عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ضرب نار

ضرب نار

بقلم : علاء عريبي

لا أعرف السبب وراء الضجة التى أعقبت قيام سيدة بطلق عدة عيارات نارية فى الهواء ابتهاجا بخطبة ابنتها؟، ما هو الغريب والعجيب والمدهش والمفاجئ فى هذا المشهد؟، هل لأنها سيدة أم لأنها سيدة وبرلمانية أم لأنها أول سيدة تحمل سلاح أم لأننا لم نر من قبل أحدا يطلق النار فى الهواء ابتهاجا؟.



 

أعتقد أنها ليست المرة الأولى التى يطلق فيها أحدنا النار فى الهواء ابتهاجا بخطبة أو زفاف أو لنجاح ابن أو اخ أو قريب أو نسيب أو جار فى الامتحانات أو لفوز فى مبارة او فى سفر لأداء شعائر الحج والعمرة، وليست هى المرة الأولى التى نرى فيها سيدة تحمل السلاح وتطلق النار، منذ أن دخل السلاح النارى مصر وانتشر بين العامة وهو يستخدم فى الاحتفالات، وهذا الأستخدام لا يتوقف على أهالينا فى الأرياف وفى صعيد مصر والأحياء الشعبية، بل يمتد إلى جميع أهالينا فى المدن وأحياء الطبقة المتوسطة والأثرياء، ضرب النار يقوم به الغنى والفقير، الأمى والمتعلم والمثقف، أستاذ الجامعة، وضابط الشرطة، والفلاح، والمهندس، والطبيب، والمدرس، والتاجر، والمقاول..

 

ضرب النار ابتهاجا لا يقف على المواطن بل تقوم بها المؤسسات والأجهزة الحكومية، يطلق النار لتحية الشهداء، ويطلق النار احتفاء بقدوم ضيوف، ويطلق النار اعلانا ببدء الأعياد والمناسبات، فى شهر رمضان الكريم نفطر يوميا على مدفع الإفطار، وفى الأعياد تطلق المدافع ابتهاجا برؤية الهلال.

 

القانون لا يعاقب على اطلاق النار ابتهاجا، والعرف لم يستثن الرجال دون النساء، حتى الأطفال يطلقون النار تحت اشراف أباءهم ابتهاجا واحتفالا، وعن نفسى حضرت مئات الوقائع التى اطلق فيها النار احتفالا وابتهاجا وغضبا وتحذيرا وترهيبا، فى قريتنا زمان اطلق النار ليلا لارهاب اللصوص، واطلق النار لتطفيش الديابة، واطلق النار احتفالا بمولد سيدى أبودياب وسيدى الرفاعى، واطلقت مئات الأعيرة النارية فى الأعراس.

 

إذن ما الذى استجد علينا، فى اللحظة التى اطلقت فيها السيدة نائبة البرلمان عن دائرة فاقوس النار من سلاح زوجها أو ابنها أو شقيقها أو سلاحها هى الخاص، اطلق المئات فى اللحظة نفسها النار ابتهاجا واحتفالا فى قرى ومدن ومراكز أخرى على امتداد الوطن، لماذا جرمنا النائبة؟، ولماذا اجبرناها على الإعتذار، هل لأن أحدهم قام بتصويرها ونشر الصورة على مواقع التواصل الإجتماعى، هل لأن كل ما يبث على مواقع التواصل الإجتماعى مؤخرا أصبح عرضة للنقد والإدانة، هل جلدنا النائبة ونكدنا عليها فرحتها بابنتها هى وأهلها لأن البعض أدانها على مواقع التواصل؟. هل لأنها نائبة والمفترض أن نرهب النواب والمسئولين؟.

 

بصراحة أنا لست مع اطلاق النار ابتهاجا أو احتفالا أو تكريما أو تحذيرا، وأرى أنه قد(قد) يتسبب فى وقوع حوادث لقدر الله، لكن لست مع اصطياد البعض وجلدهم دون غيرهم، لمجرد أن البعض نشر فيديو ادانه على مواقع التواصل، إذا كنا نفكر بشكل جاد فى منع اطلاق النار فى المناسبات المختلفة، علينا اصدار قانون يجرم ويعاقب من يطلق النار فى غير موضعه، أما ان نفرز المواطنين ونختار ونميز ونتصيد ونجلد ونعاقب فهذا ما لا نقبله ولا نرضاه.

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز