عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بوء الأسد

بوء الأسد

بقلم : علاء عريبي

مع كل تغيير وزاري ينشط بعض الأشخاص الذين يرتدون ثوب الشخص المهم، الذي يعلم بواطن الأمور، والذي له علاقة وثيقة بشخصيات مقربة من صناعة القرار، ويعرف أسماء من سيتم تغييرهم قبل إعلان القرار بأيام أو ساعات، ويقسم لك أن معلوماته حصل عليها من فم الأسد، والطريف أن بعض الصحف ووسائل الإعلام تأخذ بخبر صاحبنا المهم، وتصيغه مسبوقا بكلمات: علمت، وتردد، وأكد مصدر موثوق، وتنشر بعض الأسماء المرشحة لحمل حقائب وزارية، ولا مانع أبدا خلال الصياغة أن يضيف بعض أسماء لشخصيات مقربة منه.



أعرف من هذه الشخصيات عددا لا بأس به، أصدقاء من زمان، بعضهم يعمل بالصحافة، وبعضهم في الفضائيات، وكثيرا ما كنت وما زلت أسمع منهم بعض الحكايات تحت بند المعلومات السرية والمسربة، يؤكدون أنها وصلتهم على التو من أحد المقربين من النظام أو من دائرة اتخاذ القرار، وللأمانة كنت في البداية استمع وأناقش كأنها بالفعل كما يقولون مسربة وصحيحة.

عندما تناقشه في الخبر وفى مصادره، يقسم لك أنها من "بوء الأسد"، من شخصيات مقربة جدا، ممن؟ من النظام؟ ممن في النظام؟ يصعد بك السلم ربما إلى نهايته، وعندما تسأله: كيف وصلتك؟، وعن طريق من؟، وهل من يجلسون على قمة السلم محاطون ببعض من لا يمتلكون القدرة على كتمان الأسرار أو القرارات قبل صدورها، لا تتلقى ردا مقنعا، فقط يقول لك: لأنه حبيبي.

زمان كنت أسمع وأناقش، كما سبق وذكرت، كأنها بالفعل مسربة لتوها من بوء الأسد، وكنت أجلس وأترقب الإعلان، رفع غطاء السرية، وللأسف كان الانتظار يطول، أرجع لصاحب السري والهام:

ــ يعنى مصدرش القرار

يقسم أنه كان سيصدر، لكن في آخر لحظة تم تعديل القرار، ويسوق لك مبررات للتعديل، ويؤكد أنها من نفس المصادر المقربة، والمدهش أنني كنت، قبل سنوات، أصدق وأتبنى السري والهام، ومبررات تعديل أو تعطيل السري والهام.

المؤسف أن هذه الظاهرة التي كانت تتداول بين النخب، بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت ظاهرة نتابعها يوميا، يكتب البعض بوست، يحمل السري والهام، وبعد أن تدور دورتها، يتم تكذيبه أو تعديله.

السؤال: لماذا يدعي البعض أنه على صلة بمقربين من النظام؟ لماذا يصر على معرفته بالهام والسري؟ ما الذي يعود عليه؟ وما الذي يضيفه إلى شخصه؟ ولماذا نحن أصبحنا بالسذاجة نصدق ونناقش ونردد ونؤكد ونقسم أنها من بوء الأسد.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز