عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عقل الرئيس.. الرسائل والأهداف «٢-٣»

عقل الرئيس.. الرسائل والأهداف «٢-٣»

بقلم : أيمن عبد المجيد

«الإرهاب غطاء لوسائل تستخدمها أجهزة مخابرات ودول، لإيذاء الدول التي تخرج عن الصف».




«أنا أقول كلامًا مهمًا جدًا وخطيرًا لا يستطيع مسؤول أن يقوله بهذا الوضوح، ولكن أقوله لأنني أعتبر أن إنسانيتي، أهم من وظيفتي، أقوله لكم ولمن يهمه الأمر».

بهذه الصراحة تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كل مداخلاته بجلسات منتدى شباب العالم، موجهًا قذائف الرسائل، والصدمات الفكرية، كطبيب يعمل على إنعاش الوعي لدى شباب العالم، لمواجهة أساليب تزييف الوعي.

يملك الرئيس السيسي عقلًا استراتيجيًا، يرصد العَرَض، ويشخص المرض، ويقدم روشتة الدواء الناجع، ويتوقع المضاعفات التي يمكن أن تحدث في قادم الأيام، رهنًا بسلوك المريض دون أن يغفل قدرة الله على تبديل وتغيير الأحوال.

يقول الرئيس في ختام مداخلته، بجلسة «الذكاء الاصطناعي والبشر، من المتحكم؟»: «يا شباب العالم ويا شباب مصر، القفزات التكنولوجية والعلمية متلاحقة ومتسارعة، وإذا لم ننتبه ونستعد لها سيزداد تخلفنا وتزداد الفجوة، ويصعب تعويض ما فاتنا، ويظل المتقدمون متقدمين والمتأخرون متأخرين».

هنا تحدث الرئيس عن ضرورة التنبؤ بالقادم لا محالة من تطور تكنولوجي غير مسبوق، وعن ضرورة العمل والاستعداد، وعن هذا قال: «لقد بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وسنطلق العام المقبل جيلًا جديدًا من الجامعات تدرس أحدث ما توصل إليه العالم من علوم، وحريصون على أن تكون بين جامعاتنا وأكبر جامعات العالم توأمة لضمان الجودة وملاحقة كل جديد».

وفي الوقت الذي يأخذ فيه بالعلم والعمل، يوجه رسالة قوية لهؤلاء الذين ظنوا أنهم قادرون على تقييد قدراتنا على تجاوز مراكزنا المتأخرة، بأن القدر ربما يخفي عنكم ما لا تتوقعونه.

قالها الرئيس: «دائمًا يد القدر لها إجراءات لا يمكن التنبؤ بها، للطاقة البشرية حدود أمام إرادة الله سبحانه وتعالى».

عقل الدولة ورأسها، تدرك جيدًا التحديات، وطرق مجابهتها، تستوعب الرسائل الموجهة إليها، وتبعث برسائل رد، تشخص طبيعة أسلحة الحروب الحديثة، وتواجهها بالبناء الإنساني، ودفاعات الوعي.

يضرب الرئيس الأمثال لعلهم يعقلون، يقول: «العلماء عباقرة عقولهم مبهرة، يبتكرون ويصنعون التكنولوجيا، والسياسيون يستخدمونها لصالح الأمن القومي ومصالح بلدانهم.. حتى القوانين تفرض لخدمة أمن ومصالح الدول المتقدمة».

بصراحة شديدة قال الرئيس: «الضعيف يخلي باله، المتأخر يخلي باله حتى لا يضيع».

لم يتحدث الرئيس عن طرق مجابهة الإرهاب، لأنها قضية تتطلب تعاونًا دوليًا كبيرًا، ليس المجابهة هي ما تشغله، بقدر التوعية بطبيعة الإرهاب كسلاح تستخدمه دول لتحقيق أهداف تطويع وإخضاع دول أخرى.

ما يشغله هو فضح الأساليب القذرة في الصراعات الحديثة، حتى يبني حصون وعي، فالوعي في استراتيجية الرئيس هو العلاج الناجع لإبطال مفعول قنابل التكنولوجيا الحديثة.

يقول الرئيس السيسي: «سأعطيكم مثالًا: مواقع التواصل الاجتماعي، تكنولوجيا حديثة، كان لها أثرها الإيجابي بنسبة كبيرة على الدول المتقدمة التي استعدت لها، بينما الدول النامية كانت آثارها سلبية عليهم، ومنذ خمس سنوات طالبت في الأمم المتحدة بقوانين وقيم تحكم هذا التطور، وقد رأينا كيف استخدم الإرهاب هذا التطور التكنولوجي في خدمة أهدافه».

القضية ليست في الإرهاب ذاته، «فهو غطاء ووسيلة يخفي أطماع وأهداف من يموله ويحركه، ولن تعدم تلك الأجهزة والدول استحداث وسائل أخرى».

ليست نظرية المؤامرة، لكنها طبيعة الكون، وتدافع القوى، ولغة المصالح التي تحرك الأهداف.

رسالة بليغة الأهمية توازن القوى يحرر الإرادة، فقد ضرب الرئيس مثلًا بالأهداف التي تحققها عملية إرهابية للأعداء، يترتب عليها توقف السياحة ففقد الدولة ١٥ مليار دولار، فترتبك لسنوات بدرجات متفاوتة مع عودة التحسن التدريجي، خاصة الدول محدودة الموارد.

ويوضح «أن هدف الدول الراعية للإرهاب، تكون مطالب، فتستخدم الإرهاب للضغط على قيادة الدولة، لتطويعها، ربما لا يدرك المواطن أن كل ذلك خلف عملية إرهابية، لكن الرسالة تصل لأجهزة المخابرات وللسياسيين».

«فرق كبير جدًا بين المُثل والقيم الإنسانية في تناول الموضوعات، وبين المصالح وأدبيات السياسة الدولية.. عندما تستدعي المصالح يتغير الكلام».

قالها الرئيس في مداخلة بجلسة التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين، الرسالة أن المصالح هي التي تحرك الدول».

استدعى الرئيس مثلًا إفريقيًا يقول: عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة، وكأنه أراد القول: فلا نلوم الدول القوية المتصارعة لتحقيق مصالحها بإخضاع الضعفاء، بل علينا إدراك قواعد اللعبة، وتوجيه طاقاتنا التي نوجهها للتخريب والتدمير في العديد من الدول النامية، نوجهها إلى التنمية والتعمير، وبناء القوة والقدرات حتى نكون أفيالًا لا عشبًا صغيرًا يهلك بشظايا نيران الأقوياء.

استحضر الرئيس مثالًا آخر لإيصال رسائله: العراق حارب "داعش" وأهمل التنمية، فانتصر على "داعش"، وعندما التفت للشعب وجده قد فقد القدرة على تحمل الأوضاع الاقتصادية فتحرك، مصر كانت منتبهة لذلك، فحاربت الإرهاب وبالتوازي مع ذلك حققت تنمية كبيرة.

الرسالة البليغة للمتآمرين مفادها: نحن نعرف أهدافكم، فتمويلكم للإرهاب لاستهداف مصر، كان هدفه تعطيل التنمية، لذا كانت التنمية هي العلاج الناجع لنزع مفعول إرهابكم.

الرسالة لشباب العالم وشباب مصر، وللإعلاميين والمفكرين، والمثقفين والسياسيين، والنشطاء، وجهوا طاقتكم للتنمية، وملاحقة التقدم في العالم وبحث سُبل تطوير أوطانكم، لتمتلكوا القوة التي تمكنكم من تحقيق أحلامكم، والاستقلال بإرادتكم، لا أن تظلوا عشبًا تدهس الأفيال.

الرئيس وجه رسالة أيضًا إلى العالم، مفادها أن التخاذل في دعم الدول التي تواجه الإرهاب، سيمكن الإرهاب من السيطرة، فيتحول من منظمات إرهابية إلى دول إرهابية تطالكم في عقر داركم، وفي الوقت ذاته يجب مواجهة الدول الراعية للإرهاب.

«الأمم المتحدة في حاجة لإصلاح، فلم تعد أدبياتها تلاحق تطورات العصر وتحدياته»، رسالة أخرى عالمية.

مؤتمر شباب العالم، في حد ذاته رسالة، أن المواجهة ببناء الوعي العام الإنساني، والحوار والبناء والتعمير، وتلافي الثقافات على مشتركات الإنسانية، يبطل مفعول آلة التخريب الشيطانية، ومن يحركها لأهدافه الضيقة.

كل يوم يُثبت أن عقل الدولة المصرية، ورئيسها، استراتيجي، يتحرك لأهداف تعزز الأمن القومي المصري والعربي والإفريقي، وتخدم السلام وقيم الإنسانية.

 وللحديث بقية..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز