عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
دلالات خطيرة لفيلا مشبوهة بمنتجع فاخر

دلالات خطيرة لفيلا مشبوهة بمنتجع فاخر

بقلم : محمد شمروخ

خلال الأيام الماضية ضبطت مباحث قسم شرطة التجمع الأول بالقاهرة فيلا في أحد المنتجعات الفاخرة تدار للدعارة وكان سعر الساعة فيها 3 آلاف جنيه لراغب المتعة وراغب المتعة هو المسمى القانوني لزبون الدعارة في مصر وهو على أي حال لا يقع هو ولا فعله تحت طائلة القانون إلا أن تكون شريكته في الفعل قاصرا، فحينئذ توجه له تهمة ممارسة الجنس مع قاصر برضاها إن كان عمرها تحت الـ18 وفوق الـ16 إذ لو كانت تحت 16 سنة ستتحول التهمة إلى جناية هتك عرض قاصر ولا ينظر إلى الرضا أو عدم الرضا ولكن تبقى تهمة ممارسة الدعارة قائمة بالنسبة للفتاة حسب قانون الطفل وليس قانون العقوبات العام لا القانون رقم 10 لسنة 61 بشأن مكافحة الدعارة.



القضية بالنسبة لي، لها دلالات خطيرة لن أتمكن هنا من سردها جميعا ولكن ما يمكن الإفصاح عنه هو فزعي من تطور نوعية ممارسة الدعارة في مصر وهو وإن كان لا يشكل ظاهرة إلا أنه مؤشر خطير، إذ تم ضبط أدوات تعذيب عبارة عن سلاسل وقيود حديدية وقطع جلدية تستخدم في الجلد وقفص وعليقة لربط الحبال وهي التي يتم من خلالها إشباع رغبة نوعية من الزبائن - رجال ونساء- من ذوى الميول المرضية ممن يعانون من أمراض نفسية مثل حب الاستمتاع بتعذيب الغير بدنيا والمشهور بالسادية أو نقيضه وهو مرض حب الاستمتاع بتعذيب النفس المعروف بالنفس أو بواسطة الغير بالماسوكية أو "المازوخية".

ولعلك تذكرت مشهد "هزأني رقصني" الذي أداه الفنان الراحل حسن عابدين بالحزام والصاجات في فيلم "درب الهوى" أو مشهد الفنان الراحل جميل راتب وهو يطلب من السندريلا سعاد حسنى أن تضربه بالكرباج في فيلم "شفيقة ومتولي".

لكن العجيب هو تخصص شبكة دعارة في تقديم هذه الخدمة التي قد لا تكون جديدة على عالم الدعارة ولكنها كانت تترك للظروف، فكم في حكايات عالم الدعارة من كوميديا سوداء بهذه الأمور وهناك زبائن كانوا معروفين بطلب ذلك من شريكاتهم والملاحظ أن هذه النوعيات كانت توجد في المستويات الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة، حيث تمارس هذه الأمور كنوع من البحث عن الإثارة وليس شرطا أن تكون بسبب مرض أو عقدة نفسية، فالجنس قد أصبح متاحا رؤيته ومعرفة كل شيء عنه بسبب التقدم التقني الذي جعل في جيب كل بنى آدم جهاز هاتف محمول يضع تحت يده ما لا يحصى من المواد الجنسية كتابة وصور وأفلام من سن 5 لـ95.

فمشاهد ممارسة الجنس قد أصبحت معتادة ومملة بالنسبة لمدمني البحث عن الإثارة مشاهدة أو ممارسة والثرثرة بها استنفدت كل طاقتها، كذلك مع انتشار ثقافة الترف والبحث عن الرفاهية وتقليص الرقابة الأسرية والتربوية على تصرفات الأبناء وغياب دور الأب والمدرس، مع كل ذلك ويزيد عنه انتشرت الثقافة الجنسية السلبية التي تعمل على الإثارة دون التربية الجنسية السليمة فالجنس مكون أساسي للحياة والثقافة السليمة هو صمام الأمان لعالم الانزلاق سهل جدا من الثقافة إلى الانحلال في غياب الرقابة الواعية المستنيرة ولعل تسمية الأفلام الجنسية على سبيل الهزل بالأفلام الثقافية إشارة إلى هذا الانزلاق.

هل تذكر مجلة "طبيبك الخاص وما كانت تقدمه من ثقافة جنسية راقية بشكل مهذب؟.

لقد حاولت فلسفات هدامة ارتبطت بأبواق دعاية عالمية موجهة قررت أن تجعل الإثارة الجنسية هي غاية الوجود الإنساني وأنشأت مدارس سيكولوجية وفلسفية على هذا الغرض مثل سيجموند فرويد، فيلهم رايتش وميشيل فوكو هذا غير جماعات الهيبز التي انطلقت في نهاية الستينيات.

وقد بلغ من إيمان فوكو بفلسفته أنه كان يقوم بنفسه بممارسات جنسية صارخة في حفلات خاصة بها كل أنواع السادية والماسوكية وفي حفل منها في سان فرانسيسكو في أثناء قيامة برحلاته لإلقاء محاضرات للترويج لفلسفته، أصيب بمرض غامض سجل فيه ظهور أولى الحالات ومات بعدها بحوالي أربع سنوات قبل أن يتم الستين بعامين - سنة 1984- عندما عرف أن هذا الفيروس الغامض هو نفسه مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

إذن فممارسة الجنس بهذه الأشكال الشاذة للإثارة هو من الثقافات المطلوب نشرها سرا في بيوت الدعارة أو علنا في الدعوة إليها تحت ستار الدعوة إلى الحرية من منظور فلسفي.

لكن في فيلا المنتجع بشرق القاهرة لم يهتموا بذلك فكل الأمر هو مجرد راغب متعة لديه رغبة في ممارسة الجنس بعد أن سئم من المعتاد ووجد على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، مجموعة تغريه بذلك وتقدم له التسهيلات بمقابل زهيد لأن 3 آلاف جنيه يعتبر سعرا رخيصا بالنسبة لأسعار الدعارة وله أيضا دلالات مهمة جدا في عالم الدعارة وعلى المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز