

محسن عبدالستار
"سونو".. والمنتدى
بقلم : محسن عبدالستار
عُرفت "أسوان" في اللغة المصرية القديمة باسم "سونو"، وتعني السوق، حيث كانت منطقة تجارة كبيرة جدًا، ومحطة مهمة للقوافل التجارية بين قارتي إفريقيا وآسيا، فأطلق عليها "سونو"، بمعنى السوق، وحرّف الإغريق اسمها إلى "سين"، ثم أطلق عليها الأقباط "سوان"، إلى أن جاء العرب في القرن السادس الميلادي فنطقوها "أسوان"، وهي الاسم الحالي للمدينة السمراء الجميلة.. وهي البوابة الجنوبية لمصر، وتقع مدينة أسوان على الضفة الشرقية لنهر النيل العظيم، هبة المصريين، ورمز الخير بها، فعلى ضفتيه كان العيش، ومن ثم الزراعة، فكانت مصر بسببه مخزنًا للغلال في العالم القديم.
تعرف "أسوان" بساحرة الجنوب، فهي حقًا أجمل مدن العالم، لأنها المدينة السمراء الطيبة، ومعشوقة الملوك والمشاهير، ونافذة التاريخ والحضارة.. وأطلق عليها في الوقت القريب "عاصمة الشباب الإفريقي".
واليوم ينطلق على أرضها الطيبة المحبة للسلام، "منتدى السلام والتنمية المستدامة"، على مدار يومين، ويشارك فيه عدد من قادة الدول وكبار المسؤولين الأفارقة، ومن أبرز الأهداف التي يسعى المنتدى لتحقيقها، فتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة بالقارة السمراء، وذلك في إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019.
"المنتدى" لغة، هو المجلس، أو النادي الذي يجتمع فيه الناس للحوار والسمر والتداول.. لذا تم دعوة الزعماء وكبار المسؤولين الأفارقة والدوليين، إلى مدينة السحر والجمال، لبحث التحديات، التي تخص القارة السمراء، منها السلم والأمن، فبهما تعيش الشعوب، حياة كريمة، ولا يخفى علينا جميعًا ما تمر به الدول من تحديات، منها محاربة الإرهاب الأسود، الذي يهدد الشعوب جميعًا، فالإرهاب لا وطن ولا دين له.
جاء المشاركون في المنتدى، إلى مدينة السحر والجمال "أسوان"، حاضنة المؤتمرات المحلية والدولية، لبحث عدد من القضايا المهمة، منها استدامة السلام والأمن والتنمية، و"إسكات البنادق" في إفريقيا، التي تهدف إلى منع النزاعات، بحلول عام 2020، من خلال إعداد أطر تنفيذية واضحة تعالج جذور هذه النزاعات، وتساهم في إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد انتهاء الصراع، ومناقشة السلام والأمن والتنمية في منطقة البحر الأحمر، والسلام والتنمية في منطقة الساحل والصحراء، وبناء الدول بعد هزيمة الجماعات الإرهابية، وتعزيز دور المرأة الإفريقية في تحقيق السلام والأمن والتنمية، وأمن الطاقة في إفريقيا، ودور التمويل الرقمي والشمول المالي في استدامة التنمية والسلام.
وأبرز ما جاء في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح المنتدى: "ليس هناك أنسب من الوقت الراهن كي نجتمع فيه معًا في إطار هذا المنتدى، لبحث التحديات التي تواجهنا في إفريقيا، وفي مقدمتها استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها، فضلًا عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الإفريقية من تفشي وباء الإرهاب، وما يرتبط به من ظواهر، لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية".. وهي دعوة لتكاتف الجهود الإقليمية والدولية لدعم أمن واستقرار دول القارة الإفريقية، وحمايتها من الجماعات الإرهابية، وما يحيط بها من تحديات.
حفظ الله مصر وشعبها الأبي.