عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
«596».. قراءة في قرار ثوري

«596».. قراءة في قرار ثوري

بقلم : أيمن عبد المجيد

الأرقام تتحدث في حركة المحافظين: 



8.7% التغيير في الشباب من نواب المحافظين و50% في الجيل الخمسيني

رحيل شابة من خريجي البرنامج الرئاسي.. وصعود آخر لمقعد المحافظ 

 

«٥٩٦»، رقم يجب أن تحتفظ به ذاكرة المصريين طويلًا، فهو ليس رقمًا عاديًا، بل هو تفعيل حقيقي، لتمكين المستقبل.

شخصيًا، أعشق الأرقام ومدلولاتها، فهذا الرقم هو وثيقة وضع الشباب فعليًا في اختبار المسؤولية، هو الثورة الحقيقية، ضخ عقول ودماء شابة في شرايين الإدارة المحلية.

ذلك القرار الرئاسي، الصادر اليوم، بتعيين ١٦ محافظًا، و٢٣ نائبًا لهم من الشباب، بينهم ٧ سيدات، يحتاج لقراءة عميقة، لتفاصيله ودلالاته، وانعكاساته على المستقبل.

من بين ٢٧ محافظًا، تضمن القرار ١٢ اسمًا جديدًا، فيما تم نقل ٤ محافظين من محافظة لأخرى، وهم: عصام سعد من الفيوم إلى أسيوط، ليغادر جمال نور الدين، أسيوط إلى كفر الشيخ، ليأتي الدكتور أحمد الأنصاري من سوهاج إلى الفيوم، وعبد الحميد الهجان من قنا إلى القليوبية.

بينما جُددت الثقة في ١١ محافظًا، ظلوا في أماكنهم، وبذلك قد شهدت حركة المحافظين الإبقاء على ١٥ قيادة، والضخ بـ١٢ قيادة جديدة في شرايين الإدارة المحلية، بنسبة تغيير بلغت ٤٤.٤٪.

هذه الأرقام تشي بأن المحافظين يخضعون لمتابعة دقيقة، وتقييم، وقياس للإمكانات والقدرات، واحتياجات المحافظات لنوعية محددة من القيادات، وإلا ما هو مدلول نقل محافظ من محافظة لأخرى؟! 

٤ محافظين، جددت بهم الثقة مع نقلهم، بينهم الدكتور أحمد الأنصاري، وأشهد بكفاءته وحرفيته وتفانيه في العمل، فقد عرفته عن قرب منذ أن كان رئيسًا لهيئة الإسعاف المصرية، في أحلك ظروف مرت بها مصر، ٢٠١١، فما بعدها من أحداث.

النقل من محافظة لأخرى، والاستبعاد وتكليف جدد، يبعث برسالة لكل محافظ، أن عطاءك ونجاحك معيار بقائك أو تكليفك بمهام أخرى.

 

نواب المحافظين من الشباب من 12 في 2018 إلى 35 في القرار 596

نهاية أغسطس ٢٠١٨، تم الدفع التجريبي بـ١٨ كادرًا في منصب مستحدث، «نائب المحافظ»، بينهم ١٢ من الكوادر الشابة، أدوا اليمين الدستورية مع حركة المحافظين، واليوم توسعت القيادة السياسية في التجربة، بتكليف ٢٣ من الكفاءات الشابة بهذه المهمة.

التجربة السابقة، انتهت اليوم إلى إعفاء ثلاثة من السابقين، بينهم شابة ٣٨ سنة، أحد خريجي البرنامج الرئاسي، لمياء عبد القادر، نائب محافظ الجيزة، ونائبا محافظ القاهرة للمنطقتين الجنوبية، والشمالية، وهما في عقدهما السادس.

نسبة التغيير إذًا، بعد قرابة عام من تقييم التجربة، شهدت نسبة إعفاء ١٦.٦٪، حيث أُعفي ٣ من أصل ١٨ نائبًا، تم تعيينهم العام الماضي.

لكن الشباب يكسب، فنسبة الإعفاء واحد من أصل ١٢، بما يعادل ٨.٣٪، يقابلها إعفاء ٢ من الخمسينيات من أصل ٤ بنسبة ٥٠٪.

التحليل يذهب بنا إلى نتيجة أخرى، وهي أن نسبة النجاح بدرجة امتياز، تحققت بنسبة الإعفاء ذاتها، وهي ٨.٣٪، حيث صعد من بين الشباب، الدكتور محمد هانئ جمال الدين، بعد عام فقط من منصب نائب محافظ بورسعيد إلى منصب محافظ بني سويف.

هانئ، شاب لم يتجاوز من العمر ٣٤ عامًا، فهو شاب من مواليد أكتوبر ١٩٨٥، جراح عظام، ومدير مشروع بالهلال الأحمر، قبل أن يحلف اليمين، نائبًا لمحافظ بورسعيد ٣٠ أغسطس ٢٠١٨، ليتولى في هذا العام الإشراف على تنفيذ تجربة التأمين الصحي الشامل بالمحافظة، وملف الشباب والندوات التثقيفية والتنسيق التكنولوجي بين مرافق المحافظة.

نجح هانئ، فكان التصعيد مستحقًا، وتطبيق التجربة في محافظة أخرى بجنوب مصر، في أمس الحاجة للتنمية مهمته المقبلة، بينما ١٠ من شباب الرعيل الأول للنواب، جدد بهم الثقة، لمواصلة عملهم في أماكنهم ليواصلوا تراكم الخبرات، مع فترة جديدة للتأهيل والاختبار.

هذا يعني أن التجربة تنضج، ومصر تتجه لمصاف الدول المتقدمة، التي تُلقي بالمسؤولية على عاتق الشباب، والتي كثيرًا ما "شير" شبابنا صور وزرائها الشباب، منتقدًا حالنا.

لكنه التمكين، المصحوب بالإعداد الكافي والتأهيل المستمر، فالتكليف دون إعداد، حكم على التجربة بالفشل، وظلم للشباب والمواطنين، الذين ينتظرون أداء أفضل للحكومة، والقيادات التنفيذية المحلية.

 

نجاح المرأة.. رفع نسبة تمثيلها من 27.7٪ إلى 31.4%

وعودة للأرقام، نجد أنه في ٣٠ أغسطس ٢٠١٨، أدى القسم ١٨ نائبًا للمحافظين، بينهم ٥ سيدات، بنسبة ٢٧.٧٪، خرجت واحدة في حركة اليوم، وجددت الثقة في ٤ نائبات، بنسبة نجاح ٨٠٪.

بينما في حركة اليوم ٢٧ نوفمبر، أدى اليمن ٢٣ بينهم ٧ سيدات، بنسبة ٣٠.٤٪، ما يعني توسعًا ملحوظًا في تمكين المرأة، خاصة، والشباب بصفة عامة.

ليصل عدد نائبات المحافظين إلى ١١ نائبة، من إجمالي ٣٥ نائبًا، جميعهم شباب، لتصل نسبة المرأة ٣١.٤٪ من إجمالي النواب المحافظين، في كل ربوع مصر.

واللافت أنهن يعملن في محافظات بجميع أقاليم مصر، في الحدودية منها: دينا الدسوقي، نائبًا لمحافظ مطروح، والمهندسة إيناس سمير، نائبًا لمحافظ جنوب سيناء، والدكتورة غادة يحيى، نائبًا لمحافظ أسوان.

وفي وسط القاهرة الكبرى: جيهان عبد المنعم نائبًا لمحافظ القاهرة، وهند عبد الحليم، نائبًا لمحافظ الجيزة، وفي وسط الدلتا: المهندسة لبنى عبد العزيز، نائبًا لمحافظ الشرقية، بينما الدكتورة جاكلين عازر نائبًا لمحافظ الإسكندرية.

فيما جُددت الثقة في حنان نور الدين، نائبًا لمحافظ الوادي الجديد، وإيمان عمر، نائبًا لمحافظ القليوبية، ونهال فتحي، نائبًا لمحافظ البحيرة، ويسرا عطية، نائبًا لمحافظ البحر الأحمر.

أهمس في آذان هؤلاء الشباب: تجربتكم ليست فردية، بل هي تجربة جيل كافح لعقود، حتى يتحقق ذلك الحلم، حُلم تجديد شباب الإدارة التنفيذية، التي كان على كل شاب أن ينتظر محطة الخمسين من عمره، قبل أن يفكر في تقلد أي منصب تنفيذي.

 

تقييم الأداء والكفاءة.. معيار البقاء والاختيار 

ما يحدث في مصر ثورة حقيقية، وضع فيها الرئيس الشباب في اختبار المسؤولية، وطالما أكد في محافل افتتاح الإنجازات، ثقته في قدرة الشباب على تحمل مسؤولية قيادة الوطن، بالعلم والكفاءة، والعمل والكفاح.

أهمس في آذان مؤدي قسم اليوم، أمام جيلنا فرصة لإثبات الكفاءة، فلا تضيعوها، ستواجهون التحديات ذاتها التي أفشلت من سبقكم، ولم تشفع لهم مبرراتهم، ولن تشفع لكم، فنجاحكم رهن الإبداع في ابتكار الحلول غير التقليدية.

