عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عواد (ليبيا) باع أرضه!

عواد (ليبيا) باع أرضه!

بقلم : محمد جمال الدين

عرف التراث المصرى العديد من القصص والحكايات، جميعها لها وقع خاص على المواطنين، من حيث الشهرة والمعرفة، ولكن تظل قصة عواد الرجل الذى باع أرضه صاحبة الشهرة الأكبر، التى قدمت فى أوبريت أبدع كلماته الشاعر الراحل مرسى جميل عزيز (عواد باع أرضه ياولاد.. شوفوا طوله وعرضه ياولاد.. ياولاد غنولوا.. على عرضه وطوله ياولاد..



الأرض أرضنا عن أبونا وجدنا، وبكره ولا بعده لولادنا بعدنا) كلمات الأوبريت ورغم أنها مستوحاة من قصة حقيقية؛فإنها ظلمت عواد الذى لم يبع أرضه، بل وقف مدافعًا عنها ضد ظلم مفتش الدائرة، الذى استباح لنفسه سرقة أرضه، فقاومه حتى لفظ النفس الأخير من حياته، هذا هو عواد مصر لم يفرط أو يبع شبرًا واحدًا من أرضه، ولكن فى أمتنا العربية ظهر عواد من نوع آخر، عواد على استعداد تام لبيع الأرض والوطن مقابل أن يستمر فى الحكم، حتى ولو كان ذلك على حساب الشعب الليبى الشقيق، عواد تسرى دماء الخيانة فى شرايينه، مبديًا ترحيبه لبيع ما تبقى من أرض الوطن لمن يدفع أكثر،

أتحدث هنا عن رمز الخيانة الجديد المسمى بالسراج، الذى كان يتولى حكومة تدعى ظلمًا وبهتانًا أنها حكومة وفاق، رغم أنها لم تكن قط حكومة للوفاق، وإنما هى حكومة للفرقة وشق وحدة الشعب الليبى، حكومة مدعومة وممولة من جماعات الإرهاب والميليشيات المسلحة وبعض الدول الراعية للإرهاب، والتى يأتى فى مقدمتها دولة الوالى العثمانى الجديد (أردوغان) الذى لايزال يبحث عن مجد أجداده الضائع، فى محاولة منه لنهب ثروات المنطقة، التى سبق أن استباح أجداده ثرواتها من قبل، لذلك سعى جاهدًا للبحث عن خائن ليوقع معه اتفاقية مشبوهة فى عرف الشعوب، تتيح له بمقتضاها أن يحدد مناطق النفوذ البحرى التى فى النهاية تسمح له بالبحث عن الغاز فى منطقة البحر المتوسط، وبالمرة توفر له مثل هذه الاتفاقية التى وافق عليها عواد الليبى غطاء سياسيًا وآخر قانونيًا للتدخل فى شأن الدول المجاورة عن طريق دواعشه الذين يرعاهم فى جل بقاع العالم، والتى عن طريقهم يبتز جميع دول العالم المختلفة مع سياسته الإرهابية، اتفاقية فطن لها رجال السياسة المصرية ورفضتها أيضًا قبرص واليونان بالإضافة إلى مصر، واعتبروا هذه الاتفاقية معدومة الأثر القانونى، بل إن مجلس النواب الليبى وكذلك الحكومة الليبية المؤقتة رفضوا اتفاقية السراج المشبوهة، التى فرطت عن طيب خاطر فى تراب الوطن مقابل بعض المال الذى سيتم وضعه فى بنوك الخارج لحساب هذا الخائن،

هو ومن يضع يده فى أيدى مستعمر تركى تحركاته وأطماعه فى ثروات المنطقة لا يمكن أن يغفلها أحد، وفى القلب منها تهديد الأمن القومى المصرى، التى يعتقد من خلالها أنه من الممكن استغلالها فى النيل من مصر وشعبها، الذى كشف بفطرته سواد قلب أردوغان الذى يتمسح ويتاجر فى الإسلام، وينادى فى العلن بالحفاظ عليه، ولكنه فى السر يسىء إليه وإلى كل من ينتمى إليه وللعروبة، التى أفرزت لنا وللأسف بائع أراضٍ وخائنًا للعرب وللعروبة، خائنًا لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتم مقارنته بعواد المصرى، الذى لم يفرط فى شبر واحد من أرضه ودفع حياته ثمنًا للدفاع عنها.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز