عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
«عشماوى» المرتزقة الإخوانى و«الصيد الحر»

«عشماوى» المرتزقة الإخوانى و«الصيد الحر»

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

بنظرة سريعة على تواريخ العمليات الإرهابية التى قام بها «هشام عشماوى»، الذى حمل ملفه الإرهابى أول قضية لعام 2014، ليصدر قصاص ربنا العادل فيه يوم (الأربعاء) الماضى؛ لتقضى المحكمة العسكرية حكمها فيه بالإعدام شنقًا، نجد أن أعماله الإرهابية المشينة بدأت من النصف الثانى لعام 2013، أى بعد أن قمنا بثورة 30 يونيو وخلعنا حكم الإخوان فى مصر دون رجعة بمساعدة جيشنا العظيم، هذا إثبات دامغ مما لا يدع مجالًا للشك بأنه كان (مرتزقة إخوانى) مستأجرًا للنيل من الجيش أولًا والشرطة ثانيًا التى ساعدت فى حماية الملايين بالميادين والتى نادت بسقوط «شرعية مرسى المزورة وحكم المرشد»، وقد كانت أولى عملياته فى سبتمبر 2013 قاصدًا اغتيال وزير الداخلية وقتذاك (اللواء محمد إبراهيم)، بعد أن قام برصد موكبه وتصويره للتخطيط لاغتياله مسندًا لأحد الإرهابيين معه القيام بتفجير نفسه كفرد انتحارى بواسطة عربة مفخخة يقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب، فمات الإرهابى ونجا الوزير.         



وبعد هذا التاريخ بأيام قليلة، قام باستهداف السفن التجارية فى قناة السويس (المجرى الملاحى العالمى) يريد تصدير رسالة إلى الخارج بأن الممر غير آمن، وفي العام نفسه أيضا، قام بتهريب أحد عناصر بيت المقدس ويكنى (أبوأسماء) من أحد المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية بعد أن تمكنت قوات الأمن من القبض عليه وإصابته بعدة شظايا فى جسده، ما استدعى إيداعه بالمستشفى.أيضا عام 2013 وتحديدًا فى أكتوبر وديسمبر استهدف هو ومجموعة إرهابية معه عددًا من المبانى الأمنية بالإسماعيلية وأنشاص بواسطة سيارات مفخخة.

المدعو «هشام عشماوى» الإرهابى المتطرف الذى سيتم إعدامه شنقًا لأنه صار مدنيًا بعد أن لفظته صفوف الجيش لتطرُّفه وخروجه عن السياق والنظام ومقتضيات المهام العسكرية المكلف بها، كان تم فصله فى عام 2007 بحكم عسكرى بعد أن منحه الجيش عدة فرص لإصلاح وتقويم نفسه وقام بتسليم نسخة من التحريات العسكرية عنه إلى الجهات المدنية لتتولى متابعة نشاطه بعد طرده من الجيش، لم يحترم عشماوى ما منحه الجيش له من إعداد عالى المستوى ليكون ضمن القوات الخاصة من عام 1996، ولذلك عندما جاء وهو يحمل صفة (إرهابى مجرم خائن لوطنه وجيشه ورفقاء سلاحه) كانت القوات الخاصة، الذى كان له شرف الانتماء لها فى يوم ما، هى التى تحفظت عليه عندما تسلمته المخابرات العامة المصرية من الأشقاء فى ليبيا، وتم شحنه بطائرة عسكرية ليهبط على الأرض المصرية الطيبة ويلقى الجزاء الذى يستحقه.

  لقد أراد أن يكون قائدًا ومنظِّرًا فلم يجد إلا أشباهه الإرهابيين الذين وضعوه فى المرتبة الثانية (استبن) رغم ما قدمه لهم من خدمات لا تعد ولا تحصى للنيل من بلده وجيشه وشرطته، فنجده تولى مثلا قيادة المجموعة الإرهابية الذى كان قائدها المكنى (أبومحمد مسلم) وذلك خلفًا له بعد موته، وأيضا تولى تنظيم (أنصار بيت المقدس) عقب مقتل الإرهابى المكنى (أبوعبيدة)، ولكى ينتزع لقب (قائد إرهابى عتيق الإجرام) فكر فى عمل إرهابى ضخم ليثقوا فيه ويمنحوه هذا اللقب اللعين ليجد ضالته فى القيادة التى يتعطش إليها مهما كان الثمن، وأخذ يعد لذلك حتى حققه فى يوليو 2014 عندما قام بالرصد والاستطلاع بعد انتقاله هو ورفاقه الذى كان يرأسهم فى تنظيم (بيت المقدس)، حيث ترك المنطقة الجبلية التى كان يقيم فيها وانتقل للتمركز شرق نقطة حرس حدود (الفرافرة) ووضع مخططًا يهدف لتنفيذ هجوم إرهابى كبير على هذه النقطة وقتل جميع ضباطها وأفرادها بدم بارد وخزى وعار، هذا علاوة على مشاركته فى عمليات قنص لغرف أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة فى محيط مناطق (أبوصوير - الصالحية - القصاصين).

بعد ذلك تسلل إلى الأراضى الليبية رفقة بعض عناصر تنظيم (بيت المقدس) وأقام تحت ستار تنظيم (أنصار الشريعة) بأجدابيا التى تعتنق فكر تنظيم (القاعدة) ليكافئه (أيمن الظواهرى) قائد تنظيم القاعدة، ويحقق لعشماوى رغبته المتطرفة الدموية فى أن يؤسس ويقود جماعة تكون فرعًا لهم يمولونه ويدعمونه فقام بتأسيس حركة (المرابطون) لكى تنتمى إلى باقى أذرع القاعدة الإرهابية، ولتتحقق لعشماوى أمنيته كقائد إرهابى كبير ولكنه لم يسعد بها كثيرًا فقد تم القبض عليه فى ليبيا قبل الهروب إلى مكان آخر، فقد فشل أن يكون قائدًا فى أى من المجالات التى عمل بها من أشرفها إلى أحطها، حتى الموت برصاص البنادق الشريفة لن ينولها سيموت معدما بالشنق الذى يليق بأمثاله الإرهابيين خائني الأوطان، عاشقى الدم والنار.

هذا الإرهابى الذى تأثر بصاحب نظريات العنف الإرهابى (سيد قطب) الشهير بنظرياته الإجرامية للنيل من أبناء وطنه الأبرياء، قام هو الآخر بإعداد نظرية أطلق عليها (الصيد الحر) وهى عبارة عن تكتيك إجرامى خبيث تتمثل فى أنه يظل يتحرك بسيارة على الطرق المختلفة بنطاق أحد الجيوش ويقوم باستهداف المركبات العسكرية سواء كانت لنقل أفراد أو معدات ومهمات مستخدمًا فى ذلك الأسلحة النارية لتصويبها على السيارة لحصد أرواح الضباط والجنود الذين كانوا بها ثم يذهب ليبشر جماعاته السوداء  بنتائج أعماله المشينة فى حق من كانوا زملاء له فى يوم ما.

هذا وقد أغلق ملف القضية رقم 2014/1 والمعروفة إعلاميا بـ(الفرافرة) جنايات عسكرية وتصنيفها يأتى لأنها تنتمى إلى جرائم النيل من الأفراد والمنشآت والمعدات العسكرية وليس كونه كان عسكريًا مطرودًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز