عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ثقتك بنفسك تغير حياتك

ثقتك بنفسك تغير حياتك

بقلم : محسن عبدالستار

 



بعض الناس يهوى المظاهر والفخر، وهذا ليس حرجًا أو خطأ، إنما العيب عندما يتحول هذا السلوك إلى غرور وتكبر، واحتقار للناس.. كما في حديث النبي الكريم: "الكبر: بطر الحق، وغمط الناس".

إن الإنسان كثيرًا ما يخلط بين الثقة بالنفس، واحترامها وتنميتها، وبين الكبر والغرور، فالثقة بالنفس، هي اعتقادُك بقدرتك على ما تتحمله من أعباء، وما تلتزم به من واجبات، ومعرفتك الصحيحة بنفسك، ونواحيها الجيدة.

والكبرُ، والغرور، ما هما إلا تعظيم نفسك أكثر مما تستحق، والمطالبة بالجزاء من دون عمل، وخداع الناس بالمظاهر الكاذبة الخادعة، دون أن تكون لك قيمة حقيقية بينهم.

إن خير وسيلة للنجاح في الحياة أن يكون للشاب مثل أعلى عظيم يطمح إليه، وينشده، ويضعه دائمًا نصب عينيه، ويسعى دائمًا في الوصول إليه، كأن يكون عالمًا عظيمًا، أو تاجرًا بارعًا، أو صانعًا ماهرًا، أو سياسيًا عظيمًا.. "فمن قنع بالدون لم يصل إلا إلى الدون".

الشخص الذي ينتقص من قدر الناس، ما هو إلا هادم لما يحققونه من مجد في حياتهم، فإذا ذكرهم الناس بخير، قلل منه، وما يفعل ذلك إلا حبًا في نفسه وغرورًا وتكبرًا على ما يحققه الآخرون.

إن الجسم قد ينقص بعاهة أو مرض، فتبتر رجل، أو تقطع يد، ولكن لا يصيبك بذلك نقصان، ما دمت تعرف مقدار نفسك، وترضى بما كُتب عليك، أو لك.

كل شخص منا بداخله قوة، بها يستطيع تحقيق آماله وأحلامه في المستقبل، فهل خطر على بالك يومًا أن تبحث عن هذه القوة فتحسن استغلالها؟

فلا تقل لا أستطيع فعل أمر ما، فإنك لا تزال كالغصن الطري؛ لأن النفس لا تيبس أبدًا، فهي قادرة على فعل الكثير ما دمت تنميها وترعاها.

وهنا تظهر الثقة بالنفس في أجمل معانيها، وهي قدرة الإنسان على معرفة ذاته، التي منحها إياها الله عز وجل، لأنها مفتاح النجاح في الحياة، فالإنسان الذي يثق في نفسه قادر على فعل كل شيء، مهما كان مستحيلًا، أما فقدان الثقة بالنفس، فهو للأسف من الأسباب الرئيسية لفشل الإنسان في الحياة، ومن لا يثق بنفسه لا يستطيع فعل أي شيء مطلقًا.

إن الثقة بالنفس نوعان، يتميز بهما كل شخص واثق بنفسه، النوع الأول ويطلق عليه "الثقة المطلقة"، وهي التي لا تعطي للشخص أي فرصة للشك، فهو يدرك جيدًا أنه يمتلك قوة تجعله قادرًا على مواجهة الصعاب، والتغلب عليها، والنوع الثاني، يتمثل في "الثقة المحددة"، ويكون الإنسان فيها واثقًا من نفسه في بعض الأحيان، وأوقات أخرى غير واثق من نفسه، ويختلف مقدار ثقته في نفسه تبعًا للموقف الذي يقيّم فيه ثقته في نفسه.

ثق بنفسك واصنع حياتك بالتفاؤل والاستبشار، ولا تتعلل بأنك لست نابغة، ولا أن الظروف لا تواتيك وأشياء من هذا القبيل.. فثقتك بنفسك سبب من أسباب نجاحك في الحياة، فبعض الناس لديهم الكثير من الطموحات، لكن لقلة ثقتهم بأنفسهم لا يستطيعون تحقيقها، رغم ما لديهم من إمكانيات تساعدهم على فعل الكثير لتلبية طموحاتهم.

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ومنحه ثقة لا نهائية بنفسه، ولا ريب أن هذه الثقة إنما تأتي، يقينًا، بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، وأنه معنا في كل الأحوال.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز