

جميل كراس
ماليش دعوة!
بقلم : جميل كراس
قبلة الحياة.. في نقطة ماء
المُهدر.. والفاقد.. وسيادة القانون
أمن مصر المائي يشكل تحديًا قوميًا وكبيرًا على عاتق المصريين وفي ظل زياد مستمرة في الكثافة السكانية إلى جانب السلوكيات السيئة التي تعيدنا إلى نقطة الصفر وتساهم في إهدار ثروتنا القومية من المياه التي نحن في أمس الحاجة إلى كل نقطة منها.
ونحن على يقين بأن حصة مصر من مياه النيل كما هي لم تتغير منذ عام 1959 وحتى أيامنا هذه وعلى الرغم مما نواجهه من تحديات كبيرة مثل أزمة سد النهضة في إثيوبيا والتداعيات التي يمكن أن تسفر عنها تحتاج لتضافر الجهود والعمل المستمر لوضع خطط عاجلة من اجل ترشيد المياه والحفاظ عليها.
وهنا يسوقني مشاهد أتمنى بل أحلم أن تنتهي من قاموس حياتنا في الإسراف في استخدام الماء أو نسبة المهدر أو الفاقد وهي ما يتطلب منا تغيير سلوكياتنا في التعامل مع تلك الثروة القومية التي نحتاجها في كل زمان ومكان، وحتى اذا تطلب الأمر سن تشريعات أو قوانين تحاسب كل من يتسبب في إهدار المياه فالطبيعي ان نتغير نحن من داخلنا ونكون اشد حرصا على كل نقطة ماء تضيع هباء دون الاستفادة منها.. ولان الماء هو أكسير الحياة في أي مجتمع أو دولة.
كما انه ليس معقولا ونحن نعاني من الفقر المائي وفي ظل زيادة مستمرة ف السكان ان نستمر في مثل هذا الإسراف غير المرغوب فيه وعلينا أن نتفهم ما ينتظرنا من أزمات في هذا الشأن وهو ما يهدد حياتنا جميعا.
وهذا أيضا ما تأكدنا منه من خلال البيانات الصادرة من الجهات المسؤولة أو المختصة التي تتناول هذه القضية الشائكة ومن واقع الإحصائيات الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وكذلك تصريحات المسؤولين بالشركة القابضة للمياه حيث إننا نتسبب بالفعل في بإهدار أكثر من ثلث 1/3 ثروتنا المائية سواء بالإهمال أو الإسراف أو غيره من الأساليب التي تعيدنا إلى الوراء وما بين الاستخدامات الخاطئة أو حتى الغير مثمرة منها أو كذلك الإهدار هناك الكثير.
وعلى سبيل المثال لا الحصر ليس من العقل أن تظل صنابير المياه مفتوحة على طول لمجرد أن مواطنا وغيره يقوم بالاستحمام والمياه لا تتوقف ولو لبضع ثوان وكذلك هل من المنطق أن يقوم شخص بحلاقة الذقن والمياه لا تتوقف حتى ينتهي من هذا الأمر ولا نفكر فيما أهدرناه جميعا من المياه التي تمثل لنا الحياة.
يا سادة الاستثمار مطلوب في مثل هذه الأمور التي تمثل بالمسبة لنا مسألة حياة أو موت.
ولأن ما يرددون بان الحل وحده قد يكون من خلال تحلية المياه من البحار أقول لهم هذا يتكلف الكثير جدا ولن يكون حلا كليا.
ولذا أرجوكم ان تتوخوا الحذر وتبحثوا عن السبب الحقيقي وراء أزماتنا المائية وانتبهوا جيدا أو بعناية لما يتم إهداره من ثروة مائية قومية سواء كان ذلك أيضا من خلال ماسورة أو أكثر لا يتم إصلاحها على الفور أو كذلك ما يتم فقده من خلال غسيل السيارات أو خلافه من سبل الري ووسائله في زراعة الأراضي.
وحتى الكثير من الوزارات أو حتى المرافق والهيئات قد تتأنى أو تهمل لبعض الوقت إصلاح المحابس وكذلك صنابير المياه التي تحتاج إلى عناية ولا نجد من يقوم بإصلاحها حفاظا على المياه.
وبالتالي تضيع هدرا ومن خلال الإهمال ولو كان ذلك بنسبة فما بالك والعديد من الجهات الأخرى وقد وجدت بها مثل هذه المساوئ سواء كان ذلك في المدارس أو دور العبادة من مساجد أو كنائس أو غيرها من المصالح الحكومية وهكذا
وان كان أكثر ما يؤلمني أن أرى مواطنًا أو آخر وهو يستمتع من خلال خرطوم يقوم بتوصيله إلى صنبور المياه ليقوم برش الشارع بالمياه التي نحن في اشد الحاجة اليها ولسان حاله يقول ماليش دعوة.. ولا يوجد من يحاسبه على هذا الجرم في إهدار المياه وكذلك في ظل غياب قانون يجرم مثل هذا الفعل.
ولان الماء هو اثمن شيء في الوجود بل هو الحياة نفسها (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، بل هو سر البقاء مما يجعلنا ندق أجراس الخطر في ظل هذا الاهمال الشديد لثروتنا القومية من الماء.
وبالفعل نحن في حاجة إلى تشريع جديد يحمي الأمن القومي المائي.