معنا فرصة تاريخية، قيادة تؤمن بالشباب، تهيئ البيئة للتدريب والتأهيل، نحن جيل الشباب الذي يصرخ عبر منصات التواصل الاجتماعي، من إهمال المحليات، وآلام قطاعات من أبناء المحافظات، من بيننا شباب باتوا في موقع اتخاذ القرار، فليجتهدوا في تقديم الخدمات.

أنتظر منكم انعكاس خبرات الجيل، في التعامل مع التكنولوجيا، وتوظيفها في خلق وسائط للتواصل اللحظي مع المواطن، ورصد مشكلاته، والتفاعل مع الشباب عبر اللقاءات المباشرة وغيرها.

العمل على تعظيم القيمة المضافة في قدرات المواطنين، مساعدة الشباب في الحصول على فرص عمل، عبر مشروعات ريادة الأعمال، وشركات المشروعات الصغيرة، المرتبطة بالبيئة المحلية، وقدرات واحتياجات كل محافظة.

الأفكار كثيرة، وهذا الشعب يستحق من شبابه، ومن كل مسؤول، أن يواصل الكفاح في معركة التنمية، اقتصادية كانت أو فكرية، ثقافة الإنتاج، يجب أن تسود، والكفاءة يجب أن تعمم كمعيار لشغل أي موقع.

في هذا القرار الرئاسي الثوري، نسيج مصر يتحمل المسؤولية: المعارضة ٥ من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومن المؤيدين: شباب البرنامج الرئاسي، ومن رحم القطاع الإداري للدولة، خرج هؤلاء القادمون من الوزارات والجامعات.

في هذا القرار، تجد الأطباء والمهندسين، والصحفيين، وغيرهم من الجامعيين، خريجي التخصصات المختلفة، لكن الجميع خرج من مؤسسات، فشباب المعارضة نجحوا في تأسيس تنسيقية، عملوا خلالها بأسلوب مؤسسي.

غادروا العالم الافتراضي، والشعارات الحنجورية، ونزلوا إلى الواقع، شمروا عن سواعدهم ودرسوا التحديات، وقدموا برامج وحلولًا تُسهم في بناء الوطن، فهموا معنى المعارضة الحقيقية، دورها ليس الهدم، بل البناء، النقد مصحوب برؤية بديلة للحلول، فقالت لهم الدولة، مرحبًا بكم، ها هي مقاعد المسؤولية تُتاح لكم لوضع مقترحاتكم موضع التنفيذ.

نقل الدكتور مصطفى مدبولي عن الرئيس السيسي، اليوم، لنواب المحافظين الشباب، خلال اجتماع استغرق ساعتين قوله: «إنكم كنتم على الجانب الآخر من الصورة التنفيذية، والآن نُعطيكم الفرصة، لتعملوا وتطبقوا آراءكم على أرض الواقع».

 

خواطر أسرار الأرقام في تاريخ قرار ثورة تمكين المستقبل

وبعيدًا عما استعرضته من حقائق، كشفتها النسب والأرقام، أذهب بكم إلى خواطر الأرقام- وهو عشق خاص- ولمَ لا والسموات سبع، والطواف سبع، ودرجات السلم الموسيقي سبع، وألوان الطيف سبع.

أُؤرخ القرار الرئاسي اليوم، ٣٠ ربيع الأول ١٤٤١هـ، الموافق ٢٧ نوفمبر ٢٠١٩.

اجمع أرقام السنة الهجرية، تساوي "١٠"، وهم الشباب الباقون في مقاعدهم من النواب المعينين في ٢٠١٨، والرقم ٤ عدد السيدات المجدد الثقة بهن من ٥، ورقم واحد مكرر، حالة غادرت من الشباب، والآخر صعد لموقع محافظ.

ثم اضرب مفردات العام الهجري، يساوي ١٦ وهو عدد المحافظين، الذين حلفوا اليمين اليوم، ١٢ جددًا و٤ منقولين لمحافظات أخرى.

ثم اذهب إلى العام الميلادي ٢٠١٩، اجمع المفردات تُعطيك ١٢، عدد الجدد من المحافظين، اضرب الرقم الأول في الأخير، تُعطيك ١٨، عدد النواب المعينين في عام ٢٠١٨، ثم اضرب ٢ في ١٩ ينتج ٣٨ وهم عدد نواب المحافظين في التعديلين، بعد أن أُعفي ثلاثة سابقين اليوم.

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز