عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فلوس تامر حسنى

فلوس تامر حسنى

بقلم : طارق مرسي

لا أعتقد أن المطرب «تامر حسني» يريد بفيلمه «الفلوس» وهو آخر منتجات سينما 2019  إثبات أنه أفضل «ممثل كوميدى»، وأنه الأكثر إلهامًا من نجيب الريحانى وإسماعيل ياسين وأكثر جاذبية من أحمد حلمى ومحمد هنيدى ومحمد سعد وهانى رمزى وبالتالى أفضل فنان «كوميدي» مؤثر فى مصر والعالم العربى وعلى طريقة «موقعة جينس» التى أثار بها ضجة كبرى من دون «لازمة».



 

ففى فيلمه «الفلوس» يلح إلحاحًا بأنه «كوميدان» و«من ضهر كوميدان» ولا يقل عن «المضحكين» قديمًا وحديثًا لكن بإفيهات معظمها خليع وخارج عن النص وتسيء له كمطرب بل وإنه أبرع من أحمد السقا وأحمد عز وأمير كرارة فى الأكشن و«شغل» العضلات. «تامر حسني» للمرة الثانية على التوالى بعد فيلم «البدلة» يقدم نفسه كممثل كوميدى يثير الضحكات فى قاعات العرض بدلاً من «الآهات».. المطرب الذى لقب نفسه بأنه  «مطرب الجيل» مازال يتبرأ من كونه مطربًا له قاعدة جماهيرية عريضة ويتعثر فى إدارة مشروعه الغنائى على الشاشة. فالسينما عندما كانت تستعين بنجوم الغناء فإنها تستثمر شعبيتهم لتقديم أفلام غنائية تعيش ومن خلالها يستكمل كل مطرب مشروعه الغنائى، موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وسيدة الغناء أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش اهتمت السينما بمواهبهم وشعبيتهم لإثراء السينما الغنائية، ولم يحصل أحد منهم على أوسكار أحسن ممثل أو أفضل مضحك، بل اكتفوا بصناعة مجد سينمائى غنائى وظلت الأغنيات التى يقدمونها فى الأفلام عابرة للأجيال، أما «تامر حسني» فهو ضد كل هؤلاء بل ضد نفسه ويريد كما يقولون أن «يبيع المياه فى حارة السقايين». نجح فيلم «البدلة» نجاحًا استثنائيًا محطمًا رقمًا قياسيًا فى الإيرادات مستغلاً جماهريته، لكن هذه المرة من حق الجمهور أن يتمسك بنظرية الشك الديكارتى وأنه لا يأمن لمن خدعه مرة.. ولهذا أتصور أنه لن يكرر أرقام فيلم «البدلة» فى شباك التذاكر، فمن الممكن أن يتصدر الفيلم الإيرادات لفترة ولكنه لن يتمكن من مقاومة أفلام الموسم أو طلعة يناير السينمائية وأنه سوف يتراجع مع طرح فيلم مثل «بنات ثانوي» ووقتها سوف يكتشف أن جمهوره من الجنس الناعم سوف يهجر فيلمه لحساب «بنات ثانوي» ذات الفكرة المبتكرة وأن المراهقات والمراهقون أولى بمشاهدته بدلاً من فلوس «تامر» وبالتالى سيخسر «تامر» الرهان حتى جمهوره فى لبنان وهو رهانه الثانى وبحكم أن معظم مشاهد الفيلم فى الجميلة «بيروت» فمن المرجح أن يخسره. وعلى مستوى فريق العمل فإن خالد الصاوى يبدو أنه جامل «تامر» وعلى خلفية أزمة السينما وقلة الإنتاج الذى يدفع الممثل الكبير أن يقبل أى دور وهى الأزمة التى صدرها «لايف» لجمهور مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأخيرة، ومثله فعل أحمد السقا ومى عز الدين ضيوف الشرف فى الفيلم، لكن الجمهور المتعطش لسينما جديدة وأفكار غير مُمصرة أو منحوتة  من تيمات أجنبية لن يطاوع دماغ تامر وعناده أو تقبل شخصية النصاب اللذيذ أبو دم خفيف «سيف» أو حتى صديقه «سليم».

وفى المقابل من المتوقع أن يتقبل الظهور الجديد لـ«زينة» وبراعتها وصدقها فى تقديم شخصية «حلا» الفتاة الثرية التى تستعين بنصاب للحصول على أموالها من نصاب زميله لاسترداد الـ20 مليون دولار.. كما يجوز أيضا أن يفتح دور «هايلة» الباب لمولد موهبة مثل عائشة بن أحمد وهى إضافة سينمائية واعدة وأيضًا الكوميدان الصاعد محمد سلام.. زينة وعائشة وسلام ومعهم «عمر زهران» ضيف الشرف فى دور الطبيب النفسى الذى يلخص قضية «الفلوس» هم الرابحون من الفيلم وساهم فى حضورهم المميز مخرج يمتلك لغة سينمائية متقدمة مثل سعيد الماروق الذى كان من الممكن أن يستفيد «تامر» بقدراته لتقديم فيلم سينمائى غنائى يضيف لتامر كمطرب له شعبية غنائية كبيرة وإمكانيات لا يستهان بها، ولكنه يتعمد أن يهدرها مع سبق الإصرار والترصد فى أدوار كوميدية وفى ختام سيئ لسينما 2019 لم تخرج منه سوى بفيلم «الممر» . لا أتصور أن يغامر «تامر» بنفسه مرة أخرى كمطرب له اسم كبير ليس فى مصر بل فى الوطن العربى وأن يفرط فى مقعده فى  الصفوف الأولى لمطربى الجيل ويستهين بموهبته الغنائية من أجل تقديم نفسه كممثل كوميدى وبأغنية كوميدية.. «فإن لصوتك عليك حق يا تامر».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز