عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأمن في 2020

الأمن في 2020

بقلم : محمد هاشم

 



 

أعتقد أن سفينة الوطن وصلت إلى شاطئ الأمان، بالتأكيد الأمواج كانت عاتية طوال سنوات عجاف، وشهور حسومًا، كان البطل الحقيقي أو السبّاح الماهر فيها هو المواطن، الذي تحمل الكثير من أيام الفوضى، وعدم الأمن وصعوبات الحياة وبفضل جهود مخلصة لرجال الشرطة، وتضحيات الشهداء، وصلت سفينتنا إلى الشاطئ.

اليوم الكل آمن يعيش في استقرار لم نر جرائم مكتملة أو عصابات منظمة أو سطوًا مسلحًا أو خطفًا أو اغتصابًا أو... أو... إلا النذر اليسير، ومن يفعل ذلك بلا شك سيتم ضبطه، وإنفاذ يد العدالة فيه.

 تعود بي الذاكرة إلى عام 2011 وأحداث الفوضى، وإلى الأيام العصيبة، التي عشناها وكابدناها، محفورة في ذاكرتي، صعب أن أنساها.. سطو مسلح على أركيديا وكارفور، وعمليات نهب لماكينات الصرافة، وقتل على الدائري، وجثث ملقاة على الأرض، حرق للمجمع العلمي ونوادي ومؤسسات الشرطة، ومجمعات المحاكم ومقرات الحزب الوطني.. أيام كانت حقيقة مؤلمة وصعبة ولا حول لنا ولا قوة.. ذهب البعض إلى التكاتف طوعًا أو كرهًا فيما يسمى باللجان الشعبية لحماية أسرته فقط من السطو في أي لحظة عليهم داخل منزلهم أو شقتهم، أما أن يصل التأمين إلى الذهاب والعودة في الشوارع،  فهذا الأمر صعب أو محال، خاصة للنساء والفتيات.

ولم تكن السنوات التي تلت 2011 بأفضل منها فأنقضت جماعة الإخوان الإرهابية على مقاليد الدولة، وحاولت أخونة المؤسسات، ووصلت بالفعل إلى الحكم حتى جاء طوق النجاة بثورة 30 يونيو الذي أنقذت الوطن من خطرهم، ومن الفوضى التي سادت البلاد في أيامهم نزل الملايين إلى الشوارع مطالبين، برحيل تلك الجماعة الإرهابية من الحكم وبعد جلائهم قامت كوادر الجماعة ولجانها النوعية، بتنفيذ تفجيرات إرهابية وحاولوا الانقضاض على الحكم في رسالة منهم "إما نحكمكم أو نقتلكم"، ولم تفلح عملياتهم الخسيسة، وتحسن الوضع الأمن تدريجيًا من خلال جهود مخلصه لوزراء داخلية سابقين، تولوا مهام العمل في ظروف صعبة، ومن خلال جهود مخلصة لضباط الشرطة.

ووصلت سفينة الوطن إلى بر الأمان مع تولى اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية السابق لمهام الوزارة، فوجه ضربات استباقية موجعة للخلايا الإرهابية وقضى على اللجان النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة، التي انبثقت من رحم الإخوان كلواء الثورة وأجناد مصر وحركة حسم وغيرها من الجماعات الإرهابية.

ثم جاء اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الحالي، ونجح في كسر العمود الفقري للجماعات الإرهابية، وأعتقد أنه لم يتبق خلايا إرهابية منظمة سوى العناصر الفارة أو ما يسمونها الذئاب المنفردة، وحقق توفيق طفرة في الأمن السياسي والأمن الجنائي، من خلال تنفيذ الأحكام وضبط معدلات الجرائم.

في الحقيقة لم تكن تلك الجهود لتنجح إلا بوعي المواطن، الذي عاصر ثورتين متتاليتين، فأصبح لديه خبرات وثقافة سياسية، فحقًا كم محظوظ هذا الجيل؟! بات المواطن يدرك جيدًا حجم المؤامرات التي تحاك ضده وضد بلده واستهداف عقله.. وهذا ما شهدناه من تعاون المواطنين مع رجال الشرطة لتحقيق الأمن الوقائي.

ما أود أن أقوله هنا علينا جميعًا أن نعي جيدًا ما يدور حولنا وأقول لكم أمسكوا بخريطة وطنكم، وأنظروا إليها جيدًا، وأنظروا إلى دول الجوار وإلى أشقائنا، كيف مزقت المؤامرات دولهم، وكيف حال دولتنا الآن من مشاريع عملاقة، وتحقيق الأمن والأمان.

 تحية لرجال الأمن المخلصين، وتحية للمواطن المصري، وعاش الوطن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز