عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
من الصعب أن تستوعب.. الأهداف والرسائل «٣-٣»

من الصعب أن تستوعب.. الأهداف والرسائل «٣-٣»

بقلم : أيمن عبد المجيد

من الصعب أن تستوعب ما يحدث في منتدى شباب العالم، أقول «يحدث» بصيغة المضارع، لأن الحدث مستمر، لا يتوقف، فما الأيام الأربعة التي عُقد فيها المنتدى، إلا ثمرة عمل دؤوب مستمر، يبدأ في كل نسخة من الدقيقة التي تُختتم فيها النسخة السابقة.



هنا في الأرض المباركة، التي تجلى الله سبحانه وتعالى فيها، دون غيرها من الكون، يُشرق الأمل بالعمل، يجتمع مستقبل العالم، شباب متفتح العقول، متمسك بتلابيب حلم غدٍ أفضل، تتضاءل فيه النزاعات، وتتعاظم فيه المشتركات.

شباب، منهم العالم الخبير في تخصصات نافعة للبشرية، ومنهم من جاء ولديه أمل في اكتساب قيمة مضافة لقدراته، ومنهم ومنهم... منهم من قهر التحديات وجاء ليُلهم ويضخ طاقة الأمل، زين سيف قاهر السرطان في أربع معارك، جيسيكا كوكس التي لم يفقدها مولدها دون ذراعين الأمل، وقادت الطائرة بقدميها.

كيف حوّل هؤلاء المحنة إلى منحة، فقادهم انتصارهم في معركة اليأس، إلى ارتداء تاج الأمل، وحمل رسالة الإلهام، فباتوا رُسل التحدي؟! لا تيأس استخرج قدراتك الكامنة، حوّل المحن إلى منح، رسالة لأولي الألباب.

في هذا المنتدى العالمي، الذي بات- وفق شباب أجانب التقيتهم- بمثابة أمم متحدة للشباب، تجري نقاشاتها بين مختلف الثقافات والحضارات، على أرض مصر أم الدنيا، ومهد الحضارة الإنسانية.

هذا المنتدى، لو تعلمون، عظيم الأهداف، الآنية والمتوسطة وبعيدة المدى، ففيه تلاقح ثقافات الشعوب باحتكاك مباشر خلال الفعاليات، والأنشطة المصاحبة، حتى التنقلات، تجد الشعوب التي خلقها الله تتعارف وتتصادق وتتواصل فيما بعد.

ترى شباب مصر وجهًا آخر غير الذي صُدر لنا، ويصدر في الدراما، شباب نقي مُثقف، لبق، متحدث لغات العالم، مُنتشر في الطرقات والممرات، يستقبل ضيوف الوطن، ويرشد وينظم، تخيل نقل ٧ آلاف من كل أرجاء الأرض إلى قاعة واحدة في أرض مصر، ثم إعادتهم يوميًا إلى مقرات إقامتهم، دون أدنى صعوبات أو مشكلات تُذكر.

تدريب عملي للشباب على التنظيم، وإدارة الحشود، بل إدارة الندوات والفعاليات، والمشاركة الفعالة بها، كانت مصر أربعينيات القرن الماضي، تضم كل الجنسيات على أرضها، طليان ويونان، وغيرها من ثقافات البلدان.

عدنا اليوم لمبادرات عودة الجذور، بينما منتدى مثل هذا يحقق تواصلًا وحوارًا مباشرًا لشباب مصر مع مختلف الثقافات، بل ومفرخة لصداقات تدوم لسنوات، وتبادلًا للخبرات، بين أجيال الحاضر.

«المحاكمة» على مسرح العالم، الأم بيضاء البشرة تحتضن طفلها أسمر اللون، والعكس، الرسالة الإنسانية هي الأساس، لا لون ولا عرق، محاكمة لضمير الإنسانية، الغائب عن دعم ضحايا الحروب والصراعات.

في المحاكمة انفضح ذلك النموذج الهارب خارج حدود الأوطان، المحرّض على التخريب والدمار: «عنده من الدولارات زكائب بس أنتم دمروا جيوشكم»، هذا الشيطان الذي يدفع الشباب لتدمير أوطانهم، بينما هو يجمع أمول العمالة.

بين هؤلاء الشباب، من يحلم بقيادة وطنه، والارتقاء بشعبه، منهم من سيتولون مناصب قيادية، في المستقبل، وسيكون بيدهم التغيير للأفضل، هناك من شارك بالفعل وتدرب على القيادة في الأكاديمية الوطنية للشباب، وبات الآن وزيرًا في وطنه، هؤلاء لن يغيب عن ذاكرتهم ما أسهمت به أم الدنيا، في صقل خبراتهم، وما ناقشوه على أرضها من قضايا تهم الإنسانية.

في المنتدى، بعث الرئيس السيسي رسائل للشباب، المصري، والعالمي، ولحكام العالم، ولكل من يهمه الأمر، هدف آخر يتحقق، حديث مباشر، إيقاظ لوعي شباب العالم، وإيمانه بما تدعو إليه وما تحذر منه مصر، يخلق قوة شبابية داعمة وضاغطة على الحكام، لاتخاذ مواقف في الكثير من القضايا، التي تتطلب تكاتفًا عالميًا.

على رأس هذه القضايا، مكافحة الإرهاب، وضرورة اتخاذ مواقف حازمة، ضد الدول الممولة والرعاية، وداعمة للدول المحاربة، ومشرعة لقوانين تحمي العالم من خطر استخدام الإرهاب للتكنولوجيا والشبكة العنكبوتية، في التواصل والتجنيد والتكليف.

كانت رسالة الرئيس بليغة، عندما قال: إن الإرهاب غطاء ووسيلة لأجهزة مخابرات ودول لمعاقبة من يخرج عن صفها، مذكرًا بأن كلامه خطير ومهم، ولا يستطيع مسؤول أن يقوله، «ولكن إنسانيتي تفوق وظيفتي».

حديث مباشر، كشف للمخططات وأسلحة الحروب الحديثة، لإيقاظ وعي الشباب، ليُدرك أن من يستدرجه للانخراط في تنظيمات إرهابية، ليس صاحب قضية، بل يستخدم وسائل وأدوات مستحدثة لتحقيق أهداف تخريبية، فلا تكن سلاحًا في يد المخربين.

رسالة مباشرة لأجهزة المخابرات، التي تتخذ من الإرهاب وسائل لتحقيق أهدافها، إننا نعلم أهدافكم وخططكم، وأدواتكم، ونجابهكم بإيقاظ الوعي، وإنجاز ما تسعون لتعطيله.

نعم قال الرئيس مضمون ذلك بكل وضوح، فقد قال إن هدف الإرهاب تعطيل التنمية، حتى يتحرك الشعب من جديد، فتدمر الدولة، وقد أخطأ العراق عندما حارب "داعش"، وأهمل التنمية، فعندما هزم "داعش"، وجد الشباب يسأل أين نحن؟ ولم يتحمل الوضع الصعب فتحرك.. نحن في مصر كنا نُدرك هدف الإرهاب، فحاربناه، وأسرعنا في خطى التنمية في الوقت ذاته.

الفن لغة الإنسانية التي يفهمها جميع الشعوب، لذا بات في مصر على مسرح العالم، مبدعون من كل أنحاء العالم، وأطلقت بقرار رئاسي مسابقة عالمية في الأفلام الوثائقية، حتمًا سيكون الفيلم الوثائقي بناءً، وكاشفًا للحقائق، ومهديًا لأخطاء البشرية، كما كانت «المحاكمة».

مصر هنا داعمة ومحفزة، وخالقة لمنصات للإبداع العالمي، مجمعة للقوى الشاملة الناعمة، التي سيكون لها انعكاساتها الإيجابية على البشرية، وفي القلب منها قدرة مصر الشاملة وتأثيرها الإيجابي في تعزيز قضايا السلم والأمن الدوليين.

لا تتخيل إذا ما غصت في الأعماق، حجم المكاسب التي يحققها المنتدى، لمصر وشبابها، وشباب العالم والإنسانية.. لتسير مصر على بركة الله، تنشر الحضارة وتهدي الإنسانية، في ظل قيادة عظيمة ورؤية استراتيجية، وآليات إبداعية.

ونحن، إن شاء الله، لداعمون بما أوتينا من قوة، وما ألهمنا الله من بصيرة، وما من علينا به من فضل حمل القلم، الذي أقسم به سبحانه: «ن والقلم وما يسطرون».. صدق الله العظيم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز