاهرة لحقوق الإنسان» لمسة أخرى على الخبر؛ إذْ قال: إن الحكومة المصرية تجاهلت الرد على  عشرات التقارير الحقوقية، التى تؤكد تفشى ظاهرة الإخفاء القسرى، والقبض العشوائى على المواطنين (4000 شخص على الأقل) خلال سبتمبر الماضى!.

نحن الآن فى نوفمبر.. ومع ذلك، لا تزال «اعتقالات سبتمبر» مستمرة، وتتضاعف (بأثر رجعى) بانتظام (!).. صدقوهم.. فهم لا يكذبون(!).

 

4 – وزارة الداخلية

حسنًا فعلت «وزارة الداخلية» المصرية، عندما فتحت أبواب سجن طرة (الاثنين الماضى) أمام الوفود الإعلامية والحقوقية والنيابية، وعدسات وكاميرات المحطات الأجنبية؛ لمعاينة الأوضاع (الصحية والاجتماعية) لسجناء المزرعة.. الخطوة مهمة قطعًا لدابر الألسنة.. وإن كانت الألسنة، التى اعتادت الاستهداف (جهلًا أو غرضًا أو مرضًا) لا تستمع إلّا لما يصادف الهوَى.. لكنه فى النهاية كان تحركًا محمودًا.. خصوصًا قبل بدء «جلسة جنيف» الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر.

اللواء «أشرف عزب» مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، أكد أنَّ السجون المصرية مفتوحة أمام أى جهة تسعى للتأكد من أوضاعها، ومن دون أى قيود.

 

5 – العائدون من جنيف

الأربعاء الماضى، خضع سِجل مصر الحقوقى (خلال السنوات الأربع الماضية) للتدقيق والمراجعة بمجلس حقوق الإنسان بجنيف.. نحو 136 دولة طلبت الكلمة.. وهو أمرٌ غير مسبوق فى الواقع.

حالة التماسُك التى بدا عليها الحقوقيون والبرلمانيون المصريون فى جنيف، وضعت تنظيم جماعة الإخوان (الإرهابية) فى حرج بالغ، بعد أن ملأت الدنيا ضجيجًا قبل وقائع الجلسة.. كما باءت كل تحركاتها خلال اليومين الماضيين بالفشل.. أيضًا ساهم عديدٌ من المنظمات (الوطنية المصرية) بشكل فعال ومباشر فى تفنيد الوقائع أمام الأمم المتحدة.. إذْ أوضح الفريق الذى قاده الوزير «عمر مروان» أنه جرى (خلال السنوات الخمس الماضية) عديدٌ من المحاكمات الجنائية والتأديبية لوقائع تتعلق بممارسة التعذيب.. (التقرير الذى تم تقديمه لمجلس حقوق الإنسان عن تلك المحاكمات.. كان بالمناسبة- على خلاف تقرير كالامار- موثقًا!).. نسخة (مُفصلة) أخرى، تم تقديمها للجنة مناهضة التعذيب.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز