عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأمن القومي العربي الملتبس

الأمن القومي العربي الملتبس

بقلم : صبحى شبانة

شهدت المنطقة العربية خصوصا، ومنطقة الشرق الأوسط عموما، تحولات حدية منذ الغزو الأمريكي للعراق ومن ثم تسليمه لإيران، تلك التحديات أطاحت بأنظمة وهدمت دول ولا تزال آثار تلك التحولات تقذف بلا شك بأثقالها على الراهن والمستقبل العربي الذي لم يفق بعد في معظمه من زلزال الخريف العربي، ومصر التي في القلب منه خرجت بفعل ما حققه الرئيس عبد الفتاح السيسي للتو من مرحلة النقاهة تحاول جادة في لملمة العالم العربي وتفعيل الأمن القومي العربي بمفهومه الحقيقي وثوابته الراسخة، بعد أن شوهها من يتطلعون إلى النجومية في فضاءات عربية غاب عنها الفكر الجاد.



برغم التحديات العاصفة التي يواجهها الأمن القومي العربي في الفترة الأخيرة، وبرغم التشوهات في مفاهيم القلة من المتثقفين ممن يتصدرون المشهد على الساحة داخل الدوائر الضيقة في عواصم بلدانهم، التي بالكاد قد، أكرر قد، يعرفهم أو يسمع عنهم نفر قليل خارجها، فإن ثوابت الأمن القومي العربي تظل ثابتة راسخة لدى الدول العربية الكبرى الفاعلة التي لا تلتفت إلى مثل هذه المغالطات، ولا تعيرها اهتماما فهي التي تضطلع بالفعل رغم أزماتها الداخلية وتحدياتها الخارجية بالقيام بمسؤولياتها التاريخية للحفاظ على هذا الأمن القومي العربي الذي يعاني من مغالطات كثيرة في هذا الزمن الذي يتصدره البعض ممن ليست لديهم القدرة على التفريق.

من سوء حظ الراهن العربي في ظل الفراغ السياسي والأزمات التي تخيم على عدد من الدول والشعوب العربية أن يتصدر المشهد قلة مصنوعة بفعل عوامل عدة ليس منها التعليم والتثقيف الجاد، ظنوا أنهم بمجرد أن قرءوا قشورا سطحية لا تعدو أكثر من بضعة سطور في الاستراتيجيات، أو أتيح لهم التحدث في بضع ندوات أنهم أضحوا مفكرين استراتيجيين، وحينما يتحدثون من أول دقيقة يتضح للمتلقي الواعي فضلا عن المتخصص أن مفهوم الأمن القومي العربي ملتبس لديهم، وان استخدام المفردات والمصطلحات ليست في محلها ولا تليق بمدع يقف متغطرسا أمام حشد من السياسيين والإعلاميين والمتخصصين والمهتمين، مشكلتنا في العالم العربي أن الساحة الثقافية بمفهومها العريض تعاني من الخلل والفراغ الذي يملؤه قلة ممن يفرضون انفسهم بسلطان قوة المال وحنجرة الصوت العالي.

في يقيني أن هؤلاء يشكلون خطورة على مستقبل الأمة العربية وعلى الأمن القومي العربي لا تقل في خطورتها عن التحديات التي يشكلها الإرهاب وإيران وتركيا والعمالة القطرية، من الخطورة ان نتيح لهؤلاء الأدعياء مساحات وفضاءات في ظل التطورات والمخططات التي يروج لها من وقت إلى آخر منذ انتفاضات الخريف العربي، الشأن العربي العام فضلا على الأمن القومي العربي أعمق من أن يخوض فيه هؤلاء الذين هم معول هدم وأداة فرقة في أياد لا تريد خيرا للأمة العربية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز