أيمن عبد المجيد
عبور التحديات بحلول جذرية
بقلم : أيمن عبد المجيد
ما شاهدناه اليوم من إنجازات، تحققت على الأرض، تعكس في شمولها، رؤية دولة تُخطط لمستقبل مُشرق، يضع المواطن المصري في المكانة التي يستحقها.
الدراسات والخطط التنموية، ظلت حبيسة الأدراج لأكثر من ١٥ عامًا، عانت فيها الدولة آلام الأورام الاقتصادية، والفشل التنموي، وقصر الخدمات، معتمدة على مسكنات، حتى بات الألم غير مُحتمل.
أخرجت الدولة الدراسات، آخذة في اعتبارها المتغيرات، وإزالة المعوقات، لم تركن لمبررات الإهمال، بل طرحت حلولًا بديلة، بدأت العمل في صمت بلا ضجيج، فاستيقظ المواطن على افتتاحات مشروعات عملاقة، أُنجزت في أربع سنوات، مختصرة عشر سنوات بحد أدنى.
الهدف العام، بناء الدولة الحديثة، القادرة على النمو المتوازي والمستمر، بما يُحقق لشعبها مستقبلًا أفضل، وجودة حياة أفضل.
يتحقق ذلك، ببناء الإنسان المصري صحيًا وفكريًا، وخلق فرص عمل كريمة، ومنظومة صناعية تنتج احتياجاتنا، وتسمح بالتصدير، ومنظومة زراعية تُحقق الأمن القومي الغذائي، ومنظومة علمية تكفل الإبداع والابتكار، وبحث علمي يُلاحق تطورات العصر.
اليوم، كان الإنسان حاضرًا، عبر افتتاح منظومة التأمين الصحي الشامل، وهو عمل لو تعلمون عظيم، مظلة تكفل للفرد والأسرة حماية من نوائب الدهر، وصدمات المرض، وذل الحاجة.
منظومة احترافية، تضمن ملفًا مميكنًا لكل أسرة، يتابعها طبيب، تحصل على خدمة علاجية ودوائية كاملة، حتى إن تطلبت الحالة السفر للخارج، بمقابل اشتراك زهيد شهريًا.
المنظومة تكافلية، «نجاحها وفشلها مسؤولية الشعب»، وهو ما شدد عليه الرئيس اليوم، متخليًا عن الدعاية الإعلامية أو التجميل السياسي، متحدثًا بوضوح عن دور الدولة ونسبة تحملها، الذي ستؤديه على أكمل وجه، وضرورة أن يؤدي المواطنون دورهم بالاشتراك في المنظومة، والانتظام في سداد اشتراكاتهم.
ثلث المواطنين غير قادرين، ستتحمل الدولة سداد اشتراكاتهم وعلاجهم مجانًا، في هذه المنظومة أطباء كفاءات، ومستشفيات متطورة مجهزة بأحدث المعدات الطبية، البداية كانت من بورسعيد، والبقية تأتي.
والرياضة كانت حاضرة، صالة مغطاة عصرية في العريش، تحتضن الشباب لحمايتهم من مخالب التطرّف، تطوير لمراكز الشباب والأندية، من بئر العبد لمختلف قرى المحافظة، بوابة مصر الشرقية التي أهملت سنوات، وشهدت بطولات وتضحيات.
تنمية محور قناة السويس، هدف استراتيجي، لنهضة صناعية تستهدف ٢ مليار مستهلك، في ٥٤ دولة عربية وإفريقية وأوروبية، يُمكن الوصول إليها عبر الموانئ، التي تم إنشاؤها بخبرات وعزيمة مصرية.
جذب الاستثمارات لهذه المنطقة، يتطلب تهيئة البنية الأساسية، الجاذبة للاستثمارات، فكانت محاور طولية وعرضية تربط جميع أرجاء الوطن، وتُسهل نقل الخامات والسلع من وإلى محوري القناة والمناطق اللوجستية.
وعندما تعمل، يعم الخير، فالمصانع تخلق فرص عمل لآلاف، نموذج المنطقة الصناعية، مبادرة عملاقة، تمنح الشباب مصانع مُجهزة بالبنية التحتية، والمرافق جاهزة لاستقبال المعدات، لإزالة كل المعوقات التي كانت تُثقل كاهل المستثمر الصغير.
مليارات أنفقتها الدولة، فمحور ٣ يوليو وحده تكلف أكثر من ٨.٥ مليار جنيه، لكنه خلق فرص تنمية على جانبيه، وربط المنطقة الصناعية بمختلف أنحاء الجمهورية، باكتمال المحاور الطولية والعرضية الموازية.
أنفاق بورسعيد، عبور حقيقي جديد، شريان حياة يربط الدلتا وبورسعيد بسيناء، بجنوبها ووسطها وشمالها.
مليارات أنفقت على تهيئة البنية التحتية، في مختلف قطاعات التنمية، لبناء مستقبل جاذب للاستثمار، ومن ثم الخير لشعب مصر، وأجيالها القادمة.
تدخل الرئيس اليوم ثلاث مرات، خلال عرض المسؤولين للمشروعات، التي يُجرى افتتاحها، مشددًا على اتباعه نهج المصارحة والصدق والشفافية مع شعبه، متحدثًا عن جميع التفاصيل والتحديات ومسؤولية كل منا لمواصلة النجاح.
قال الرئيس للتاريخ "منظومة التأمين الصحي الشامل، احتياج مُلح لعلاج جذري تكفل رعاية طبية لائقة لشعب مصر، نجاحها مرهون بتحمل الدولة والشعب مسؤوليتهما، عن الدولة"، قال "بنسبة ١٠٠٪ نتحمل مسؤوليتنا، وعلى الشعب الحرص على نجاح التجربة؛ لتعميمها واستمراريتها".
وعن المصانع، شدد على ضرورة متابعة الجودة، لخلق قدرة تنافسية لمنتجاتها، محليًا وعالميًا، وحماية حق المستهلك.
المجمعات الصناعية ١٦، تحوي بمراحلها المختلفة ٤٨١٢ مصنعًا، بكلفة ١٢ مليارًا، تخلق مرحلتها الأولى ١٧ ألف فرصة عمل، مصانع المرحلة الأولى بدأت العمل بالفعل.
إنجازات غير مسبوقة، ورؤية شاملة، وإرادة سياسية حقيقية، وعبور للتحديات، مصر لديها فرصة حقيقية تاريخية لإصلاح ما أفسده إهمال عقود، وعلينا التمسك بها، والعمل كلٌ في مكانه لإنجاح العبور لمستقبل يستحقه هذا الوطن.
جوجل نيوز
